يوم السبت يوم زحل (٩)

يوم السبت يوم زحل (٩)
يوم السبت يوم زحل (٩)

9

في الاغريقية يوم (خرونوس) كرونوس hemera Khronu ولدى الحرانية اسمه ذات التسمية الاغريقية قرنس، وكان مكرسا لزحل. وفي اللاتينية يوم ساتورن dies Saturni . ولدى المندائية (بقلب الباء فاء) شفتا-قارن سبت وشبت وثبت. ولدى العرب شيار. والرقم المرتبط به لدى المسعودي هو ستة.
يرتبط في البابلية بالرب ننورتا، ولدى الاغريق بـ كرونوس الذي انتزع منه ابنه زيوس السلطة، ولدى الرومان بـ ساتورن. وأكثر ما ترتبط هويته بالزراعة والحصاد. ويبدو انه في المرحلة السابقة على العبادة الكوكبية كان ذات انليل ENLIL ا-يرد في صور اكثر حداثة بصورة ELIL والموصوف بملك السماء والأرض وابي الالهة في مرثية نبروNIBRU -. 
يربط البوني السبت بزحل وشرفه الميزان -الميزان والعقرب بالاصل كوكبة واحدة- واما حاكمه عنده فهو ملك الموت عزرائيل او كسفيائيل -  كسفيائيل صورة من اسم الشمس البدائية انظر كَشِّيبا KAŠŠEBA ،وكَشِّيبي KAŠŠEBI  تحت LUGAL . وبتقديري ان المراد هو القول بأنه الشمس بلونها الأسود او الليلية. 
وفي المقاييس  الكاف والسين والفاء أصلٌ يدلُّ على تغيُّر في حالِ الشيء إلى ما لا يُحَبّ، وعلى قطع شيءٍ من شيء.   ويقال: رجلٌ كاسِفُ الوجه، إذا كان عابساً. بتقديري ان العلاقة بين نرجال وننورتا وثيقة ومتداخلة لعلاقتهما بالموت ومن الصعب الجزم بكيفية تطور المفاهيم القديمة ولكنني اعتقد ان لننورتا اسبقية في الظهور على نرجال . وربما تسمية كسفيائيل لها صلة بـ كسليف التسمية العبرية المصحفة من الاكدية Kislīmu أوkissilimu  وهو الشهر التاسع الاكدي ( 21 تشرين الثاني ـ 21 كانون الأول ). كوكبته فهي القوس التي كان البابليون يرون فيها قنطورا -كائنا خرافيا مجنحا - يصوب بسهم قوسه نحو قلب العقرب ويمثله الجد الأعلى   Pabilsaĝوايضا ننورتا. ويرتبطان كالهين للزراعة.  – 
ويصفه البوني بأنه بارد ورطب وطبعه التراب والموت والفناء. ويجمع الفلكيون على لونه الأسود ويسميه البعض بشرطي الفلك.  هيكله عند الحرانية مسدس- من المصادفات العلمية ان يرتبط زحل بالسحابة السداسية الدائمة الاضلاع حول قطبه الشمالي Saturn's hexagon -  اسود الحجارة والستائر ويحمل فيه زحل الأسود فأسا ويوم قرابينه السبت، ويلبس الكهنة الأسود ويقدمون اغصان زيتون محروق-قارن ارتباط السبت والنجمة السداسية واللون الأسود كزي لرجال الدين. واما معدنه فهو الرصاص. 
من تسميات زحل كيوان، وفي الاكدية Kayyamānu وكلاهما من اصل واحد وصورة اللفظ العربية على الأرجح اكثر قدما، فبحسب القاموس الاشوري لجامعة شيكاغو اصل التسمية الاكدية من جذر كون kânu المرادفة لـ GIN السومرية بمعنى الثبات والديمومة  حيث Kayyamān تعني بثبات وديمومة، ولا استبعد ان القيوم وهو من أسماء الله الحسنى له صلة - جذر قوم لا صلة له بالوقوف-وقف قياس من الكلمة السومرية ugu4-bi  التي بالأكدية uqupu بمعنى قرد لانه الحيوان الذي يقف على رجليه-وانما بالثبات كما هو فعل ثبت وسبت. الجذر قوم له صلة بالاعتدال والاستواء قياسا من صفة زحل رب الاستقامة والعدل. 
قامَ الشيءُ واسْتقامَ: اعْتدَل واستوى. أقامَ الشيء: أَدامَه، من قوله تعالى: ويُقِيمون الصلاةَ، وقوله تعالى: وإنَّها لبِسَبيل مُقِيم. أَقامَ بالمكان إقاماً وإقامةً ومُقاماً وقامةً؛ الأخيرة عن كراع: لَبِثَ. والقائم بالدِّين: المُسْتَمْسِك به الثابت عليه. يقال: قام فلان على الشيء إذا ثبت عليه وتمسك به. والقَيُّومُ: من أَسماء الله المعدودة، وهو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يُتَصوَّر وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به. ومن الجذور ذات الصلة خيم حيث الخاء والياء والميم أصلٌ واحد يدلُّ على الإقامة والثَّبات. 
للمقارنة أيضا كَمَنَ كُمُوناً: اخْتَفى.-قارن ارتباط اللون الأسود بالاختفاء وكون اله زحل لم يعد نشطا بتولي نسله ادواره. وبحكم ان زحل يعد بمثابة رب الارباب الذي انتهى من مهمته للمقارنة  مع قوم  التي تعني الاستواء الاية "ثم على العرش استوى" 
والمعروف أن دوران زحل حول الشمس يستغرق زمنا اكثر من الكواكب الأخرى التي كانت معروفة حيث يحتاج 29.4571 عاما-  قارن التناظر دورة القمر   29.53 يوما. وأيضا بدون ألف "  وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ "-مقابل المشتري 11.85  سنة وربما لهذا وصفه العرب بزحل حيث تَزَحَّلَ تَنَحَّى وتَبَاعد. وفي عقل البدائي ولوجود مفهوم الجد والأب والابن فيبدو انهم درجوا على ربطه بصفة الجد الذي ينتزع منه الابن السلطة (المشتري) واستمرارا في السلسلة حاول نبونئيد ان يحول هذه السلطة من الاب الى الابن نابو (عطارد) وفشل ولكنه فسح المجال بعده لظهور الانبياء أن يتبوؤا صفة الرسول بين الاله والبشر. تقاعد الجد ارتبط بالسبوت وهو بمثابة الانتهاء من المهمة واللوذ للارتياح، ولذلك فبتقديري ان سبت وسبع(ة) -سبعت - من اصل واحد وهي القاب للاله ننورتا (كرونوس) الذي لم يعد فاعلا وقد انهى المهمة، ولكنه يحمل نذر الشؤم والشر لأن الانتهاء له صلة بالسواد وبالموات. واعتقد انها ليست صدفة ان تأتي الشمس بعده في سلسلة الأيام لأنهما وجهان لرب واحد أحدهما يمثل البداية والأخر الانتهاء.وفي هذا الصدد يقول المتنبي في مدحه سيف الدولة
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل
يقول  أبو الحسن الواحدي في شرح ديوان المتنبي جزء 3 جعله كالشمس وأباءه كزحل والمعنى فيما قرب منك عما بعد عنك لا سيما إذا كان القريب أفضل من البعيد . -.
 ولا استبعد وجود صلة بين ما يوصف لدى القدماء بفلك الثوابت والذي يحاذي ويتماهى مع فلك زحل هذا مع الإشارة الى ان جذر ثبت وسبت من اصل واحد. 
وفي نصوص اندلسية ومغاربية يسمى زحل بـ المقاتل. وهي تسمية توحي بترجمة حرفية عن وظيفة NINIP ( NINIB)اله الحرب والصيد الذي يوصف بابن ايلو ILU .--
قارن المنحوتات البابلية التي تصور اربابا يعتلون او يدوسون ثورا والتي في جانب علوي يظهر نسر. واما الأسد كراصد فيظهر الى جانب ساتورن في منحوتة. مع الحديث: 321 بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار للكلاباذي (حديث مرفوع) مَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَامِدٍ الْقَوَارِيرِيُّ ، قَالَ . ح حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ . ح هَنَّادُ بْنُ السَّرِيُّ ، قَالَ . ح عَبْدَةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : صَدَّقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ شَعْرِهِ قَالَ : " زُحَلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ وَالنَّسْرُ لِلأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصِدُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَدَقَ " ، قَالَ ، وَقَالَ : وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ فَقَالَ قَائِلٌ : تَأْبَى فَمَا تَطْلُعُ لَنَا فِي رِسْلِهَا إِلا مُعَذَّبَةً وَإِلا تُجْلَدُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صَدَقَ " . فَمَا كَانَتِ الصُّورَةُ صُورَةَ أَسَدٍ ، وَثَوْرٍ ، وَنَسْرٍ ، وَإِنْسَانٍ ، وَهُوَ مَلَكٌ بَانَ أَنَّ الْمَلَكَ لَمْ يَكُنْ مَلَكًا لِلصُّورَةِ ، وَإِنَّمَا هُوَ مَلَكٌ بِخَاصِّيَّةِ الَّذِي هُوَ خَاصِّيَّةٌ ، وَالإِنْسَانُ إِنْسَانٌ بِخَاصِيَّتِهِ وَصُورَتِهِ ، أَلا تَرَى أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَلَى صُورَةِ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ ، وَهُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِصُورَتِهِ الَّتِي هِيَ صُورَتُهُ كَمَا شَاءَ مِنْ عِظَمِ خَلْقِهِ ، وَعَجَبِ صُورَتِهِ .-
وبالمقارنة مع  الرب NINIB  النَّائِـبَةُ: الـمُصيبةُ. والنائبة: النازلةُ- قارن ربط المصيبة بالنزول من عل أي من الالهة-. ولا استبعد ان جذر نوف مشتق منه. النون والواو والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على علوٍّ وارتفاع. مَناف صنم، والنِّسبة إلى بد مناف: مَنَافيّ، والقياس: عبدي، إلاّ أنهم عدلوا عن القياس لإزالة اللَّبْس.الجوهري: عبد مناف أَبو هاشم وعبد شمس، والنسبة إليه مَنافيّ. وبافتراض ان زحل والشمس اله واحد وأيضا ان احد الأبناء أيضا هو نوفل ربما مركب من نوف ايل. او ننف ايل بافتراض قلب النون ميما. ننف>منف. 

