فرحان علقم: محاولات ضرب "نموذج غزة الأسطوري" ونسيجها الاجتماعي ستفشل

أكد الكاتب والمحلل السياسي فرحان علقم أن الاحتلال "الإسرائيلي" لم يتوقف يومًا عن محاولاته لتصفية القضية الفلسطينية، وإخضاع الشعب الفلسطيني، مستخدمًا في ذلك مشاريع التسوية والسلام الوهمي التي استنزفت سنوات من النضال الفلسطيني، ولم تؤدِّ إلا إلى توسع الاستيطان وتضاعف أعداد المستوطنين، مما أضاع فرص الفلسطينيين في استعادة حقوقهم.   

وأوضح علقم أن الاحتلال لم يكتفِ بذلك، بل سعى إلى ضرب النسيج الاجتماعي الفلسطيني عبر إثارة الفتن والنعرات، ونشر الجريمة والمخدرات وغيرها من الآفات التي تستهدف وحدة الشعب وإضعاف مقاومته.  

وقال إنه خلال حرب الإبادة، صعّد الاحتلال من محاولاته، مستهدفًا الأطفال والنساء وكبار السن بهدف ضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، إلا أن الشعب الفلسطيني دفع ثمنًا غاليًا لحماية المقاومة وإفشال هذه المخططات.   

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى اليوم إلى ضرب "نموذج غزة الأسطوري" الذي صُنع بالدماء والصبر، وأصبح ملهمًا للعالم، حتى أن كثيرًا من الغربيين دخلوا الإسلام تأثرًا بصمود الفلسطينيين.  

وأضاف أنه "رغم محاولات كسره وتشويهه، فإن الشعب الفلسطيني كان بالمرصاد لكل هذه المخططات وأفشلها جميعًا". 

وحذر علقم من أن ما يتم تداوله من مقاطع إعلامية تهدف إلى إثارة الشارع الغزي ضد المقاومة، يخدم الاحتلال فقط، وهو جزء من مخططاته لإضعاف المقاومة وضرب الحاضنة الشعبية التي أفشلت محاولات الالتفاف على القضية الفلسطينية. 

وتابع إن هذه المحاولات تأتي في إطار تهيئة الأرضية لتنفيذ مخطط ترامب بتهجير الفلسطينيين، وإظهار أن هناك ترحيبًا أو استعدادًا فلسطينيًا، للتعاطي مع هذه المشاريع، مشيرًا إلى دور بعض وسائل الإعلام التي تدّعي الانتماء إلى القضية الفلسطينية في تسويق هذه الأفكار لصالح الاحتلال.   

وأكد أن هذه التحركات تأتي بالتزامن مع مطالبات أمريكا والاحتلال وبعض الأنظمة العربية بترحيل المقاومة ونزع سلاحها، مما يطرح تساؤلات حول التوقيت والأهداف الحقيقية وراء هذه الدعوات. وأكمل علقم حديثه بالتأكيد على أن "أي دعوة اليوم للخروج عن الصف الفلسطيني الذي أجمع على حماية المقاومة، ليست إلا دعوات لمزيد من العدوان، وهي استقواء بالاحتلال لتمرير مخططات الاحتلال التي لطالما عجز المحتل ومؤيدوه عن تنفيذها سابقًا".  

وختم علقم: "الشعب الفلسطيني الذي أفشل ما هو أبشع وأشد قادر على إفشالها ووضع حد لمروجيها ولفظهم خارج صفوفه، وهو الذي صمد وقدم تضحيات عظيمة ولم يسلم أو يستسلم، لن يقبل بالاحتلال، ولا بمن ينوب عنه".

 المصدر : شهاب