يا يما في دقة عبابنا.. لقاء خاص مع الفدائي الفلسطيني "بشير طقاطقة"، أبو طارق "بلال".
يا يما في دقة عبابنا - يا يما هي دقة حبابنا - يا يما هي دقة قوية - يا يما هي دقة فدائية. من أجله كتبت هذه الكلمات، تخليدا لتضحياته ومقاومته ترسخت هذه الكلمات في ذهوننا، وغناها الصغير قبل الكبير. بشير طقاطقة " أبو طارق" واسمهُ الحركي بلال هو مناضلٌ فلسطيني وقياديٌ وأسير سابق لدى الإحتلال الإسرائيلي. (إنتاج الحراك الشعبي في مخيم نهرالبارد).
مع المناضل الفلسطيني بشير طقاطقة "أبو طارق" الملقب "بلال" ضمن حلقة خاصة من إنتاج الحراك الشعبي في مخيم نهرالبارد، اعداد وتقديم حسام شعبان، تصوير ومونتاج نزار القاسم.
فريق العمل: حسام شعبان، علي عوض، فراس علوش، نزار القاسم، أحمد الشاعر، إياد كريرة.
___________________________________________
تقديم الحلقة، الممثل الفلسطيني أحمد الشاعر:
يا يما في دقة عابابنا
يا يما هي دقة احبابنا
يا يما هي دقة قوية
يا يما دقة فدائية
من اجله كتبت هذه الكلمات، من اجل تضحياته ومقاومته ترسخت في عقولنا وذهوننا، وغناها الصغير قبل الكبير
هو بشير طقاقة ابو طارق، واسمه الحركي بلال، هو مناضل قيادي فلسطيني واسير سابق لدى الاحتلال الإسرائيلي.
معنا ومعكم المناضل بشير طقاطقة في حلقة خاصة ويحاوره الأستاذ حسام شعبان.
___________________________________________
تسجيل فيديو، قصة أغنية "يا يما في دقة ع بابنا" على لسان شاعر الثورة الفلسطينية "أبو عرب".
___________________________________________
الحوار:
حسام: بشير طقاطقة فلسطيني مواليد بيت فجار التي تقع على بعد ٨ كلم جنوبي بيت لحم. الأخ بشير حدثنا عن بيت فجار، الموقع والمزايا التي تتمع بها بلدة بيت فجار.
بشير: بيت فجار قرية فلسطينية تقع ما بين بيت لحم والخليل، بنائها كله من حجر، الناس اللي بشتغلو فيها كلهن بشتغلو في مهنة الحجر والرخام، بعد حرب ال٦٧ انتمى غالبية شباب بيت فجار إلى المقاومة، انا بحلكيلك عن.... اكتشفوا التنظيم اواخر ٦٨ بداية ٦٩ واعتقلوا أكثر من ٢٠٠ شاب، قسم منهم تطارد في الجبال وقسم منم استشهد، وقسم منهم في السجون، يعني مظلش فيها شباب، حتى في نساء اعتقلوا، يعني مظلش فيها.. في البلد.. شباب. نسفوا ٧٠ بيت، وبيوتها كلها من الحجارة.
حسام: خلينا ناخذ تاريخ بيت فجار بالتدريج، ايام الاستعمار الإنكليزي، قبل في احداث حصلت بالمنطقة هناك في أيام عبد القادر الحسيني مثلاً.
بشير: نعم، هذا حكي.. يعني.. ابويا انا الزمانات كان مع الثوار الفلسطينية وحكيت انا على صفحتي.... هو كان يقعد ويحدثني عن هاي الأخبار ابوي، في معارك كثير اشترك فيها.. كان في معركة.. الخضر هاذي في ال٣٦، استشهد فيها من بيت العاص من سوريا، وفي معركة بير العين كان مع عبدالقادر الحسيني اتصاوب في معركة بير العين، هاي في بداية ١٩٣٩، اتصاوب وحملوه على جمل وودوه عشان يسعفوه لعبدالقادر الحسيني.
حسام: في نهاية الثورة الفلسطينية الكبرى..
بشير: ايه، بالضبط، هذه كانت في ٣٩، ما بعرف شو.. كمان أشياء فيها.. يعني.. اشتركوا فيها شهداء... في ٤٨ استشهدوا بيجي زي ١٠ من القرية.. في مستعمرة في محاذاتها إسمها كفار عصيون.. طوقوها وحرروها على فكرة، بس استشهد، بيجي ١٠ من قرايبنا.