 في الاكدية يرد السبت بصورة اليوم السابع ūm sēbe - رقم سبعة يأتي في السومرية بصورة IMIN  ويرادف   sebet يعتقد البعض ان IMIN مركبة من ia2 بمعنى خمسة   و min التي تعني اثنان. من الصعب إيجاد علاقة في العربية ولكن بافتراض ان سبعة لها علاقة بالاقامة والثبات عمن: أقام. العمن: المقيمون في مكان. رجل عامن وعمون؛ ومنه اشتق عمان. وبافتراض ضعيف جدا ان الراء مقلوبة من اللام وهذه من النون امر: آمِرٌ السادس من أَيام العجوز، ومؤُتَمِرٌ: السابع منها. ولا استبعد ان آمين تعني سبعة بمعنى الثبات على الشيء وكينونة تحقيقه كما هو في كيوان، وقياسا بمعنى الاستجابة ولهذا ربما على صلة اذا ما اعتمدنا ان الرقم قياس من الثبات قارن الترادف الذي عادة فيه تثنية لذات الفكرة" الاية : وإذ جعلنا البيت مثابة وأمنا.  قال النضر: وقالوا للخليل: ما الايمان؟ قال: الطمأنينة. آمين وأمين: كلمة تقال في إثر الدعاء؛ قال الفارسي: هي جملة مركبة من فعل واسم معناه اللهم استجب لي، قال: ودليل ذلك ان موسى عليه السلام لما دعا فرعون وأتباعه، فقال ربنا اطمس على اموالهم واشدد على قلوبهم، قال هارون عليه السلام : آمين، فطبق الجملة بالجملة، وقيل معنى آمين كذلك يكون. - وأيضا في الاكدية يعني السبت يوم الراحة šapattu . واما šubtu فتعني مكان إقامة وثبات. والفعل wašābu يجلس ويضع وينشيء ويثبت وكلها تبدو من اصل واحد-الثَّبابُ: الجُلُوس، وثَبَّ إِذا جَلَس جُلُوساً مُتَمَكِّناً. الوَثْبُ القُعُود، بلغة حِمْير. يقال: ثِبْ أَي اقْعُدْ.ودَخَلَ رَجُل من العَرب على مَلِكٍ من ملوك حِمْيَر، فقال له الملِكُ: ثِبْ أَي اقْعُدْ، فوَثَبَ فتَكَسَّر، فقال الملك: ليس عندنا عَرَبِـيَّتْ؛ مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ أَي تكلَّم بالـحِمْيَرية؛ وقوله: عَرَبِـيَّت، يُريد العربيةَ، فوقف على الهاءِ بالتاءِ.-.
اصل الجذر البدائي الاقدم لـ سبت هو السَّبَّةُ الاسْتُ- قارن الاس والاساس والاست كاقتران بالارض. والاستواء أيضا قياسا من الانبساط ارضا بمعنى العجيزة ملاصقة للأرض وهو بتقديري جذر نوستراتك Nostratic  أي ما قبل اللغة لوجوده في الهندواوروبية أيضا مثلا في الإنجليزية والروسية sit  و сидеть - والعربية احتفظت بصورتين سومرية واكدية لهما علاقة بذلك وهما TUŠ- الرمز هو KU ويرادف DUR: عجيزة والارجح ان الرمز مشتق منها. يعتقد ان طيز ذات اصل نبطي. قارن ذات الرمز لـŠED: يخرا، ولاحظ أن المرادف الاكدي هو teşû. -التي تعني يجلس ورمزها العجيزة -قارن طيز مع السومرية وأيضا ضرط مع DUR كقياس- و مرادفها الاكدية ašābu و wašābu: ومنهما šubtu مجلس مقعد مسكن. 
