قوات الدعم السريع تقرر المشاركة في محادثات جدة مع الجيش السوداني
رحبت السعودية والولايات المتحدة ببدء "المحادثات الأولية" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وحثتا الجانبين على الانخراط الجاد في هذه المحادثات بعد انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار
رحبت السعودية والولايات المتحدة ببدء "المحادثات الأولية" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وحثتا الجانبين على الانخراط الجاد في هذه المحادثات بعد انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار.
لكن الجانبين أكدا أنهما سيبحثان هدنة إنسانية فحسب ولن يتفاوضا على إنهاء الحرب.
وأكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، حضور جماعته، قائلا إنه يأمل في أن تحقق المحادثات الهدف المرجو منها وهو فتح ممر آمن للمدنيين.
وقالت القوات المسلحة السودانية إنها أرسلت وفدا إلى المدينة المطلة على البحر الأحمر مساء يوم الجمعة، لكن المبعوث الخاص دفع الله الحاج قال إن الجيش لن يجري محادثات مباشرة مع أي وفد ترسله قوات الدعم السريع "المتمردة".
وفي الوقت نفسه تعهد حميدتي بأسر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أو قتله. وثمة أدلة على الأرض تشير إلى أن الجانبين ما زالا عازفين عن التوصل لحل وسط يوقف إراقة الدماء.
وقال فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في تغريدة على تويتر إنه يأمل "أن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع".
وفي مدينة بحري على الضفة الأخرى المقابلة للخرطوم من نهر النيل، سُمع هدير طائرات حربية في أثناء الليل ودوي انفجارات أثار هلع السكان. وقال أحد السكان ويدعى أحمد "إننا لا نغادر المنزل لأننا خائفون من الرصاصات الطائشة".
وتحدث شاهد في شرق الخرطوم عن اشتباكات مسلحة وضربات جوية على مناطق سكنية يوم السبت.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن سيارة السفير تعرضت أيضا لإطلاق نار من مهاجمين مجهولين. وكان السفير موجودا بأمان داخل السفارة.
وقال وزير الخارجية التركي إن تركيا ستنقل سفارتها من الخرطوم إلى بورتسودان عقب الهجوم.
ويرأس البرهان مجلس السيادة الحاكم الذي تشكل بعد الانقلاب العسكري عام 2021 والإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019 بينما يتولى حميدتي منصب نائب رئيس مجلس السيادة.
وكان حميدتي يسعى قبل اندلاع القتال لتأسيس حزب مدني على ما يبدو مما يشير إلى أن لديه خططا سياسية كبيرة. وقال البرهان إن طموحات حميدتي هي السبب وراء اندلاع القتال.
وذكر المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، أنّه هناك تواجد لقوات «الدعم السريع»، في العاصمة السودانية الخرطوم، مشيرًا إلى أنّ «مقرات ميليشيا الدعم السريع، إما مدمرة أو تمت السيطرة عليها».
وكشف في تصريح لقناة «الجزيرة»، أنّ «محادثات جدة ستبحث الجوانب التي تتعلق بالهدنة، من أجل خدمة الأغراض الإنسانية أولا»، مؤكدًا «أننا لا نبحث اتفاقًا نهائيًا لوقف إطلاق النار، بل نبحث تمديد الهدنة وآليات ذلك».
من جهتها, دعمت قوى غربية خطة الانتقال السياسي وتشكيل حكومة مدنية جديدة في السودان الذي يقع في مكان استراتيجي عند مفترق طرق بين مصر والسعودية وإثيوبيا ومنطقة الساحل في أفريقيا.
وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إنه سيتوجه إلى السعودية يوم السبت لإجراء محادثات مع القادة السعوديين.
وترتبط السعودية بعلاقات وثيقة مع البرهان وحميدتي، وكلاهما أرسل قوات لمساعدة التحالف الذي تقوده المملكة في حربه ضد جماعة الحوثي في اليمن. وتركز المملكة كذلك على الأمن في البحر الأحمر، الذي تطل عليه أيضا مع السودان.
وخفضت الأمم المتحدة بشكل كبير عملياتها في السودان بعد مقتل ثلاثة من موظفيها ونهب مستودعاتها خلال القتال، وسعت للحصول على ضمانات للمرور الآمن للمساعدات الإنسانية.
وأضر القتال بالبنية التحتية الحيوية وتسبب في إغلاق معظم المستشفيات في مناطق احتدام المعارك. وحذرت وكالات الأمم المتحدة من كارثة إنسانية كبرى إذا استمر القتال.
وقالت منظمة الصحة العالمية يوم السبت إن شحنة إمدادات طبية وصلت إلى بورتسودان، لكنها في انتظار تصاريح مرتبطة بالأمن والدخول، والتي سبق أن منعت وصول عدة شحنات مماثلة إلى الخرطوم حيث تنفد الإمدادات من المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل.