ترمب يلمح إلى احتمال الترشح للرئاسة في المستقبل
لمح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى احتمال الترشح للرئاسة في المستقبل في العام 2024. حيث قال لقناة «نيوز ماكس» : «لن أخوض في الأمر بعد، لكن لدينا دعم هائل. وأنا أنظر إلى أرقام الاستطلاعات التي وصلت إلى السقف»
وتحدث ترمب لأول مرة منذ حفل تنصيب خلفه جو بايدن في العشرين من يناير (كانون الثاني)، مع المحطة الأميركية الموالية له، فقال إنه «لا يزال من المبكر حسم الأمر، لكني أرى الكثير من استطلاعات الرأي الرائعة». وتابع ترمب: «لدينا دعم هائل. لن أتعهد بعد بالترشح مجدداً لكن لدي دعم هائل وأنا أتابع استطلاعات الرأي التي تظهر تقدمي بشكل رائع… أنا الشخص الوحيد الذي تزايدت أرقام دعمه بعد مساعي الكونغرس لعزله». يتحدث ترمب هنا عن استطلاعات الرأي الأخيرة التي عكست دعماً كبيراً له في صفوف الناخبين الجمهوريين. إذ أظهر استطلاع لصحيفة «بوليتيكو» بالتعاون مع «مورنينغ كونسولت» أن 54 في المائة من الناخبين الجمهوريين سيدعمون ترمب في حال ترشح مجدداً للرئاسة. كما أظهر الاستطلاع نفسه أن 59 في المائة من الناخبين الجمهوريين قالوا إن ترمب يجب أن يؤدي دوراً كبيراً في مستقبل الحزب الجمهوري. وهي أرقام أظهرت تقدماً بـ18 نقطة عن أرقام استطلاع سابق جرى مباشرة بعد اقتحام الكابيتول في السادس من يناير. إضافة إلى ذلك، تراجع عدد الجمهوريين الذين حملوا ترمب مسؤولية ما جرى في السادس من يناير بـ14 نقطة. وتظهر هذه الأرقام أن الناخب الجمهوري بدأ بتخطي أحداث اقتحام الكابيتول، وبالنظر إلى المرحلة المقبلة في مستقبل الحزب الجمهوري. وقد تحدث ترمب عن موجة دعمه معتبراً «أنها قوية للغاية وستزداد قوة في المستقبل. مذكراً بانتقاداته اللاذعة لزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. فقال: «الجمهوريون غير أقوياء. فهم يهاجمون بعضهم البعض... كما فعل ميتش… لو أنه أمضى الوقت نفسه وهو يهاجم زعيم الديمقراطيين تشاك شومر وبايدن، لكان الجمهوريون في مكان أفضل». وذلك في إشارة للهجوم المكثف الذي شنه ماكونيل على ترمب واتهمه فيه بتحمل المسؤولية في أحداث الكابيتول.
ويعكس حديث ترمب الاستراتيجية التي يسعى زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفين مكارثي إلى اعتمادها مع الجمهوريين. فمكارثي الذي انتقد ترمب بعد اقتحام الكابيتول، سرعان ما تخطى هذه الانتقادات ليزور الرئيس السابق في مقر إقامته في فلوريدا. ويشدد مكارثي على أهمية تخطي الخلافات الداخلية والتركيز على ضرورة انتزاع الجمهوريين للأغلبية في الكونغرس في انتخابات العام 2022 التشريعية. ويعتبر بعض الجمهوريين دعم ترمب ضروريا للغاية لفوزهم بمقاعد في الانتخابات التشريعية، نظراً للدعم الكبير الذي لا يزال يحظى به في صفوف مناصريه. وحذا النائب الجمهوري ستيف سكاليس حذو مكارثي، فزار ترمب في مقر إقامته في فلوريدا لتنسيق استراتيجية الفوز. فسكاليس هو الرجل الثاني من حيث التراتبية في القيادة الجمهورية في مجلس النواب وهو من الداعمين الشرسين للرئيس الأميركي السابق. وتظهر مواقف الجمهوريين المتناقضة حيال ترمب الفارق الكبير في مواقف القيادات في مجلسي الشيوخ والنواب. ففيما يعرب قادة الحزب في مجلس النواب عن ولائهم العلني لترمب، تتحفظ القيادات الجمهورية في مجلس الشيوخ عن هذا الدعم. ويحاول زعيمهم في الشيوخ ميتش ماكونيل النأي بنفسه عن ترمب والتركيز على استعادة الأغلبية من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بعد الخسارة المفاجئة للحزب في ولاية جورجيا، والتي يتهم ماكونيل ترمب بالتسبب بها.
إضافة إلى الحديث عن مستقبله السياسي، تطرق ترمب إلى مواضيع أخرى في المقابلات الهاتفية التي أجراها مع وسائل إعلامية مختلفة يوم الأربعاء، لرثاء صديقه مذيع الراديو المحافظ راش ليمبو الذي قضى بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
وكما جرت العادة هاجم ترمب الرئيس الحالي جو بايدن، فاتهمه بأنه «مشتت الأفكار» وقال ترمب رداً على تصريحات بايدن التي قال فيها إن الرئيس السابق غادر البيت الأبيض من دون تأمين لقاحات (كوفيد - 19): «سمعت ما قاله بأن اللقاح لم يكن موجوداً عندما تسلم منصبه... في الواقع نحن أعلنا عن اللقاح في نوفمبر (تشرين الثاني) ووفرنا الملايين من اللقاحات... إما أنه يكذب وإما أنه مشتت فكرياً…» واختتم ترمب كلامه بالقول في لهجته المعهودة: «هل كان (بايدن) يمزح؟ لأن ذلك كان تصريحاً غبياً للغاية...».
وتحدث ترمب كذلك عن منعه من استعمال «تويتر» فوصف منصة التواصل الاجتماعي بـ«المملة». وقال: «(تويتر) أصبح مملاً للغاية، والملايين من الأشخاص غادروا المنصة. فهي لم تعد كالسابق وأنا أفهم ذلك جيداً». وأكد الرئيس السابق أنه ينظر في إنشاء منصته الخاصة: «سنرى ماذا سيحصل... نحن نتفاوض مع عدد من الأشخاص كما أننا ننظر في بناء منصتنا الخاصة».
المصدر : الشرق الاوسط