بلدان الكوارث وكوارث البلدان

في الوقت الذي يشن فيه العالم حربًا ضروسًا في محاربة الوباء، تحدث بين الفترة والأخرى كارثة صادمة تزهق الكثير من أرواح الأبرياء

بلدان الكوارث وكوارث البلدان

في الوقت الذي يشن فيه العالم حربًا ضروسًا في محاربة الوباء، تحدث بين الفترة والأخرى كارثة صادمة تزهق الكثير من أرواح الأبرياء، وكان آخرها حادثة القطارات في مصر، ولحقها كارثة انهيار مبنى من 12 طابقًا، وقد سبق مصر دول عربية أخرى في حدوث كوارث بشرية أودت بالمئات من الأبرياء هذا غير الجرحى إن كان هناك ناجين مثل الأردن ولبنان ...


الشعوب العربية وقبل كورونا قد أنهكتها الحروب والإرهاب والثورات والخلافات، حتى زادت نسبة البطالة ونسبة الفقر وتسيد الفساد كما تسيدت الجرائم البشعة بسبب هذه الأوضاع المتردية سياسيا وعسكريا واجتماعيا واقتصاديا وأخيرًا صحيا.


الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تحدث كالزلازل والفيضانات هي قضاء وقدر، ومهما بلغ تأثيرها فهي لا تعادل شيئا أمام الكوارث البشرية، والتي تتكرر وتختلف بشكل مريب.


في كل كارثة عربية يتم البحث عن شماعة وأسباب لها، فيتم محاكمة وسجن المتسببين بالكارثة بعد تحقيقات مطولة، فيما الشعب والمواطنون يعلنون الغضب واتهامات بالفشل والتسيب والإهمال والقتل المجاني فيما المقالات الصحفية تنهال مطالبة بمحاسبة المسؤولين 
وماذا 
وفي نهاية المطاف تمضي الكارثة، وكأنها زوبعة في فنجان، وكأنها لم تحدث أصلا، حتى إذا حدثت حادثة أو كارثة أخرى نعود لنفس المسلسل من لقاءات وتحليلات وغضب شعبي ...


وما فائدة كل هذا، وماذا ستستفيد عائلات الضحايا من محاكمة فلان وسجن علان، أو تعويضها ماليا بعد فقدانها أرواح أبنائها، وهل كنوز الدنيا تعوض عائلة فقدت ابنها أو أي فرد من أفراد أسرتها ...


أعتقد أن الكوارث ستستمر في ظل كورونا، وحتى ما بعد كورونا هذا إذا كانت لها نهاية ، ورحم الله كل من قضى بسبب هذه الكوارث الأليمة ...

بقلم / أيمن دراوشة