تقرير أجنبي: فلسطيني مشلول قتله الاحتلال بطريقة وحشية
نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريراً بيّن فيه الأحوال التي يعيشها ذوو الإعاقة في غزة من خلال حالة المعاق عز الدين البنا، البالغ من العمر 40 عاماً، الذي استشهد في سجون الاحتلال الشهر الماضي.
نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريراً بيّن فيه الأحوال التي يعيشها ذوو الإعاقة في غزة من خلال حالة المعاق عز الدين البنا، البالغ من العمر 40 عاماً، الذي استشهد في سجون الاحتلال الشهر الماضي.
وأوضح التقرير أنّ قوات الاحتلال اعتقلت البنا، المصاب بالشلل النصفي، في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من مبنى كان يأوي إليه في مدينة غزة.
وعلى الرغم من الإعاقة التي يعاني منها، فقد تعرض البنّا للضرب المبرح من قِبَل جنود الاحتلال الذين اعتقلوه وسحلوه على الأرض. ووفقاً لأقاربه، فإن الجروح التي أصيب بها أدّت في النهاية إلى مضاعفات أودت بحياته في فبراير/شباط.
وأفاد محمد البنا، ابن عم عز الدين الذي كان مرافقاً له خلال عمليات تهجيرهم المتعددة، أنّ الجنود بوحشية عاملوه دون أي اعتبار لإعاقته.
وأشار محمد إلى أنّهم مكثوا في البيت الذي لجأوا إلى مدّة يومين، وفي اليوم الثالث اقتحمت قوات الاحتلال المبنى فجراً، حيث استمرّوا في إطلاق النار والقنابل الصوتية على المبنى حتى طلوع الشمس.
وبعد أن اقتحم الجنود المكان، أمروا مجموعة الرجال التي كان عز الدين ضمنها بمغادرة المبنى بدون كرسي عزّ الدين المتحرك، فاضطر محمد وقريب آخر لحمله إلى الطابق الأرضي.
وروى محمد أنّه أثناء نزول الدرج حاملين عز، رأينا جارنا أبو محمد حميد، مقتولاً وممدّاً على الأرض، لقد أطلقوا النار عليه لأنه خرج من غرفته بدون إذن.
وأضاف محمد أنّ محنته التي استمرت 15 ساعة، وهو جالس على شظايا الزجاج المكسور، كان يتخللها أحياناً قيام جندي إسرائيلي بصفعه هو وإيهاب شقيق عز الدين، على الوجه.
ووفقاً للتقرير، فقد وواجه عز الدين، الذي انفصل عن أفراد عائلته، صعوبات إضافية، إذ حُرم من الطعام والماء، وتعرض للضرب المبرح.
وتابع التقرير بأنّ محمداً أُطلق سراحه بعد استجوابه ثم أُمر بالسير إلى جنوب قطاع غزة، بينما أخذ الجنود الإسرائيليون عز الدين بدون كرسيه المتحرك، ولم يتمكن محمد من رؤية المكان الذي أخذوه إليه لأنّ قناصاً خلفه كان يطلق النار على أي شخص يلتفت وراءه.
من جهته، قال ظريف الغرة، وهو ناشط لحقوق المعاقين في غزة، وصديق لعزّ الدين، إنّ البنا كان فريسة سهلة للاحتلال الإسرائيلي، وعندما اقتحم الجيش الإسرائيلي المنطقة التي كان يمكث فيها عز، تمكن جلّ السكان من الهرب، لكنه لم يتمكن بسبب إعاقته، واعتقل مع أخيه الذي رفض تركه.
ويضيف الغرة، أنّ البنا عومل بقسوة وجره الجنود في الشارع، وقال: عندما وصل إلى مركز الاحتجاز سُحل إليه، وهو ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة في ساقيه وقدميه.
وصرّح صديق عز الدين بأنّ هذه المعاملة هي التي أدت إلى وفاته، ربما بسبب عدوى التقطها أثناء سحله وجرح مفتوح، وعندما دخل السجن لاحظ رفاقه رائحة كريهة تنبعث من ساقيه بسبب جرح ملتهب لم يعالج، وناشدوا سلطات السجن لمساعدة البنا، لكن طلباتهم رُفضت حتى تدهورت حالته خلال الأشهر التي قضاها في السجن، وقال الغرة: عندها فقط أرسلوه إلى المستشفى، وتوفي هناك.
وبالرغم من أنّ العديد من الفلسطينيين من ذوي الإعاقات استشهدوا في القصف العشوائي لقوات الاحتلال، إلّا أنّ عدداً منهم استشهدوا بنيران القناصة، وهجمات المسيرات، والإعدامات السريعة، والتجويع، أو بسبب الضرب والتعذيب، مثل عزّ الدين.