حسام: بيت فجار تشتهر بمقالع الحجارة..
بشير: مقالع الحجارة وصنع الحجارة وهي كانت تصدر الحجارة مثلاً إلى عمان.. كل عمان بنتها.. مناطق الخليج.. الكويت، الإمارات، تودي الها حجار.
حسام، وأيضاً بزراعة العنب..
بشير: اه، في عنب وتين وبزرعوا كمان زيتون فيها، بزرعوا البندورة فيها كمان القمح والشعير والذرة.. الذرة البيضا مش الذرة الصفرا هاي..
حسام، احكيلنا لما رحت تبيع عنب.
بشير: يا بيي انت قاري هاي زمان.. كنت في الصف السادس إبتدائي بجي بحكي لأبوي بدي مصاري، يعني كان عمري ١٢ سنة، قللي يابا يا حبيبي روح هاي عنا كروم عنب كثير، روح قطِّع عنب وروح بيع واللي بتبيعوا الك، في عندنا حمار وعنا بغل.. احنا فلاحين، فَرُحْت دَوَّرت على ابعد منطقة وعبيت عنب صحاحير ضخمة الصحارة بقعد فيها الزلمة بتسع ٥٠ .. ٦٠ كيلو، عبيت.. انا بحب العنب اللي زي الليمونادة.. وانا بفكر كل الناس يحبوه زيي، يعني مش اصفر، يعني فيه خضرة، قطعت.. عبيتهن.. هلا المشكلة.. وفي عالحمار سحاحير حديد عشان تنحطن فيها.. هلا المشكلة بعد ما عبيتهن والمنطقة نائية.. كيف بدي أحمِّل هذول عالحمار.. كان عمري بجي ١٢ سنة، ظليت أحاول واحاول وما في حدا يساعدني، قربته على السنسال وحطيت وحدة هون وحطيت حجر هون.. يعني تعذبت فيها. بعدها رحت وصلتهن لهيك.. حطيتهن في.. حطيت كرتونة كبيرة.. حطيت وحدة في الثانية، ووديتهن على وين بدي ابيعهن؟ في بيت ساحور، بيت ساحور مدينة فلسطينية، نصها.. واللا ثلاث ارباعها مسيحية وربع اسلام، فانا بفكر كل الناس بحبوا العنب زيي، رحت لنا ومجموعة من اهل البلد، رحنا قعدنا صاروا يجوا اهل بيت ساحور يشتروا العنب اللي لونه اصفر، صاروا كل أهل البلد يبيعوا.. باعوا باعوا وخلصوا.. انا ظليت لحالي، ولا بعت ولا كيلو، صرت افكر كيف بدي اعاود ارجع، مظلش معي مصاري، والله خلصوا البيع صاروا الناس يضطروا يجوا يشتروا مني، فبعت بيجي زي ١٠٠ كيلو بدينار اردني، يعني ١٠٠ قرش، يعني ثروة كانت في هذيك الأيام، وتغديت واخذت تكسي وروحت عبيت فجار، ب ١٥ قرش التكسي.
حسام: النشأة في بيت فجار.. نشأة بتاريخ نضالي كانت... ايام المدرسة، كيف قضيتها انت في بيت فجار وكيف وصلت للانتماء لحركة فتح؟
بشير: انا مواليد ٥٢، درست في مدرسة بيت لحم.. كانت اعدادية فش فيها ثانوي، في ٦٧ انا كنت مخلص ثالث اعدادي ٦٧، في ٦٧ - ٦٨ انتقلت للمرحلة الثانوية درست في بيت لحم الثانوية، في البكالوريا خلصت نص سنة البكالوريا... وانا تقريبا في ال ٦٨ تعرفت على فتح،
حسام: من خلال الاصدقاء الطلاب..
بشير: لا، من خلال أقارب الي كانوا في فتح، بس انا كان عمري بيجي ١٦ سنة بس نشيط فيها، وعلى أساس إنو اشارك في المظاهرات، فانتميت لحركة فتح.. نَقود مظاهرات واعتصامات وكتابة مناشير وشغلات زي هيك. مقاومة شعبية.
