عملية نفق الحرية.. المنطق واللا منطق في التفاصيل
عندما نتابع ما يذيعه إعلام العدو، يجب أن نتذكر أن محكمة العدو أمرت منذ اليوم الأول لعملية نفق الحرية بحظر النشر بكل ما يتعلق بها، وأن كل ما نسمعه أو نقرأه، معد داخل اروقة أجهزة متخصصة في الحرب النفسية والاستخباراتية.

عندما نتابع ما يذيعه إعلام العدو، يجب أن نتذكر أن محكمة العدو أمرت منذ اليوم الأول لعملية نفق الحرية بحظر النشر بكل ما يتعلق بها، وأن كل ما نسمعه أو نقرأه، معد داخل اروقة أجهزة متخصصة في الحرب النفسية والاستخباراتية.
بداية من إشاعة عدم تلقي الأبطال لأية مساعدة داخل السجن أو خارجه، أو ارشاد جواسيس عرب إلى أماكن الأسرى الاربعة، أو الحديث عن فرار بعضهم إلى الأردن أو لبنان، متناسين أن الهروب إليها مرفوضا كليا في ثقافة الأسرى لانه لا يختلف عن الأبعاد القسري.
هل من المنطق أن نتقبل فكرة ان الأسرى لم يبلغوا القيادة الخارجية بخطة الهروب ونحن نعلم أن نزلاء الزنزانة تغيروا أكثر من مرة خلال فترة الحفر، وآخرهم الأسير السعدي الذي تم نقله قبل فترة وجيزة إلى سجن رامون؟
وهل من المعقول أن يقوم قادة مشهود لهم بالخبرة والذكاء في التخطيط لعمليات استشهادية، اخترقت حصون العدو وتجاوزت انظمته الأمنية، بالتخطيط لحفر النفق ثم الخروج منه دون خطة محكمة تمكنهم من الوصول إلى مكان آمن؟ ما هذه السذاجة التي تهدف إلى السخرية من قادة أثبتوا بالتجربة حنكتهم ومن فصيل فلسطيني مشهود له بالخبرة العسكرية والاستخباراتية كحركة الجهاد الإسلامي؟
هل من المنطق تقبل خبر انتظار الأسرى ٢٠ دقيقة قرب الحفرة، بعد الخروج منها، ثم تحركهم باتجاه الأراضي الزراعية، دون أن يخطر في بالنا أنهم انتظروا من ينقلهم إلى مكان آمن ؟
ثم هل من المنطق أن يتوجه الأسرى الستة معا إلى قرية الناعورة فيحصلوا فيها على الطعام واللباس والراحة، ثم لا يجدوا من يؤمن لهم وسيلة نقل إلى جنين كما أشارت مصادر العدو.
كيف نقرأ إعلان جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" عن إحباط عدد من العمليات خلال الأيام الاخيرة بعد عملية هروب الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع. وتأكيده أن إحدى العمليات كانت عملية كبيرة جدا، أن لم تكن بهدف دعم الأسرى المحررين وتسهيل انتقالهم إلى أماكن آمنة ؟
الأسرى امضوا أربعة أيام بعيد عن عيون آلاف الشرطة والجنود، وطائراتهم المسيرة والمروحية، التي استنفرت على كافة مساحة فلسطين، ثم بعد ان تحدثت الأخبار عن تركيزها المفاجئء في منطقة سهل بني عامر، يتم اعتقال أربعة منهم بفارق ساعات لا تحتسب، اذا تذكرنا ما قاله شهود عيان من قرية أم الغنم، من أن عملية اعتقال الاسيرين زكريا ومحمد استغرقت أكثر من ثلاث ساعات ونصف ( من الواحدة إلى الرابعة والنصف صباحا ).
وهنا يجب التوقف أمام معلومة تحليق طائرة مسيرة فوق المكان من الساعة الواحدة فجرا، قبل وصول الجنود، لأنها تنفي رواية اقتفاء قصاصي الاثر لإثارهم . بل توحي إلى معرفة العدو بمكاني الأسرى المسبق، خصوصا ان اعتقال الاسرين محمود عارضة ويعقوب قادري يتوافق زمنيا مع ظهور طائرة الاستطلاع فوق منطقة تواجد الاسيرين زكريا الزبيدي ومحمد عارضة،وكما شاهدنا عند اعتقال الاسيرين، فقد غطى الجنود أعين الأسيرين، بينما لم يفعلوا ذلك عند اعتقال الاسيرين محمود عارضة ويعقوب قادري، وما أظهرت الصور الأولى لاعتقالهما من أن القوة التي نفذت الاعتقال ترتدي الزي المدني، وتخفي وجوهها تحت أقنعة ترتديها، وليس قوة من الشرطة أو الجيش أو قصاصي الأثر، رغم استنفار آلاف الجنود والشرطة في المنطقة الشمالية، مما يوحي بأن الذين وصلوا اولا إلى الاسيرين هم من المستعربين أو العملاء.
العدو لا يمتلك اية معلومات دقيقة أو صحيحة، لذا قررت المحكمة منح المحققين تسعة أيام كاملة مع منع وصول المحامين إليهم أو التواصل معهم، وكل ما يرشح عن تعذيب الأسرى واستخدام ابشع وسائل الضغط النفسي والجسدي بحقهم، ليس عقابا لهم على تمكنهم من حفر نفق والهروب منه، بقدر ما هو تعذيب من أجل الحصول على اية معلومة.
كل ما نعلمه إلى الآن مصدره وسائل إعلام العدو، أما الأسرى فهم بئر أسرار أعظم عملية هروب من اعتى واشد السجون، ومن غير المتوقع كشف هذه الأسرار عما قريب، أو بعد سنوات، لأهميتها الأمنية..
أسئلة كثيرة بلا إجابة واحتمال أستلام العدو للمعلومة الذهبية من جهة ما، وارد جدا، وغير مستبعد ..