غزة : مجاعة تفتك بالأطفال وسط تصعيد عسكري وعجز دولي
تعاني غزة من أزمة إنسانية مُعقَّدة تتفاقم يوميًّا بسبب الحصار الإسرائيلي المُطبق الذي يُعيق وصول المساعدات الإنسانية الأساسية، ما أدى إلى انتشار مجاعة غير مسبوقة تهدد حياة السكان

تعاني غزة من أزمة إنسانية متصاعدة بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يحول دون وصول المساعدات الأساسية، مما أدى إلى انتشار مجاعة غير مسبوقة تهدد حياة السكان، خاصة الأطفال.
ووفقًا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي، يعاني 96% من سكان القطاع انعدامًا حادًّا في الأمن الغذائي، بينما يحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن أكثر من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع.
وتتفاقم الأزمة مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي يدمر البنية التحتية الحيوية كالمستشفيات ومصادر المياه، محولًا الأزمة إلى كارثة متعددة الأبعاد.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 30% من الأطفال دون الخامسة في غزة يعانون سوء التغذية الحاد، مع تسجيل وفيات متزايدة بين الرضع بسبب نقص الحليب والأدوية.
وتعجز المستشفيات عن تقديم الرعاية الطبية نتيجة انقطاع الكهرباء وتدمير البنية الصحيةوخروج أغلب المستشفيات عن الخدمة.
وفي الوقت ذاته، لم تُجدِ الجهود الدولية نفعًا في إجبار إسرائيل على فتح المعابر، رغم تحذيرات منظمات مثل الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود من أن استمرار الحصار يعني إعدام آلاف المدنيين.
وقد تحولت غزة إلى "سجن مفتوح" تعتمد فيه الأسر على وجبة يومية من الأعشاب أو الخبز المخلوط بالرمل، وتتجاوز الأزمة الغذاء لتطال المياه والصرف الصحي، حيث انخفض إنتاج المياه بنسبة 20% بسبب نقص الوقود، بينما يفتقر نصف السكان إلى مرافق صرف صحي آمنة.
وتنفد الإمدادات الطبية بشكل خطير، خاصة مع تزايد الإصابات الجماعية، حيث نفذت مخزونات الحليب العلاجي والمضادات الحيوية ومسكنات الألم. كما تُرفض طلبات دخول فرق طبية متخصصة، ما يعمق الأزمة الصحية.
أما على صعيد التعليم، فقد تأثر أكثر من 90 ألف طالب و2000 معلم بأوامر النزوح الإسرائيلية، مما عطّل الوصول إلى الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية للأطفال.
وتتعرض العمليات الإنسانية enfrentar الى قيود شديدة، حيث أُغلقت 16 مطبخًا مجتمعيًا مؤخرًا، ومن المتوقع إغلاق المزيد مع نفاد الإمدادات، بينما يحذر برنامج الأغذية العالمي من توقف عملياته قريبًا.
الأمم المتحدة تحمل إسرائيل مسؤولية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني كقوة محتلة، بما في ذلك توفير الغذاء والرعاية الصحية. ومع ذلك، يقتصر رد المجتمع الدولي على بيانات الشجب دون ضغوط فعلية لإنهاء الحصار، مما يزيد من خطر تحول الأزمة إلى إبادة جماعية شاملة.
إن إنقاذ غزة يتطلب تحركًا عاجلًا لوقف الحرب ورفع الحصار، قبل أن يُضاف فصل جديد إلى سجل المعاناة الإنسانية.