 ولهذا فيمكن القول ان جذر سبع ومنه العدد سبعة هو قياس عن الكمال والثبات والاقامة. ومنه أيضا شبع الشين والباء والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على امتلاءٍ في أكل وغيره. يقال ثَبَتَ فلانٌ في المَكان يَثْبُتُ ثبُوتاً، فهو ثابتٌ إِذا أَقام به. الثاء والباء والتاء كلمةٌ واحدة، وهي دَوامُ الشيء. ثَبَطَه عن الشيء ثَبْطاً وثَبَّطَه: رَيَّثه وثَبَّته. ورَجُلُ ثَبِطُ: لا يَبْرَحُ - قارن تطور اللسان وكيف ان سبط أساس بسط والاصل هو من الثبات والجلوس والإقامة وأيضا اسْبَطَرَّ: اضْطَجَعَ وامْتَدَّ. السين والباء والطاء أصلٌ يدلُّ على امتداد شيء، وكأنه مقاربٌ لباب الباء والسين والطاء، يقال شعر سَبْط وسَبَطٌ، إذا لم يكن جَعداً.ويقال أَسْبَطَ الرَّجلُ إِسباطاً، إذا امتدَّ وانبسط بعدما يُضرَب.-. الثَّبابُ: الجُلُوس، وثَبَّ إِذا جَلَس جُلُوساً مُتَمَكِّناً. الوَثْبُ: القُعودُ بِلُغةِ حِمْيَرَ.والوِثَابُ، ككِتابٍ: السَّريرُ، والفِراشُ، أو المَقَاعدُ.والمَوْثَبانُ: المَلِكُ إذا قَعَدَ ولم يَغْزُ.

السُّباتُ: نوم المريضِ والشيخِ المُسِنِّ، وهو النَّومةُ الخَفيفة، وأَصْلُه من السَّبْتِ، الراحةِ والسُّكونِ، أَو من القَطْع وتَرْكِ الأَعْمال. السُّباتُ أَن ينقطع عن الحركة، والروحُ في بدنه. السَّبْتُ والسُّباتُ: الدَّهْرُ- ربما قياس من زحل كاعلى الارباب واقدمها- .وابْنا سُباتٍ: الليل والنهار. والسُّباتُ: نوم خَفِيّ، كالغَشْيَةِ.وقال ثعلب: السُّباتُ ابتداءُ النوم في الرأْس حتى يبلغ إِلى القلب. والسَّبْتُ من أَيام الأُسبوع، وإِنما سمي السابعُ من أَيام الأُسبوع سَبْتاً، لأَن الله تعالى ابتدأَ الخلق فيه، وقطع فيه بعضَ خَلْق الأَرض؛ ويقال: أَمر فيه بنو إِسرائيل بقطع الأَعمال وتركها؛ وفي المحكم: وإِنما سمي سَبْتاً، لأَن ابتداء الخلق كان من يوم الأَحد إِلى يوم الجمعة، ولم يكن في السَّبْتِ شيء من الخلق، قالوا: فأَصبحتْ يومَ السَّبْتِ مُنْسَبِتَةً أَي قد تَمَّتْ، وانْقَطَع العملُ فيها؛ وقيل: سمي بذلك لأَن اليهود كانوا يَنْقَطِعون فيه عن العمل والتصرف. يُعلم في كلام العرب سَبَتَ، بمعنى اسْتَراح، وإِنما معنى سَبَتَ: قَطَعَ. سَبَتَ عِلاوَتَه: ضَرَبَ عُنُقَه. سَبَتَ الشيءَ سَبْتاً وسَبَّتَه: قَطَعَه، وخَصَّ به اللحياني الأَعناق- قارن ارتباط زحل بالحصاد والقتل وعزرائيل-. والسَّبْت الحَلْقُ، وفي الصحاح: حلق الرأْس. السين والباء والتاء أصلٌ واحد يدلُّ على راحةٍ وسكون.