في البكالوريا خلصت نص السنة، مهي نصين، فأجوا اعتقلوني في الليل بيجي الساعة ١٢ دقوا عالباب تحت، عرفوا انو انا هيك، كان أبويا وأمي، صاروا يفتحوا بالكتب ويفتشوا فيهن، اعتقلوني.. حطوا الكلبشات.. أجوا بدن يغموا عيوني.. بس ابويا قاعد.. قلي هيك (رفع قيضة يده) يعني اصمد، هذي آخر مرة فيها، فطلعت واخذوني مكلبش وثلاث سيارات عسكرية واخذوني عمركز المخابرات اللي في بيت لحم، المحقق أول ما اجا بحكيلي اهلا بالشعبية، أهلا بالشعبية؟ طيب انا فتح، بقللي أهلا بالشعبية إذن بعرفش معلومات عني، طيب ليش هو سألني وقللي أهلا بالشعبية؟ احنا كنا خلية واحدة في مدرسة بيت لحم "فتح"، غالبية منطقة بيت لحم شعبية وشيوعيين، فاحنا خلية واحدة من فتح، يوم ما بدنا نطلع مسيرة أو مظاهرة انسق مع شباب الشعبية، فامشي انا واياهن.. فكروني شعبية.
فحولوني على سجن رام الله، في سجن رام الله لأني ما اعترفت انا، حولوني لاداري، يعني بدون محكمة، يعني لما تعترف بتوقع على ورقة تهمة، فعلى ضوءها بحاكموك، بس الاداري.. انت مش معترف، فش ورقة تهمة.. مش موقع على شي. قعدت سنة في سجن إداري، في هذيك السنة قدمنا البكالوريا، اجا زارنا الصليب الدولي، فحكيتلو قصتي وجابلنا كتب وقدمنا بكالوريا في السجن ونجحنا. كنا ١٦ واحد في القاعة، في السجن.. داخل السجن، وحراسات علينا من جنود العدو، بعد السنة ابعدوني إلى الأردن، في الأردن كنا ١٦ واحد كمان، المبعدين.
حسام: الابعاد إلى الاردن..
بشير: عن طريق وادي عربة
حسام: اوصلوكم إلى الحدود؟
بشير: مهو في تفاصيل كثيرة.. طلعنا من سجن رام الله.. تيجي سيارة زنزانة واحنا مكلبشين.. اخذتنا اول اشي من سجن رام الله على سجن الرملة، وفي معنا بنفس الزنزانة كمان مساجين بنزلوهن مثلا نمنا ليلة بسجن الرملة بعدين طلعنا على سجن عسقلان بعد سجن عسقلان وصَّلوا ناس.. علي سجن عزة.. تاهوا في اسمي، انا اسمي بشير محمد، في واحد بنفس الهاي بدن ينقلوه على سجن غزة اسمه بشير احمد، فنزلوني انا، بعدين بعد ما دخلت عاودوا نادوا عليا، بعدها طلعنا على سجن بيرالسبع، سجن بير السبع حطونا في الزنازين، نيمونا ليلة، ثاني يوم الصبح طلعونا في الزنزانة، مشت فينا السيارة، ونزلونا بعدها، وإحنا طبيعي مكلبشين ومغميين محطوطين علينا عصبات، رمونا في سيارة.. هيك مسكونا وزتونا في.. كأنه مصفحة، زتونا فيها ومشت فينا، احنا مش شايفين اشي بس صارت تطلع وتنزل، دليل بتمشي في طريق ترابي، بعدها وصلونا لمنطقة عن طريق وادي عربة، صفونا صف وداروا وجوهنا بإتجاه الشرق، وحكولنا قبل ما نقيم العصبات عن عيونا.. ممنوع تنظروا لورا وكل من بنظر ورا ينطلق عليه النار... فتحوا عيونكوا.. فتحنا عيونا، الواحد الو سنة مش شايف الشمس، قالولنا هناك في مخفر للجيش الأردني، بتظلوا ماشيين باتجاهه..
حسام: معناها رح نكمل الرواية عالحدود،
بشير: ماشي.. ماشي..
حسام: من على الحدود الفلسطينية نتابع قصة الإبعاد عن فلسطين مع الفدائي بلال أبو طارق.
بشير: في الأردن كنا إحنا ١٦ واحد مبعدين، سجنونا وعملوا علينا إقامة جبرية الصبح والمسا لمدة سنة، قضيناها..
