غزة ....( وحسم الامر) استراتيجيا
قبل أسابيع او ايام كانت غزة اكثر من غيرها من المناطق الفلسطينية في المحافظات الاخرى اكثر اهتماما بموضوع الانتخابات و كانت الساحة الفلسطينية في ديمومة وحراك كامل
قبل أسابيع او ايام كانت غزة اكثر من غيرها من المناطق الفلسطينية في المحافظات الاخرى اكثر اهتماما بموضوع الانتخابات و كانت الساحة الفلسطينية في ديمومة وحراك كامل و متواصل تجهيز للحالة الديمقراطية للواقع الفلسطيني فمنهم من قال اعادة الشرعيات ومنهم من قال تجديد الشرعيات و منهم من قال تجديد النظام السياسي الفلسطيني ولكن في الواقع حقيقة الكل في برامجه ابتعد عن فكرة ان من الاولويات الاولى هي قضية التحرير والسيادة قبل قضية الانتخابات و قضية الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية وسحب مستوطنيه واخلاء القدس وضواحيها من ضغوط المستوطنين هي من الاولويات ايضا الملحة للفلسطينيين لكي يختاروا نظامهم السياسي تحت قرار فلسطيني يعطي مزيدا من المساحة الحرة للمواطن الفلسطيني من اختيار من يمثله من خلال برلمان دولة وليس برلمان سلطة حكم ذاتي لا تملك من الصلاحيات على الارض اكثر من 5% او اقل من صياغة القرارات او الحريات في الضفة الغربية و مازالت غزة ايضا محاصرة يتم مقايضتها ايضا للتخلي عن ثوابت القضية برغيف الخبز الذي يحتاجه المواطن الغزي .
هي تلك المعادلات التي كانت مطروحة منذ ايام قلائل الى ان الغى الرئيس الفلسطيني بشكل غير مباشر فكرة الانتخابات تجاوبا مع وجهة النظر الامريكية و الاسرائيلية وبعض جهات اقليمية تخوفا من نتائج قد تنعكس على حالة الصراع و ظهور قيادات واطاراات جديدة يكون لها لكلمة االاولى في صياغة برنمج حركة فتح ومنظمة التحرير بظهور تلك القوى و ما يلحق معها من تحالفات وتآلفات تشكل حالة وطنية تؤذي حسابات الاحتلال .
- قاطعة الطريق على الجميع
كالعادة و كما جاء في كتب التاريخ فإن القدس هي بؤرة الحدث والتغيير وهي ايضا عمق التفاعل بين الصراع مع كل الغزاة فالقدس ايضا هذه الايام تقرر والشيخ جراح يقرر معادلات جديدة و من يمتلك القوة في الساحة الفلسطينية هو من يستطيع ان يغير في تلك المعادلات سواءا على المستوى الداخلي لحركة فتح او فصائل المقاومة التي تمتلك من ادوات القوة لان تغير في تلك المعادلات التي اصابها التعفن عبر عقود ولم تحدث اي منجز للشعب الفلسطيني من خلال قيادة و كما قال سمير المشهراوي "عندما ذهب ابو عمار الى الامم المتحدة ذهب بغصن الزيتون والبندقية ولكن اتى من بعده من جرم البندقية وجعل غصن الزيتون يجف ليضرب به الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية" طبعا المقصود هنا البرنامج التدميري لحركة فتح والقوى الوطنية الذي مارسه الرئيس عباس من خلال نهج عدمي لم يحدث اي انجاز وطني بل اصاب حركة فتح والكيانية الفلسطينية بالتهتك و كان من المفروض فعلا ان يقوم هذا الرئيس ليس بالغاء الاحتفالات بعيد الفطر ولا بالحداد على الشهداء فمازال هذا الرئيس يشكل حالة من الاعتراف الاقليمي و الدولي للشعب الفلسطيني وكما قال الاخ سمير ايضا وانا اتفق معه ان يعلن لانتفاضة ثالثة و يترك هذا الكرسي الصدئ لخيارات الشعب الفلسطيني الصامد الذي يصنع اسطورة الصمود والمقاومة في وجه الاحتلال و لكن اريد ان اذكر اخي سمير ان مواقف هذا الرجل مقيدة من قوى اخرى وهو مسير وليس مخير فهو مسير لحساباته الشخصية ولمن حولة ولقوى اخرى ايضا قد يكون الاحتلال احد اطرافها اذكر الاخ سمير انه في احدى الحروب قال "لو صرحت اي تصريح يدعم صمود شعبنا في غزة سأذبح من الوريد للوريد" وهذا يكفي .... لكي نقول ان الرئيس لن يخرج عن عباءة منهجية المعروفة والتي لن تحقق الا مزيدا من محاولة تشويه الثقافات الفلسطينية والوطنية ولن يخرج عن فكرة ان يكون هو واجهزته جندورما لتسوية الاوضاع الامنية لصالح الاحتلال و كما قالت هيلري كلينتون "نحن لا نريد ديمقراطية لللفلسطينيين ولكن نريد سلطة تسطيع فرض سيطرتها على الارض وتكبيل كل من يعارض التنسيق الامني وغيره "
