تصريحات عباس تثير غضبًا واسعًا بين قيادات فلسطينية: "خطاب مستفز ويخدم الاحتلال"

أبريل 23, 2025 - 23:10
تصريحات عباس تثير غضبًا واسعًا بين قيادات فلسطينية: "خطاب مستفز ويخدم الاحتلال"
تصريحات عباس تثير غضبًا واسعًا بين قيادات فلسطينية: خطاب مستفز ويخدم الاحتلال

أثارت كلمة رئيس السلطة محمود عباس أمام جلسة المجلس المركزي موجة من الانتقادات من قبل قيادات فلسطينية، الذين اعتبروها مستفزة وتعزز الانقسام الداخلي، وتتناقض مع المصلحة الوطنية الفلسطينية.

وقال عضو المجلس الوطني تيسير العلي لـ "شبكة قدس"، إن خطاب الرئيس عباس كان مستفزًا جدًا، مضيفًا: "كيف يطالب الرئيس المقاومة بتسليم أسرى الاحتلال في ظل وجود أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني في سجون الاحتلال؟ وكيف يوجه الشتائم للمقاومة بدلًا من توجيهها للاحتلال نفسه؟ ولمن يريد الرئيس عباس تسليم سلاح المقاومة؟ هل للسلطة غير الموجودة، أم للاحتلال الإسرائيلي، أم للأمريكان؟".

وأشار العلي إلى أن عباس تجاهل تمامًا اتفاق بكين الأخير رغم أهميته، معتبرًا أن الرئيس يتبنى تصريحات وزير الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، الذي سبق واتهم المقاومة بتدمير غزة وطالب بتسليم السلاح وتسليم الأسرى.

وأكد العلي أن خطاب الرئيس عباس أغلق الباب أمام استعادة الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن عباس استند في كلمته إلى وجود 70 ألف عنصر من قوات الأمن الفلسطينية المدعومة أمريكيًا، واتهمه بابتزاز بعض الفصائل للمشاركة في جلسة المجلس المركزي عبر المخصصات الشهرية.

بدوره، أكد النائب الأول لرئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ماجد الزير لـ "شبكة قدس"، أن الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة للوحدة لمواجهة الاحتلال، وأن أي صوت يعمّق الانقسام يخدم الاحتلال، واصفًا اجتماع المجلس المركزي بأنه كان يجب أن يكون وحدويًا وحضاريًا، لا أن يغذي الانقسام، معتبرًا أن جلسة المركزي بهذا الشكل تضعف إسناد القضية الفلسطينية.

وأوضح الزير أن الحاضرين لم ينسحبوا خلال إلقاء الرئيس عباس شتائم تجاه أطراف فلسطينية، بل صفق بعضهم بشكل خجول، مؤكدًا أن قيام أي منهم بالاعتراض كان من شأنه تغيير المشهد بالكامل.

من جهته، قال منسق المؤتمر الشعبي 14 مليون، عمر عساف لـ "شبكة قدس"، إن المجلس المركزي والوطني وجميع هيئات المنظمة والسلطة غائبة تمامًا عن حرب غزة منذ عام ونصف، وإن بيانات المجلس الوطني اقتصرت على مهاجمة المقاومة، معتبرًا أن هذه الجلسة لا تعقد لاعتبارات فلسطينية، بل استجابة لضغوط خارجية بهدف استحداث منصب نائب الرئيس.

وقال أمين عام المبادرة الوطنية، مصطفى البرغوثي، في تصريحات صحفية، إن ما جرى في جلسة المجلس المركزي غير مقبول، مضيفًا: "لا نقبل أن تكون المسألة في المجلس مجرد أن تُدلي برأيك، ثم يفعل الآخرون ما يشاؤون".

وأكد البرغوثي أن ما سُمع خلال الجلسة من عبارات غير لائقة لا تخدم الوحدة الفلسطينية، بل تعمق الانقسام الداخلي، ولا تليق أصلًا برئيس السلطة الفلسطينية، مشددًا على أن "آخر ما يمكن قبوله هو لوم الضحية على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم".

وتعقيبًا على تصريحات الرئيس عباس حول تسليم سلاح المقاومة، أوضح البرغوثي أن تسليم السلاح يكون طبيعيًا في حالة واحدة فقط وهي وجود دولة فلسطينية مستقلة، مضيفًا: "لكن السلطة نفسها ليست لها سلطة، وتمزقت بفعل إسرائيل".

وأضاف: "نحن نؤيد تشكيل حكومة وفاق وطني تشمل جميع الأراضي الفلسطينية، لكن الاحتلال الإسرائيلي يرفض ذلك بشكل قاطع"، معتبرًا أن المشكلة الأساسية هي وجود الاحتلال.

وأشار البرغوثي إلى أن حركة حماس عرضت بشكل واضح تسليم جميع الأسرى لديها دفعة واحدة مقابل وقف الحرب وتنفيذ صفقة تبادل شاملة، مؤكدًا أن إسرائيل هي من يرفض ذلك وتُصرّ على استمرار الحرب والتصعيد.

فتح عرضت مناصب على الجبهة 

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية أسامة الحاج أحمد لـ "شبكة قدس"، إن حركة فتح عرضت على الجبهة الشعبية قبل أسبوع عدة مناصب، مثل نائب رئيس المجلس المركزي والوطني، مؤكدًا أن الجبهة رفضت هذه المناصب لأنها لا تعنيها، وأن الأولوية ليست لعقد جلسة دون اتفاق مسبق على برنامج وطني شامل يضمن تمثيل جميع الفلسطينيين.

وأضاف الحاج أحمد أن الأولوية الآن هي تشكيل مجلس وطني جديد، وعقد اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، أو على الأقل الاستجابة للجهود المصرية بتشكيل لجنة الإسناد.

بدوره، أكد عضو الهيئة القيادية لحركة المبادرة الوطنية، فادي البرغوثي لـ "شبكة قدس"، أن الحركة قررت عدم المشاركة في جلسة المجلس المركزي كما في الجلسات السابقة، لأن قرارات المجلس لا تطبق، ولأن المشاركة لن تؤثر على المخرجات، معتبرًا أن الأولوية الآن هي تطبيق قرارات اتفاق بكين، وإجراء انتخابات شاملة لمنظمة التحرير.

المصدر: شبكة القدس 

يلا نيوز نت صحيفة يلا نيوز الإلكترونية، صحيفة عربية، تهتم بأخبار العالم العربي السياسية والاقتصادية والثقافية وتتابع الاحداث لحظة بلحظة