هناك مخفر للجيش الأردني بتروحوا مشي عليه، فتحنا عيونا كانوا مغميينا، مكلبشينا شالوا الكلبشات قالولنا ممنوع ولا واحد يطلع خلفه، كل واحد بطلع خلفو بنطلق عليه النار، مشينا بجي ساعتين تقريباً وصلنا عالحدود الأردنية عالمخفر، نيمونا أول ليلة هناك، كانوا في عندهم جمال، هم من البادية، وتاني يوم اخدونا على سجن معان وقعدنا فترة في سجن معان وبعدين على سجن المحطة، في سجن المحطة قعدنا فترة لاجوا ناس كفلونا وطلعنا، بس حكمونا كلنا اقامة جبرية واثبات وجود في عمان لمدة سنة، إثبات وجود الصبح والمسا.
حسام: نتابع مع الفدائي بلال أبو طارق قصة ابعاده عن فلسطين نحو الأردن وفترة الإقامة الجبرية ثم الانتقال من هناك لمتابعة الدراسة في بيروت.
بشير: عملت جواز أردني.. ودالي ابويا الأوراق الثبوتية.. وبعدها انتسبت للجامعة اللبنانية، كان في مجموعة شباب حكينا بعد فترة إنو ننزل للأرض المحتلة، المهم.. وصلنا الأغراض عن طريق لبنان إلى إلى سوريا إلى الأردن عبر البحر الميت دخلنا بدورية كنا خمس أشخاص، كنا مكلفين بمهمة إطلاق صواريخ على القدس الغربية وإطلاق صواريخ على المستوطنات المستعمرات وعمليات مواجهة. نفذناهن، كان المقرر انو نكفي هاي المهمة بثلاث شهور خلصناها ب... استمر تنفيذ هاي العمليات وتوصيل الأغراض وهيك لمدة سنتين، مطاردين في ال..
حسام: الطريق من بيروت إلى الأرض المحتلة عبر سوريا والاردن..
بشير: بالنسبة للأغراض هي أغراض كثيرة، في الف كيلو متفجرات، في صواريخ ١٠٧، في صواريخ روكيت، في ٢٠٠ قنبلة، ١٠ آلاف طلقة كلشن، في كلشنات، في مسدسات، في قاذف ب٧ وقذائفه، في قواذف لهب، هاي كان مطلوب نوصلها للارض المحتلة ونوزعها في نقاط ميتة، وكان بلزمنا قارب، زورق، عشان نوصل الأغراض عبر البحر الميت.
كانت مهمة القيادة توصيل الأغراض إلى سوريا، احنا كان مهمتنا توصيل الأغراض من سوريا إلى الأردن إلى الداخل، وإحنا في تلك الفترة كنا مطلوبين للأردن، فوصلناها كلها في الليل، وصلناها عبر الحدود ووصلناها لعند البحر الميت، عند البحر الميت طبيعي الزورق بدو ماتور، جهزنا كل شي وركبنا الماتور وحطينا الأغراض كلها.
جينا نشغل الماتور، الماتور ما بشتغل، طول الليل وإحنا نجرب ما اشتغل. اتصلنا في بيروت.. ودينا رسول لبيروت للقيادة، على اساس إنو خربان الماتور، ارسلولنا مهندس من اللجنة العلمية التابعة لحركة فتح في بيروت، اجانا على الأردن.. نزلناه على شاطئ البحر الميت.. فحص الماتور لقي الماتور مكربج، يعني خربان. كيف؟ لأنو لما اشتروا الماتور، القيادة في لبنان، جربوه يشوفوه يشتغل، فجربوه في مية البحر، بعد ما خلصوا من مية البحر لازم يحلّوه بمية حلوة ويزيتوه، فترة ثلاث شهور ما تزيت وما هيك كربج الماتور.. صدى وما وبطل. عاودنا ودينا رسول ثاني نفسه هذا المهندس راح على هيك، قلنالوا خليهم يودولنا ماتور جديد.. ودولنا ماتور جديد.. وصلوه لدرعا.. إحنا مطلوب منا نجيبه من درعا عالاردن. رحنا عبر حقول الألغام والاسلاك الشائكة أخذناه ووصلناه لشاطئ البحر الميت ودخلنا بعدها بالزورق وصلناه لغرب البحر.
حسام: كنتوا خمس شباب..
