أندرو تيت وحيداً أمام عنصرية الغرب

عنصرية الغرب عندما يتعلق الأمر بالإسلام

1 / 1

1.

أندرو تيت الإبن الأكبر لعميل المخابرات العسكرية الأمريكية ولاعب الشطرنج المحترف إيموري تيت هذا الشاب الأمريكي البريطاني  الذي كان يأكل بقايا الطعام بعد مغادرة  النزلاء للمطاعم المتاخمة لمنزله حتى يحصل على البروتين الكافي خلال فترة تدربه على رياضة الكيك بوكسينج فقضى الكثير من عمره في فقر شديد دون أن يسانده أحد.

احترف أندرو رياضة الكيك بوكسينج ليصبح بطل العالم عدة مرات ثم أعلن إعتزاله ليصبح مندوب مبيعات براتب لا يكفي قوت يومه حتى جاءته فكرة ال (ويب كام ) كما يطلقون عليها والتي من خلالها انطلق إلى عالم الشبكة العنكبوتية كأحد أبرز الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الإجتماعي حيث كان يملك الجرأة ليعبر عن أرائه كمسيحي مناهض للنظام الغربي الذي استشرت فيه المنظمات النسوية وتلك المنظمات الداعمة للشذوذ والتحول الجنسي أو كما يطلق عليهم (مجتمع الميم عين ) فلاقت أفكاره رواجا بين أوساط الرجال والشباب حيث كان ينادي بأن يتخلى الغرب عن دعم مثل هذه الأفكار وأن يتركوا الأطفال على طبيعتهم وأن يصبح الرجل قائدا للأسرة مرة أخرى حتى يستقيم المجتمع .

أندرو تيت هذا الشاب الذي يبحث عن الحقيقة بشكل علني أينما كانت  فلم يتورع عن إعلان إلحاده وتركه للمسيحية وإن ظل محافظا على أفكاره الأخرى ثم عاد ليعلن عودته إلى المسيحية بل وليصبح داعما للكنيسة بمبلغ يقدر بآلاف الجنيهات الإسترلينة كل شهر لكن أفكاره أيضا لم تتغير بل تطورت ليعلن بعدها  أنه وجد الكثير من الحلول في الدين الإسلامي وأنه يعتقد أن الإسلام هو الدين الصحيح والديانة الأخيرة، ولم يمض الكثير من الوقت حتى أعلن عن إسلامه شهر أكتوبر من عام 2022 لتتحول حياته إلى كابوس حقيقي نهايات العام ذاته.

تم القبض على أندرو تيت بدولة رومانيا ووضع خلف القضبان لتسعين يوما وجهت له خلالها تهم الإتجار بالبشر والإغتصاب في حملة ممنهجة لإغتياله معنويا وللقضاء على شعبيته بعد أن كان ثالث شخصية عامة يتم البحث عنها على محركات البحث عام 2020 حيث جاء ترتيبه بعد الملكة اليزابيث والرئيس الأمريكي رونالد ترامب ليخضع أندرو بعد سجنه  تحت الإقامة الجبرية داخل رومانيا في انتظار  محاكمة يبدو من مجريات الأحداث وطبيعة التهم التي وجهت إليه  أنها لن تكون عادلة.

كان من الملفت للنظر أن هذا الشاب بات يقف وحيداً لا يملك إلا مصحفا بين يديه يعتصم به رغم ملايين المتابعين والمعجبين والمؤيدين  لم تجروء منظمة حقوقية واحدة أن تصدر ولو على استحياء بيانا تدين فيه تلك الحملة الممنهجة التي تغتال هذا الشاب معنويا وتحاول أن تقضي على شعبيته وأن تصادر أفكاره قبل أمواله، والأعجب أن هذه المنظمات الحقوقية يوجد منها العشرات  داخل الدول الإسلامية فما هي القوى الخفية التي تمنع كل هذه المنظمات من أن تساند هذا الشاب حتى يحصل على حقوقه المشروعة كإنسان؟

أليست حرية الرأي والعقيدة مكفولة عند أنظمة الغرب للجميع وفق معاهداتهم ومواثيقهم وقوانينهم أم أنها كانت فقط كذلك حين كان أندرو ملحدا وكانت كذلك حين كان مسيحيا يمد الكنيسة بالمال ثم حين أصبح مسلما سقط القناع وظهر الوجه العنصري القبيح لتلك الأنظمة وباتت مسألة القضاء عليه مجرد مسألة وقت وستمر القضية دون محاسبة أو رقابة تذكر؟!

إن القاريء للتاريخ يعرف أن مثل هذه الشخصيات لا يمكن أن تمر حقبتها دون أن تترك بصمات واضحة وعلامات لا يخطؤها السائرون على نظرياتهم، وعلى تلك الأنظمة أن تعلم أن مثل هذه الشخصيات لا تموت وأن عليهم أن يطلقوا سراحه أو أن يعلنوا في تلك المحاكمة عن عنصريتهم المقيتة وأفعالهم الخبيثة التي باتت رائحة عطنها  تزكم الأنوف.