بعد توقف دام ست سنوات، روسيا تعلن استئناف رحلات الطيران إلى مصر
أعلنت روسيا استئناف رحلات الطيران العارض لمصر بعد توقف لسنوات عقب حادث تحطم طائرة ركاب سورية في سيناء
أعلنت روسيا استئناف رحلات الطيران العارض لمصر بعد توقف لسنوات عقب حادث تحطم طائرة ركاب سورية في سيناء.
ويأتي القرار بعد جولات تفقد من قبل خبراء روس للوضع الأمني في المطارات المصرية والتي انتهت أخيرا بإقرار عودة الرحلات.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الخارجية الروسية القول الثلاثاء إنها ستعلن قريبا استئناف رحلات الطيران العارض لمصر.
وعلقت موسكو رحلات الطيران لمنتجعات مصرية شهيرة بعد تحطم طائرة ركاب روسية في سيناء في أكتوبر 2015 مما أودى بحياة 224 فردا.
ونقلت الوكالة عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية قوله “كل شيء يسير حسب الخطة الموضوعة. سيُعلن استئناف رحلات الطيران في المستقبل القريب”.
وقال رئيس هيئة الطيران المدني المصرية في تصريحات صحافية في فبراير إن “رحلات الطيران المباشر بين روسيا ومطاري شرم الشيخ والغردقة ستُستأنف في مارس بعد تعليقها لأكثر من خمس سنوات”.
وكانت طائرة إيرباص أي 321 تديرها شركة طيران متروجيت تقل سائحين روسا من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرغ في أكتوبر 2015 عندما سقطت في سيناء ليلقى جميع من كانوا على متنها حتفهم. وأعلنت جماعة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن الحادث.
وقال مصدر لوكالة إنترفاكس إن رحلات الطيران قد تُستأنف في النصف الثاني من مايو.
وتأتي هذه الخطوات بعد زيارة لجنة روسية، ضمت عددا من الخبراء في مجالات النقل والطيران والأمن، لمدينة الغردقة المصرية المطلة على البحر الأحمر، أواخر يناير الماضي، لتفقد الأوضاع الأمنية والاحترازية المطبقة في مطار الغردقة.
واندرجت الزيارة في إطار المراجعات المستمرة للحالة الأمنية في المنتجعات المصرية، تمهيدا لاستئناف حركة السياحة إليها بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات، منذ سقوط الطائرة الروسية فوق شبه جزيرة سيناء.
وتتركز وجهة نظر روسيا على أن قرار عودة الرحلات “الشارتر” إلى شرم الشيخ والغردقة لا يمكن اتخاذه دون موافقة أمنية واستخباراتية من أجهزتها، وتضع الأمر في إطاره الأمني البحت بعيدا عن تطور العلاقات في مجالات مختلفة.
وسبقت تلك الخطوة زيارات عديدة قامت بها وفود أمنية روسية لمطارات مصرية عدة على مدار السنوات الماضية، لكن لم تؤد أي زيارة من تلك الزيارات إلى عودة السياحة الروسية مباشرة إلى المنتجعات السياحية في ظل تلقي القاهرة وعودا متكررة باستئناف حركة السياحة.
وحققت القاهرة جملة من المكاسب لموسكو في مجالات اقتصادية وعسكرية وسياسية واستخباراتية مختلفة، وانخرطت في تدشين صفقات سلاح متعددة، وضعت مصر تحت تهديد العقوبات الأميركية، ومضي العلاقات قدما إلى الأمام يتطلب تفاهما روسيا وعودة سياحها الذين يشكلون ثاني أكبر رافد للمقاصد المصرية.
وسبق أن طالبت دوائر مصرية بمراجعة علاقاتها مع روسيا حال استمرت المماطلة في عودة السياح، وأخذ الأمر منحى سياسيا وليس أمنيا في مراحل عديدة قبل الوصول إلى تفاهمات أدت إلى موافقة البرلمان المصري على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تتضمن تعزيز التعاون في المجالات السياسية والتجارية الاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات، وتحدد آليات تعميق التنسيق مع موسكو على مستويات متباينة.
وفي وقت سابق أكدت نهى بكر، عضو المجلس المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن القاهرة استجابت للكثير من الشروط الروسية بشأن معدلات الأمان في المطارات وتستمر في تقديم ما يُثبت جديتها وحرصها على تأمين السياحة، وتتعاون أمنيا واستخباراتيا على مستويات مختلفة مع موسكو لضمان تأمين الوفود القادمة إلى المنتجعات السياسية.
وأوضحت أن القاهرة تسعى إلى الحصول على توقيت محدد لعودة رحلات “الشارتر” ضمن استعداداتها لاستئناف حركة السياحة بمعدلاتها السابقة قبل تفشي فايروس كورونا، والاهتمام الحالي بإنهاء الأزمة يأخذ أولوية متقدمة على المستوى الاقتصادي المصري وعلى مستوى العلاقات مع روسيا.