بشير: كنا خمس شباب، نعم خمس شباب، كان شب اسمو جعفر وشب اسمو حسام وشب اسمو ابوخليل وشب اسمو أبومحمد وانا، وصلناهن لهناك، هناك في صعوبة لتوصيل هاي الكمية كبيرة من الاغراض، المنطقة منطقة عين جدي هي منخفض البحر الميت عن سطح البحر في ٤٠٠ متر تقريباً، ففي صعوبة.. وصلناهن.. طلعناهن من البحر للشاطئ، قعدنا ثلاث شهور لوصلناهن بعدين وزعناهن نقاط ميتة بعدين عملنا..
حسام: اول عملية.
بشير: أول عملية كان ضرب القدس الغربية.. كان معنا ١٠ صواريخ ١٠٧ كاتيوشا، هذا الصاروخ بوصل ٩ كلم، فاحنا من منطقة قريبة قصفنا القدس ثلاث مرات في فترات متفاوتة، احداهن وصل للكنيست الصهيوني، يعني ضربوه.. نزلت في الجرايد، كنا نوقت الصواريخ لمدة ساعة، عشان نكون بعيدين في مأمن عن العدو، ثلاث مرات قصفنا القدس الغربية، قصفنا.. كان معنا صواريخ روكيت ثلاثة ونص بوصة، قصفنا كفار عصيون. قصفنا بيارة وادي السور، قصفنا كريات اربعة اللي في الخليل، بالهاون، قصفنا كريات أربعة وكفار عصيون، عملية مواجهة عملناها مدخل الخليل الشمالي.. لاندين عسكريات بحرسو باص لإيجد.. اعترفوا هني في ثلاثة.. هني بطبيعة الحال ما بعترفوا.. احنا مطلقوش الجنود علينا ولا طلقة لأنو ما أطلقوا ولا طلقة. انا اصبت في إحدى العمليات في كريات أربعة. قعدنا سنتين مطاردين.
حسام: الظروف اللي عشتو فيها اثناء تنفيذ العمليات، يعني مدة سنتين وين كنتو تعيشوا؟
بشير: احنا ما بنعيش في المغر، المغر موضعة عالخرايط والعدو بعرفها، فاحنا كنا على ايدينا نعمل قواعد تحت الأرض، بحيث يعني يجي يمشط الجيش فوقينا وما يعرف انو نحنا تحت، حتى أصحاب الأرض كانوا يجوا يحرثوا فوقنا واحنا تحتيهم وما يكتشفونا، حس أمني عالي جدأ، ما منستخدم سيارات كنا، ما بنتستخدم اشي، اكلنا إحنا ممكن نعملو، إتصال مع ناس موثوقين جدا، يأمنولنا بعض مرات مثلا الطحين، احنا كنا نخبز عالصاج ونخبز فطاير في الأرض، يعني..
حسام: في مرة قوات الاحتلال أثناء الدورية تغدوا فوق القاعدة الي انتو قاعدين فيها...
بشير: اه.. عادة العدو بيجي تمشيط علينا، بستخدم طائرات الهلوكبتر بكثرة، كانت تضايقنا كتير طائرات الهلوكبتر، وبالعادة بطلعوا الساعة خمسة الصبح، تمشيط، احنا بنكتشفهن لمن جايين يمشطوا عندنا، يعني احنا ما بنأتي باي حركة.. إحنا كنا في قاعدة من إحدى القواعد، حاطين في بابها شجيرة، عبارة عن شجرة بلان، يعني نتش.. يعني إلها شوك، ورابطينها بحبل. أجو من الساعة خمسة الصبح وهني يمشطوا، وصلوا عنا الساعة واحدة، الساعة واحدة قعدوا يتغدوا على فوقينا، واحد منهم بلكش بشجرة النتش، فقعدوا بيجي نص ساعة، بعد نص ساعه راحوا.. يعني كثير شغلات مرت علينا فيها رعب، وفي جرأة.. يعني في هذيك الأيام.. وكنا شباب.. يعني مش سائلين، لا بنسأل عالموت ولا إشي اصبت انا في احداها.
في إحدى المرات احنا ما كان معنا مصاري وهيك.. فرُحنا على قريتنا.. وصلنا لهناك بدنا نوخذ مصاري من اهلي لأنو كنا..
حسام: يعني انتو كنتوا بمحيط القرية اللي انتو فيها..
بشير: كنا بعيدين عن القرية بيجي زي ١٠ كيلو ١٥ كيلوا، قلنا بنروح نجيب مصاري، لأنو أنا أبوي وضعه المادي مليح، فرحنا دقينا على الباب.. انا كنت غايب عن امي وعن اهلي.. انا مبعد.. خمس سنين.. صوتي متغير.. كنت لسا ١٨ ..١٩ صرت ٢٥..
