«غزة: أطباء تحت الهجوم» يحصد جائزة الصحافة البريطانية لعام 2025
لندن – في احتفالية ضخمة شهدتها العاصمة البريطانية لندن، انتزع الفيلم الوثائقي الاستقصائي "غزة: أطباء تحت الهجوم" (Gaza: Doctors Under Attack) جائزة الصحافة الأجنبية المرموقة ضمن حفل جوائز الصحافة البريطانية لعام 2025. ويأتي هذا التتويج ليضع العمل في واجهة المشهد الإعلامي العالمي، بعد رحلة مثيرة للجدل بدأت برفض بثه وانتهت بإنصافه مهنيًا ودوليًا.
التوثيق في مواجهة الاستهداف
يعرض الفيلم، الذي بثت القناة الرابعة البريطانية (Channel 4) نسخته الكاملة في يوليو الماضي، سلسلة من الشهادات الحية والموثقة التي تكشف النقاب عن سياسة الاستهداف الممنهج التي اتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطباء والمنشآت الطبية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
* محتوى الفيلم: ركز العمل على تقديم أدلة بصرية وشهادات من الكوادر الطبية الذين ظلوا في الميدان تحت القصف.
* الرسالة: كشف الفيلم عن حجم المخاطر التي واجهها القطاع الصحي، محولًا الأرقام الصماء إلى قصص إنسانية وشهادات قانونية دامغة.
جدل "الحيادية": القناة الرابعة مقابل الـ BBC
لم يكن طريق الفيلم إلى الشاشة مفروشًا بالورود؛ فقد فجر العمل نقاشًا حادًا حول حرية الصحافة ومعايير المهنية في المؤسسات الإعلامية الكبرى.
* مفارقة إعلامية: في الوقت الذي احتفت فيه القناة الرابعة بالفيلم ومنحته مساحة للبث، رفضت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) عرضه، متذرعة بـ "عدم الحيادية". هذا الموقف أثار انتقادات واسعة، حيث اعتبره مراقبون محاولة لتجنب تسليط الضوء على انتهاكات جسيمة موثقة بالدليل القاطع.
لجنة التحكيم: "الشهادة الأقوى هذا العام"
جاء قرار لجنة حكام جوائز الصحافة البريطانية بمثابة رد اعتبار مهني للعمل وفريقه. وفي بيانها حول منح الجائزة، وصفت اللجنة الفيلم بأنه عمل "لا يُنسى"، مشيدة بشجاعة الطواقم التي ساهمت في إنجازه.
أبرز ما جاء في كلمة لجنة التحكيم:
* الصدمة والواقعية: "لقد شاهدنا جميعًا الكثير من التغطية الإعلامية لحرب غزة، لكننا لم نشاهد شيئًا بهذه الصدمة".
* القوة التوثيقية: "كان هذا أقوى شهادة شاهد عيان من بين جميع المشاركات هذا العام".
* التكريم: "الجائزة هي تكريم لشجاعة الصحفيين والمنظمة المعنية بإنتاج هذا الفيلم".
دلالات الفوز
يُعد فوز "غزة: أطباء تحت الهجوم" في عام 2025 مؤشرًا قويًا على تحول في الوعي الصحفي البريطاني تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيدًا على أن قوة التوثيق الميداني قادرة على اختراق المنصات الدولية حتى في ظل محاولات التضييق أو التشكيك في الحياد.
يُذكر أن الجائزة تعزز من مكانة الفيلم كوثيقة تاريخية وقانونية قد تُستخدم مستقبلاً في المحافل الدولية لتوثيق الجرائم ضد الكوادر الطبية في الحروب.