خبراء يحذرون من استخدام "الخلايا الجذعية" كعلاج لكورونا

بينما يمكن استخدام العلاج بالخلايا الجذعية لتعزيز التجديد أو الإصلاح أو الشفاء، لعلاج عدد محدود من الأمراض، لكن لا توجد حاليًا علاجات خلوية تم اختبارها إكلينيكيًا أو معتمدة من الحكومة لعلاج أو الوقاية من "كوفيد -19" أو آثاره طويلة المدى.

خبراء يحذرون من استخدام "الخلايا الجذعية" كعلاج لكورونا
خبراء يحذرون من استخدام

بينما يمكن استخدام العلاج بالخلايا الجذعية لتعزيز التجديد أو الإصلاح أو الشفاء، لعلاج عدد محدود من الأمراض، لكن لا توجد حاليًا علاجات خلوية تم اختبارها إكلينيكيًا أو معتمدة من الحكومة لعلاج أو الوقاية من "كوفيد -19" أو آثاره طويلة المدى.

ومع ذلك، فإن هذا لم يوقف ظهور العيادات التي تقدم علاجات "الخلايا الجذعية"، غير المؤكدة وغير الآمنة، والتي تعد بمنع "كوفيد -19"عن طريق تقوية جهاز المناعة أو تحسين الصحة العامة، كما يقول لاريتيس إيكونومو، الأستاذ المشارك في بيولوجيا الفم بكلية طب الأسنان بجامعة بافالو الأمريكية.

وتستكشف مقالة، كتبها إيكونومو وآخرون، في 14 أكتوبر /تشرين الأول المماضي، بدورية "تقارير الخلايا الجذعية"، الآثار السلبية للمعلومات المضللة حول العلاجات الخلوية على الصحة العامة، فضلاً عن الأدوار التي يجب أن يلعبها الباحثون ومسؤولو الاتصالات العلمية والوكالات التنظيمية في الحد من انتشار المعلومات غير الدقيقة وفي تعزيز التواصل المسؤول والدقيق لنتائج البحث.

ويقول إيكونومو في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة بافالو بالتزامن مع نشر المقال: "لا ينبغي أبدًا للجهود المبذولة للتطوير السريع للتدخلات العلاجية أن تحدث على حساب المعايير الأخلاقية والعلمية التي هي في صميم البحث والابتكار السريري المسؤول".

ويؤكد المؤلف المشارك لي تورنر، أستاذ الصحة والمجتمع والسلوك في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، أنه "يجب على العلماء والمنظمين وواضعي السياسات أن يحذروا من انتشار الدراسات سيئة التصميم وضعيفة القوة والمكررة التي يتم إطلاقها بسرعة بسبب الوباء، لكنها ومن غير المرجح أن تقدم بيانات مقنعة وذات مغزى سريريًا للسلامة والفعالية".

ويشير ميجان مونسي من كلية ملبورن الطبية بأستراليا، وهو باحث ثالث مشارك في كتابة المقال، إلى أن العديد من الدراسات حول علاجات (كوفيد -19) المحتملة القائمة على الخلايا الجذعية في مرحلة مبكرة من التحقيق، وهناك حاجة إلى مزيد من التقييم لأحجام العينات الأكبر، ومع ذلك، غالبًا ما يتم المبالغة في نتائج الدراسات الأولية من خلال البيانات الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعي وتقارير وسائل الإعلام الإخبارية غير النقدية.

ويضيف: "نظرًا لإلحاح الوباء المستمر، فحتى أصغر تجربة من علم (كوفيد -19)، غالبًا ما تُعتبر ذات أهمية إخبارية وتدخل بسرعة في مشهد وسائل الإعلام الاجتماعية، بغض النظر عن دقتها، ويمكن مشاركتها على نطاق واسع مع جمهور عالمي".

وتستخدم العيادات التي تتعامل مع علاجات الخلايا الجذعية، هذه النتائج والتقارير الإخبارية، لاستغلال مخاوف المرضى المعرضين للخطر من خلال الإعلان بشكل غير أخلاقي عن الفوائد غير المثبتة للعلاج بالخلايا الجذعية لتعزيز جهاز المناعة وتجديد أنسجة الرئة ومنع انتقال العدوى، كما يقول تورنر.

يقول إيكونومو: "هناك تقارير عن مرضى يعانون من أذى جسدي- بما في ذلك العمى والموت- من علاجات الخلايا الجذعية غير المثبتة، كما يعاني المرضى أيضًا من الناحية المالية، حيث تتراوح أسعار المنتجات من بضعة آلاف إلى عشرات الآلاف من الدولارات، وغالبًا ما يتم تشجيع الناس على تلقي العلاجات باهظة الثمن كل بضعة أشهر".

وإلى جانب كل هذه الخسائر، فهذه العلاجات غير المعتمدة قد تقود المرضى إلى الاعتقاد بأنهم محميون من المرض، ويقررون عدم التطعيم، أو التوقف عن ارتداء الأقنعة، أو التوقف عن الانخراط في التباعد الجسدي، أو تجنب السلوكيات التي تهدف إلى تعزيز السلامة الشخصية والصحة العامة، وقد يصبحون أيضًا أقل احتمالية للمشاركة في التجارب السريرية المطورة بعناية والتي تجريها الشركات التي تتبع المعايير الأخلاقية، كما يقول تورنر.

ويقول إيكونومو: "التسويق التجاري المبكر للعلاجات القائمة على الخلايا سيضر حتما بمجال الطب التجديدي، ويزيد من المخاطر على المرضى ويقوض ثقة الجمهور".

وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ولجنة التجارة الفيدرالية تحذيرات للعديد من العيادات المخالفة، ومع ذلك تستمر العديد من الشركات في تقديم ادعاءات كاذبة.

ويوصي المؤلفون بأن تنظر الهيئات التنظيمية في تنفيذ تدابير أقوى لردع بيع المنتجات غير المرخصة، مثل إصدار غرامات أو اتهامات جنائية أو إلغاء التراخيص الطبية أو إجبار العيادات على إعادة الأموال إلى المرضى.

كما يقترحون أن تقوم الجمعيات العلمية والمهنية بالضغط على الوكالات التنظيمية لزيادة إنفاذ القوانين واللوائح، مع مساعدة من مراسلي العلوم والصحفيين لمكافحة التضليل من خلال عدم الانخراط في تغطية مفرطة لنتائج البحث ونقل قيود الدراسة.