لبنان يدفع بإصلاحات اقتصادية ويطالب بدعم أممي في ظل تحديات أمنية ولاجئين

أكّد الرئيس جوزف عون لوفد أمريكي التزام لبنان بالإصلاحات الاقتصادية ومكافحة الفساد، مع التركيز على إعادة النازحين السوريين عبر رفع العقوبات عن سوريا.

لبنان يدفع بإصلاحات اقتصادية ويطالب بدعم أممي في ظل تحديات أمنية ولاجئين
الرئيس اللبناني العماد جوزف عون

التقى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزف عون، وفداً من معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن برئاسة الجنرال الأمريكي المتقاعد جوزيف فوتيل، حيث أكد التزام لبنان بمسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، مشيراً إلى نتائج "مثمرة" للاجتماعات الأخيرة مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، معرباً عن تفاؤله بحلول تعزز الاستقرار المالي.  

مكافحة الفساد وإصلاح القضاء: أولوية وطنية

أوضح عون أن مكافحة الفساد تُشكل ركيزة أساسية بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب، الذي أقر حزمة قوانين داعمة للإصلاح، مؤكداً دور القضاء المرتقب بعد اكتمال التشكيلات القضائية الجديدة.  

حدود آمنة وملف اللاجئين السوريين: تحديات متشابكة

فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية، لفت الرئيس إلى المتابعة الحثيثة لحدود لبنان مع سوريا، حيث يعمل الجيش على ضبط التهريب والحركة غير النظامية، مع الإشارة إلى حوارات لبنانية-سورية لمعالجة الملفات العالقة.  

وحول أزمة النازحين السوريين، شدد عون على "عدم قدرة لبنان على استيعابهم"، داعياً إلى رفع العقوبات الدولية عن سوريا لتحفيز عودتهم الطوعية، بدلاً من تحولهم إلى "نازحين اقتصاديين" في لبنان.  

جنوب لبنان وقرار 1701: مطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي

تطرق الرئيس إلى التوترات في الجنوب، مؤكداً التزام الجيش بتطبيق القرار الدولي 1701 في منطقة جنوب الليطاني، لكنه نبّه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لـ"خمس تلال غير استراتيجية" يعيق انتشار الجيش حتى الحدود، رغم المراجعات المتكررة مع الولايات المتحدة وفرنسا. وطالب واشنطن بالضغط على إسرائيل للانسحاب من هذه المناطق وإعادة الأسرى اللبنانيين، تمهيداً لتعزيز سيطرة الدولة على الأراضي الجنوبية بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".  

حصَر السلاح بالدولة: مسار لا عودة عنه

أكد عون أن حصرية السلاح بيد الدولة "قرار غير قابل للتراجع"، مدعوماً بإجماع داخلي وإقليمي، مشيراً إلى أن تنفيذه سيتم عبر الحوار مع الأطراف المعنية مع ضمان عدم المساس بالأمن الوطني. ولفت إلى أن التطورات الإقليمية "تُعزز الحلول السلمية"، حتى لو استغرقت وقتاً أطول.  

نداء عاجل لدعم الجيش: شرط الاستقرار

اختتم الرئيس حديثه بالتأكيد على الحاجة الماسة لدعم المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لتقوية الجيش تمكيناً له من حفظ الأمن، معتبراً أن استقرار لبنان "مصلحة أمريكية مباشرة".  

هكذا، يرسل لبنان رسائل طمأنة حول إصلاحاته الداخلية، بينما يرفع صوتاً عالياً بمطالب دولية لمعالجة ملفات شائكة من اللاجئين إلى الحدود، في ظل مخاوف من انعكاسات الأزمات الإقليمية على وضعه الهش.