الدنيا ليل، فاقت امي.. قالت مين؟ قلتلها أنا إبنك بشير، قالتلي لا.. روح انصرف.. هضاك مات في لبنان، هي فكرتنا إنو احنا مرسلينا اليهود، يا إما يهود يا إما ناس بتعاونوا معاهم، عشان يشوفوا مين إللي بساعد الفدائية.
حسام: كان واصلهن خبر إنو انتو استشهدتوا بقلعة شقيف؟
بشير: اه.. في لبنان يعني.. جاي هيك خبر ومقطوعة أخباري انا.. كانت.. فبعدها صوتها طلع فأنا خفت الجيران يسمعوا.. رحنا في ختيارة موثوقة كنا نتصل فيها حكيلناها القصة قلنالها خليها ما تحكي، فراحت إلها.. حكتلها إنو مزبوط إبنك اللي كان دق عليكي.. فصارت تبكي امي وقالت بدك تحددي موعد معهن، حددت موعد، رحنا.. كانوا متهيئين. فتحت.. أول ما فتت باست الكلشن قبل ما تبوسني، وعاملة النا معبية البيت أكل لانو قالتلها الختارة هذيك اللي وديناها.. كانوا ميتين من الجوع ومعهنش مصاري واشي.. فكنا ثلاث شباب لما رحنا عندها.. خلصنا، بعدها قعدنا سنتين تقريباً طلعنا من الداخل على الاردن عبر نهر الأردن.. كان في حقول ألغام للعدو، كذلك حقل الغام صعب معقد للاردن تحديناه وطلعنا، ومشينا مشي وصلنا لعمان بعدين عاودنا طلعنا لوين؟ لسوريا مشي لأنو إحنا مطلوبين في الأردن، من سوريا عاودنا اجينا على بيروت.
حسام: بعد العودة إلى بيروت من الأراضي المحتلة تابعتم العمل في تنظيم الداخل في بيروت وخلال هذه الفترة تم التعارف مع المطرب الوطني الكبير ابو عرب، هل تحكي لنا كيف كان اللقاء مع أبو عرب؟
بشير: بالصدفة احنا بنطلع على مدرسة أبناء الشهداء في سوق الغرب أنا والأخ غازي الحسيني، بنوخذ الشباب هذول، الاطفال.. أطفال الشهداء بنوخذهم يوم السبت على اساس يتعايشوا مع عائلات فلسطينية يوم الأحد، بنعاود نرجعهم يوم الإثنين، فبالصدفة كان موجود أبو عرب هناك، فغازي الحسيني بعرف قصتي لما دقيت على أمي وفتْحت وبوست الكلشن، فحكالي يا بلال إحكي هاي القصة لأبو عرب، فحكيتلوا لأبو عرب القصة لما دقيت على امي وفتْحت الباب وقبل ما تبوّسني بوّست بندقيتي، فعلى طول أبو عرب طلع هاي الأغنية، يا يمة في دقة عبابنا.. يا يما هاي دقة احبابنا.. يا يمة هاي دقة قوية.. يا يمة دقة فدائية. هاي مناسبتها هاي الاغنية.
حسام: خلال اقامتك في بيروت ذهبت إلى عدة دورات عسكرية وتثقيفية، من الدورات التي ذهبت اليها دورة في فيتنام وأخرى في الباكستان، في الباكستان حصلت على هندسة عسكرية. هل تصف لنا بعض التجربة في فيتنام؟
بشير: الفيتناميين... احنا بالأساس أول دورة عسكرية للثورة الفلسطينية هناك، كدروة عسكرية.. يعني كانت تروح وفود تدرس التجربة الفيتنامية.. بس إحنا دورة عسكرية، فحطوا النا برنامج بما يتلائم مع صراعنا مع العدو الصهيوني، هم بشكل عام الفيتناميين متواضعين، يعني بحكيلك على مسألة التواضع.. آخر الدورة أجا قائد الكلية بحكيلنا الجنرال جياب، هو كان وزير الدفاع الفيتنامي وهو طرد المستعمر الفرنسي.. هو كان قائد الجيش وطرد الامريكان لاحقاً فاحنا كنا نتمنى اللقاء فيه، ذهبنا على الموعد والتقينا فيه في وزارة الدفاع.. انا بحكي على مسألة التواضع.. فالجنرال جياب حكالنا "نتعلم منكم يا رفاق"، يعني هو هزم امبراطوريتين وبقلنا نتعلم منكم يا رفاق..
