لا تخدعونا . الرسول خرج ليعود

بطريقة مستفزة ، لا تستند إلى الموضوعية ، وتجتزىء من التاريخ ما يؤسس للتضليل والكذب ، وخداع البسطاء ، يخرج بعض المشبوهين المأجورين لإصدار فتاوى وخلط الأوراق

لا تخدعونا . الرسول خرج ليعود

بطريقة مستفزة ، لا تستند إلى الموضوعية ، وتجتزىء من التاريخ ما يؤسس للتضليل والكذب ، وخداع البسطاء ، يخرج بعض المشبوهين المأجورين لإصدار فتاوى وخلط الأوراق ، ليقولوا على لسان مموليهم بأن الرسول عليه الصلاة والسلام ، قد ترك مكة ، فلماذا لا تتركون فلسطين وتتوقفوا عن مقاومة هذا العدو القوي الفاجر . كلمة حق يراد بها باطل ، تهدف إلى دعم العدو ودفع الناس للتخلي عن أرضهم وتاريخهم وثقافتهم ، يفعلون ذلك بثمن بخس مدفوعين من جهات معلومة لا يجهلها كثيرون ، ويعرفون دوافعها ، وهذه الشريحة المنافقة المأجورة تتستر بالدين وتتسلح باللحى الطويلة ، التي تسىء إلى اللحى الشريفة التي توارت في الظل بحكم القمع والاعتقال والتغييب ، ومنعها من الكلام تحت قوانين ظالمة لا تستند إلى الحيادية والموضوعية .

لهؤلاء المرتزقة نقول بلسان مبين ،واستنادا إلى السيرة النبوية والتاريخ ، بأن الرسول عليه الصلاة والسلام ، خرج من مكة ليعود ، كان خروجه جزءا من مشروع وتعبئة واستعداد لعودة شريفة عظيمة ، عاد بعد عشر سنوات فاتحا ، بعد أن أسس لدولة قوية ، نشرت النور والهداية في كل أرجاء الأرض ، سمع الفلسطيني كلامكم وكلام أمثالكم قبل خمسة وسبعين عاما. قلتم له أيام قليلة وستعودون ، قلمتم أظافر مقاوميه في محطات كثيرة ، وتصدرتم المشهد تحت شعارات كاذبة ، وبعد سبعة عقود ، ظل هذا الفلسطيني المخدوع لاجئا ، يقيم في بلادكم تحت قائمة من الشروط المذلة. لقد تبلورت لدى هذا الفلسطيني قناعة راسخة ، عبر الزمن ، أن المطلوب منه أن يغلق فمه ، ويلعق جرحه وذله بصمت ، وعندما حمل السلاح وقرر أن يعالج وجعه ، تآمرتم عليه ، وانحزتم إلى عدوه ، سرا وعلنا ، ومع ذلك لم يعلن براءته منكم ، انطلاقا من قناعته بأن الدم لابد أن يتحرك وأن الأخوة لابد أن تستقيم وتثمر . لكل مأفون مأجور من الذباب المتستر باللحى والدين ، اقول : الرسول خرج من مكة ليعود ، وعاد بعد عشر سنوات ، وأما الفلسطيني فلم يعد بعد مرور خمسة وسبعين عاما ، إن لم تكونوا مؤازرين فلا تكونوا مثبطين ، فالتاريخ يرصد والمعاملات تتغير ، وعند الله تجتمع الخصوم .

د. أحمد عرفات الضاوي .