القدس هنا و الشيخ جراح تجاوزوا كل هذا المنطق الذي تمثله منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بواقعها الحالي واعتقد ان التهديدات التي صدرت من غزة للاحتلال و لاول مرة في تاريخ الصراع تتحدث غزة ليس عن حدودها بل عن الحدود الشرقية لفلسطين المحتلة والقدس في المقدمة و هذا تطور في معادلات الصراع و معادلات الرعب المتبادل حيث السيادة على القدس بعوامل القوة ليست فقط لصالح الاحتلال و كما قال الاخ سمير المشهراوي "اذا كانت غزة تحت النار فإن الكيان الاسرائيلي بكامله تحت الارض " و هذا يكفي ايضا لبلورة معادلة جديدة في الصراع قد تتجاوز السلطة وتمثيلها بل نتائج هذه المعركة مهما كانت ستفرز قوى وطنية واسلامية تمثل الشعب الفلسطيني و الشموخ الفلسطيني و الحق الفلسطيني .
بلا انتخابات وان حدثت كمطلب للتغيير سواءا كان مطلب فلسطيني او اقليمي فلم يعد عباس ومنظومته و منظمة التحرير بشكلها الحالي تجد تعاطفا او تأييدا سواءا من الشعب الفلسطيني او من القوى الاقليمية والدولية حتى من الامريكان والاوروبيين بل لواقع جديد تمثل فيه منظمة التحرير بقوى فاعلة وطنية واسلامية ولن يكون وجود للقوى الانهزامية التي يقودها محمود عباس لفتح بل ستصعد قوى فتحاوية جديدة تحافظ على الارث الفتحاوي المقاوم والمتمسك بأدبيات فتح في تلاحم وطني مع القوى الوطنية الاخرى والاسلامية فالميدان في غزة قد وحد الجميع والنداءات في باحات المسجد الاقصى والشيخ جراح التي امتدت صدى صوتها لتصل غزة ستكون في وحدة وطنية تتجاوز المتخاذلين والمترددين والمرتجفين هكذا هي غزة و هكذا تصاغ المعادلات بالقوة ومهما كانت التضحيات .
اعتقد اننا ذاهبون للي الاذرعة بين غزة والاحتلال ومهلة للاحتلال من غزة لمدة ساعات لسحب قواتهم والا ........... اعتقد للوصول لحالة توازن للرعب وتوسيع افق حماية غزة ااضفة والقدس المحطة الاولى ....واما حرب ضروس الجميع سيخسر فيها وسيتالم الاحتلال ...... وعلى طريق انهاء سلطة الحكم الذاتي وزعاماتها وادعاء التمثيل ..... انها مرحلة جديدة مرحلة معركة القدس.
هذا هو المسار الصحيح للقضية الفلسطينية هم اتو الى ارضنا بالعدوان والسلب ولن يرحلوا عنها الا بالطريقة التي نصبوا فيها ما يسمى دولتهم ..... هذا هو طريق الحق والمقاومة والتضحية وليس بمنطق الهرتزيليين والبلفوريين المخترقين لارادتنا الوطنية ليعترفوا بالاحتلال وكاننا شعب ليس لنا حقوق تاريخية وسيادية ..... طريق المقاومة هو الطريق وليس طريق القوائم الانتخابية التي تنافسوا فيها لوضع برامج تتماشى مع صفقة القرن ومن اجل اسكاتنا برغيف خبز ......نعم انه الحق بسواعد المقاومين غزة تحمل على عاتقها تصحيح السفينة الفلسطينية ومساراتها في الصراع ..... نقبل التضحية من اجل الله والقدس والوطن ..... وهذه المرة ليست كسابقتها ..... هو انذار الشعب الفلسطيني لهذا الاحتلال الذي هو كبيت العنكبوت وان اظهروه لنا بابجديات اليأس بانه ليس لنا تجاهه الا لاحول ولا قوة معه .......صدق المقاومين ..... وكذب الدجالين والمبررين والمعللين والمتبجحين ...
سميح خلف