استعادة سوريا لمقعدها بالجامعة العربية
اتخذت جامعة الدول العربية يوم الأحد قرارا باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة بعد تعليق عضويتها لأكثر من عشر سنوات، مما يدعم مسعى إقليميا لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد في خطوة انتقدتها واشنطن.
اتخذت جامعة الدول العربية يوم الأحد قرارا باستعادة سوريا لمقعدها بالجامعة بعد تعليق عضويتها لأكثر من عشر سنوات، مما يدعم مسعى إقليميا لتطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد في خطوة انتقدتها واشنطن.
وأفاد القرار بأن استئناف مشاركة سوريا في "اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها" سيسري على الفور بينما دعا أيضا لإصدار قرار بشأن الأزمة الناتجة عن الحرب الأهلية السورية بما يشمل اللاجئين في الدول المجاورة وتهريب المخدرات في المنطقة.
وبينما دفعت دول عربية منها الإمارات في اتجاه إعادة العلاقات لطبيعتها مع سوريا والأسد، عارضت دول أخرى منها قطر التطبيع الكامل دون وجود حل سياسي للصراع السوري.
وقالت قطر إن موقفها من تطبيع العلاقات لم يتغير، معبرة عن أملها في أن يكون قرار الجامعة العربية بعودة سوريا لشغل مقعدها "دافعا للنظام السوري لمعالجة جذور الأزمة التي أدت لمقاطعته"، وفقا لما قاله متحدث باسم وزارة الخارجية لوكالة الأنباء القطرية.
وحرصت دول أخرى على وضع شروط لعودة سوريا. وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الجمعة إن عودة سوريا، التي لا تزال خاضعة لعقوبات غربية، إلى جامعة الدول العربية "مجرد بداية متواضعة جدا لعملية ستكون طويلة جدا وصعبة وتنطوي على تحديات".
وقال مسؤول أردني إن سوريا سيتعين عليها إظهار جديتها في التوصل إلى حل سياسي لأن هذا سيكون شرطا مسبقا للضغط من أجل رفع العقوبات الغربية، وهي خطوة حاسمة قبل توفير التمويل اللازم لإعادة الإعمار.
وقال أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في مؤتمر صحفي في القاهرة "عودة سوريا لشغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف بمعنى أن مسار التسوية للأزمة السورية ستأخذ مرحلة من الإجراءات".
وأضاف "أيضا هي ليس بقرار لإقامة علاقات طبيعية بين الدول العربية وسوريا. هذا قرار سيادي لكل دولة على حدة. نحن نتحدث في هذا القرار عن شغل المقعد".
أما سوريا فدعت الدول العربية لإظهار "الاحترام المتبادل".
وفي واشنطن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تشارك حلفاءها العرب أهدافهم إزاء سوريا، ومنها بناء الأمن والاستقرار، لكنها لا تزال "متشككة في استعداد الأسد لاتخاذ الخطوات اللازمة لحل الأزمة السورية".
وتابع المتحدث بقوله "لا نعتقد أن سوريا تستحق استعادة مقعدها في جامعة الدول العربية في الوقت الحالي" مضيفا أن العقوبات الأمريكية ستظل سارية المفعول.
وذكر القرار الذي اتخذته الجامعة العربية يوم الأحد أن الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام للجامعة العربية سيشكلون لجنة اتصال وزارية مع الحكومة السورية لإيجاد حل للأزمة "وفق مبدأ الخطوة مقابل الخطوة".
ووفقا لنسخة من البيان اطلعت عليها رويترز، تتضمن الخطوات العملية مواصلة الجهود لتسهيل إيصال المساعدات إلى سوريا.
تأتي عودة سوريا للجامعة العربية في أعقاب إطلاق الأردن مبادرة لرسم خارطة طريق لإنهاء الصراع السوري تتضمن معالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين المفقودين وتهريب المخدرات والفصائل الإيرانية المسلحة في سوريا.
والأردن وجهة رئيسية للكبتاجون، وهو مادة مخدرة من الأمفيتامين تسبب الإدمان وتنتجه سوريا، كما إنه نقطة عبور لهذه المادة إلى دول الخليج.
وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا عام 2011 بسبب الحملة العنيفة على الاحتجاجات المناهضة للأسد في الشوارع والتي أدت إلى حرب أهلية.
وكانت عدة دول خليجية، منها السعودية، دعمت جماعات المعارضة في قتالها للإطاحة بالأسد من السلطة.
واستعاد الأسد لاحقا السيطرة على جزء كبير من سوريا بمساعدة حليفتيه الرئيسيتين إيران وروسيا لكن الحرب أودت بحياة مئات الآلاف من الناس ودفعت الملايين إلى الفرار من البلاد. ولا يزال الوضع في سوريا مأساويا واقتصادها في حالة مزرية.
وتحاول الدول العربية في الآونة الأخيرة التوصل إلى توافق في الرأي بشأن احتمال دعوة الأسد لحضور قمة الجامعة العربية في 19 مايو أيار في الرياض لمناقشة وتيرة وشروط تطبيع العلاقات.
وردا على سؤال عن دعوة الأسد للقمة، قال أبو الغيط "إذا ما رغب... سوريا ابتداء من مساء اليوم هي عضو كامل العضوية في الجامعة العربية ومن صباح الغد لهم الحق في شغل أي مقعد يشاركون فيه، عندما توجه الدعوة من قبل دولة الضيافة المملكة العربية السعودية وإذا رغب أن يشارك فسوف يشارك".
وعارضت السعودية لفترة طويلة إعادة العلاقات مع الأسد، لكنها قالت إن نهجا جديدا أصبح مطلوبا فيما يتعلق بالتعامل مع دمشق وذلك بعد تقاربها في الآونة الأخيرة مع إيران، وهي حليف أساسي لسوريا في المنطقة.