مركب الموت .. الفاجعة الآليمة

حذرنا مراراً من ضرورة تحمل الفصائل الفلسطينية ووكالة الأونروا واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات، ونتيجه تقاعس المرجعية الفلسطينية في أداء واجباتها وصمتها على معاناة اللاجئيين بالشراكة مع وكالة الأونروا التي تعمل على تقليص خدماتها و إغلاق آلاف الوظائف في وجه اللاجئيين، وغياب خطة طوارئ لنشل المخيمات ولتعزيز صمود اللاجئيين والكثير من الأسباب دفعت باللاجئيين بالهجرة عبر البحار بطرق غير شرعية هرباً من الواقع المعقد في مغامرة تؤدي بهم الى الموت غرقاً بسبب بدائية المراكب التي يبحرون عليها.

مركب الموت .. الفاجعة الآليمة

حذرنا مراراً من ضرورة تحمل الفصائل الفلسطينية ووكالة الأونروا واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات، ونتيجه تقاعس المرجعية الفلسطينية في أداء واجباتها وصمتها على معاناة اللاجئيين بالشراكة مع وكالة الأونروا التي تعمل على تقليص خدماتها و إغلاق آلاف الوظائف في وجه اللاجئيين، وغياب خطة طوارئ لنشل المخيمات ولتعزيز صمود اللاجئيين والكثير من الأسباب دفعت باللاجئيين بالهجرة عبر البحار بطرق غير شرعية هرباً من الواقع المعقد في مغامرة تؤدي بهم الى الموت غرقاً بسبب بدائية المراكب التي يبحرون عليها.

مركب الموت الذي غادر فجر يوم الثلاثاء من شمال لبنان ويضم أكثر من 150 راكب لبناني وفلسطيني وسوري بمركب بدائي ومهترء يفتقر لأي مقومات توصلهم الى مبتغاهم وذلك بسبب جشع صاحب المركب الذي ضاعف عدد الركاب من 70 مهاجر إلى 150 بهدف زيادة ثروته المالية غير آبه بحياة الجميع من شباب ونساء وأطفال ورضع، بالإضافة الى ارتفاع الموج في البحر ورياح شديدة ألا أنه أصر على مغادرة المركب، وانطلق ليتعطل بعد إنطلاقه بقليل ليعودو لصيانته ثم تعطل مرة أخرى بالمياة الإقليمية و أعيدت صيانته ومن ثم الغرق
بالإضافة لزيادة في الوزن على متنه مما دفع بالمهاجرين بطلب العودة الى بيوتهم ولكن القدر كان أسرع بإنقلاب المركب نتيجة ارتفاع كبير للأمواج وتحطمه.

إنقطع الإتصال مع المركب في يوم الخميس نتيجة تحطمه قبالة الشواطئ السورية حيث بدأت جثث الضحايا بالوصول إلى جزيرة أرواد وسرعان ما بدأت السلطات السورية عمليات البحث وإنتشال الضحايا من البحر حيث عثر حتى اللحظة على 85 جثة غالبيتهم من الأطفال والنساء و20 ناجي يمكثون في المشفى لتلقي العلاج بينهم 3 أشخاص فلسطينيين و ومازالت عمليات البحث عن ناجيين مستمرة، ويضم المركب قرابة 30 لاجئ فلسطيني من مخيم نهر البارد و4 لاجئيين من مخيم شاتيلا في بيروت.

أبدت السلطات اللبنانية والسورية جميع التسهيلات لأهالي الضحايا بالدخول الى الأراضي السورية للتعرف على ضحاياهم في مشفى الباسل في مدينة طرطوس السورية ولكن غالبية الأهالي لم يستيطعو ذلك نتيجة تشوه الضحايا جراء أرطتامهم بالصخور المحيطة بمكان إنتشالهم.

منذ يوم الخميس تسود المخيمات الفلسطينية حالة من الغضب على الفصائل الفلسطينية التي تتحمل مسؤولية هذه الكارثة وفقدان العشرات من أبناء مخيم نهر البارد في مركب الموت، وتوجهوا منذ صباح الجمعة إلى الحدود اللبنانية السورية لإستقبال شهدائهم ولكن تعذرت التعرف عليهم بإستثناء شابين وصلوا وإستقبلتهم حشود كبيرة ونُقل شاب إلى مخيم نهر البارد وشاب اخر الى مخيم شاتيلا في بيروت، وقد أعلن أهالي مخيم نهر البارد الحداد منذ صباح يوم الجمعة وتسود حالة حزن نتيجة الفاجعة التي آلمت بهم وبإنتظار التعرف على باقي الضحايا و معرفة مصير العديد من المفقودين و وصول الناجيين إلى ذويهم.

مركب الموت فاجعة آليمة يجب الوقوف عندها وإعادة النظر بأداء جميع المرجعيات الفلسطينية ووكالة الأونروا وتصويب مساراتهم بما يخدم اللاجئيين الفلسطينيين ومستقبلهم ودعم صمودهم و رفع معانتهم والعيش بكرامة حتى العودة.

الرحمة والمغفرة لشهداء شعبنا الفلسطيني ولأشقائنا اللبنانيين والسوريين ضحايا مركب الموت، والشفاء العاجل لجميع الجرحى، وكل الدعاء والأمنيات لجميع المفقودين بالعودة سالمين.