حسام: في هذا دلالة على أهمية القضية الفلسطينية..
بشير: نعم، نعم، هم بعتبروا انو منطقتنا.. يعني.. الامبريالية ما بتترك هاي المنطقة ليش؟ لانها أول اشي سوق الهن، سوق لدول الاستعمار يعني، بالإضافة لهيك النفط الموجود فيها وكموقع استراتيجي.. يعني بقولوا منيح اللي احنا شايفينكم لأنو منطقتكم منطقة استراتيجية والمستعمرين ما بتركوها.
حسام: بدك تحكيلنا قصة ام حسام.. اعتقد.. لما شاركت معكو بالعملية.
بشير: كمان بدنا نسجلها؟ له له، هذا حسام.. حسام امي، ما بقرأ ولا بكتب، راعي أغنام كان، كان عمره بجي ٢٠ سنة تطارد في ال٧٠، كان منتمي لتنظيم سري يساعد الفدائية جوا، فأجوا طلبوه.. تطارد في الجبال معو كلشنه.. قعد سنتين وهو مطارد، اجا عالاردن كنت اثبت وجودي انا واياه في.. يوم ما طلع عالاردن عملولو إثبات وجود الأردنيين وصار معي في نفس المجموعة، لما دخلنا دورية دخلنا مع بعض، فكان احنا معنا صواريخ ١٠٧ قصفنا القدس ثلاث مرات، كان معنا صواريخ روكيت لانشر ثلاثة ونص بوصة بدنا نضرب المستعمرات، هاذا حسام مهو راعي أغنام بعرف كل الدنيا وبعرف الأرض المحتلة ال٤٨، قلتلوا وين بدنا نرمي صاروخين احنا يومها بدنا نضرب مستعمرة زي هاي (يشير بيده نحو المستعمرات التي تحت بصره على الحدود) قللي ولا يهمك، في الأرض المحتلة ال٤٨، وين؟ في بيارة وادي السور، هاي بيارة وادي السور فيها محطة أقمار صناعية، فيها هذول.. الصحون الضخمة.. محطة أقمار صناعية.. فجبنا.. قلنا قديش بدها تطول؟ يعني بندخل زي ١٠ كيلو في الأرض المحتلة ٤٨ بنغيب يوم.. يومين وطبيعي بدنا أكل، قلي لأ ولا يهمك ما تهكل هم الاكل، بقلو شو؟ كيف؟ قلي أنا بعرف عائلة هناك رعاة غنم.. هني بعطونا أكل، قلتلوا طيب، والله رحنا.. قبل ما نروح نضرب الصواريخ أخذنا عليهن في مغارة عندهم غنم.. في ختيارة وفي زلمة وزوجة الزلمة، والله سوولنا عشا، حسام قاعد على جنب الختيارة وأنا عجنبه، كل الحين الختيارة بتقللو والله بحبك زي إبني، طيب أول مرة والله بحبك زي إبني وبتسمع فيا.. طيب، طيب.
إحنا طلعنا، انا كنت في بيروت.. هذا الحكي بجوز في الثمانين.. تقريباً، كنت في بيروت وإلا اتصلوا فيا من الشام، حسام ساكن في الغوطة في حموريا.. مستأجر بيت، وإلا واحد بقللي حسام أمه اجت، امو اجت.. تعال، وانا سحبت حالي من بيروت وظليت رايح عليها.. عشان أسلم عليها.. يعني ام صديق إلي.. وهيك.. انا ما بعرفها. يوم ما وصلت هلا هي شو؟ هلا هي الختيارة اللي رحنا عندها وبتقللو بحبك زي إبني!! وهوي ابنها. بقللو طب يا زلمة مش هاذي الختيارة اللي يوم ما ضربنا الصواريخ ورحنا تعشينا عندهن.. كانت تقلك انت زي ابني؟ قال اه مزبوط مهي هاذي امي، قلتلو كيف؟ قال لأحسن اذا نمسكت يا حيوان، بقلي هو، اذا نمسكت يا حيوان ما تقول إنو ام حسام لأنو هي بتموه، دليل انو هو مش إبنها