اشتقاق يوم السبت له احتمالات عدة فالبعض يعتقد ان الأصل سومري من SA.BAT -بغير الاطلاع على النص من الصعوبة الجزم بمدى دقة ما يتراوده البعض- التي بحسبهم ترادف um nuh libbi  يوم ينوخ فيه اللب (القلب) او يوم نصف الراحة وهو ما يتفق مع فكرة السبات بمعنى ما بين النوم والصحوة.، وبتقدير البعض ان SA تعني ينصف وBAT راحة واضطجاع ورقود. ويذهب البعض الى ان SA تعني قلب  šag4 (ša3)
ومن الصعوبة التحقق لأن SA لها عدة رموز ومنها sa9  تعني نصف وترادف mišlu وsa2 (si8) يساوي ويماثل وترادف mašālu. العربية احتفظت بالجذرين السومري يساوي وسوى والاكدي مثل ، واما BAT فهي غير موجودة في القاموس السومري لجامعة بنسلفانيا حتى نجزم بصحة الاشتقاق. وعلى اية حال فإن جذور ثوى وثبب وثبت لها صلة بالراحة والرقود، وكذلك سوى (استوى). وربما BAT على صلة بجذر بيت السامي الذي له صلة بالرقود. 
يقول المسعودي في مروج الذهب ومعادن الجوهر " وقد ذهب قوم  الى ان البيت الحرام هو بيت زحل، وانما طال عندهم  بقاء هذا البيت على مرور الدهور معظما في سائر الاعصار لأنه بيت زحل، وان زحل تولاه،لان زحل من شأنه البقاء والثبوت- للمقارنة بين مصطلح سبت (يوم زحل السبت) وثبت كصورة قراءة لـ سبت وما جاء في سورة البقرة "وَإِذْ جَعَلْنَا البَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً " ، فما كان له فغير زائل  ولا دائر، عن التنظيم غير حائل" كما ويشير الى ان الكعبة هي احدى البيوت المعظمة لديهم بوصفها بيت زحل. 
وفي اطار دحضه لما قيل إن الكعبة هي بيت زحل يقول الشهرستاني في الملل والنحل الجزء الثاني " وبهذا يعرف كذب من قال إن بيت الله الحرام إنما هو بيت زحل بناه الباني الأول على طوالع معلومة وإتصالات مقبولة وسماه بيت زحل ولهذا المعنى إقترن الدوام به بقاء والتعظيم له لقاء لأن زحل يدل على البقاء وطول العمر أكثر مما يدل عليه سائر الكواكب وهذا خطأ لأن الباني الأول كان مستندا إلى الوحي على يدي أصحاب الوحي البيوت المتخذة للعبادة". ويتفق ذلك مع هوية زحل فهو صاحب المدار الأطول وبهذا "قيل للكوكب زُحَلل أَنه زَحَلَ أَي بَعُد، ويقال: إِنه في السماء السابعة " والسماء السابعة مقترنة بالاله الأعلى او رب الارباب. وفي البداية والنهاية يورد ابن كثير الجزء الاول ما نصه " فالكواكب التي في السماء، منها سيارات، وهي المتخيرة في اصطلاح علماء التفسير، وهو علم غالبه صحيح، بخلاف علم الأحكام فإن غالبه باطل، ودعوى ما لا دليل عليه، وهي سبعة: القمر في سماء الدنيا. وعطارد في الثانية.والزهرة في الثالثة.والشمس في الرابعة.والمريخ في الخامسة.والمشتري في السادسة.وزحل في السابعة.وبقية الكواكب يسمونها الثوابت، وهي عندهم في الفلك الثامن، وهو الكرسي في اصطلاح كثير من المتأخرين. وفي تفسير ابن كثير يورد شرحه لآية " ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا ".... فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضا ، فأدناها القمر في السماء الدنيا وهو يكسف ما فوقه ، وعطارد في الثانية ، والزهرة في الثالثة ، والشمس في الرابعة ، والمريخ في الخامسة ، والمشتري في السادسة ، وزحل في السابعة . وأما بقية الكواكب - وهي الثوابت - ففي فلك ثامن يسمونه فلك الثوابت . والمتشرعون منهم يقولون : هو الكرسي ، والفلك التاسع ، وهو الأطلس ، والأثير عندهم الذي حركته على خلاف حركة سائر الأفلاك " 
ويتفق ابن كثير مع ترتيب هياكل الصابئة بحران وأيضا في برس النمرود. الطابق الأعلى السابع للقمر وادناه السادس لعطارد وثم الخامس الزهرة وثم الرابع الشمس وثم الثالث المريخ وثم المشتري الثاني واما الطابق الأول فهو لزحل فهو اقدم الارباب المعبودة ممثلة بالكواكب.  
يمثل الترتيب مرحلة من تطور المعتقدات التي وضعت جانبا تطور اسطورة الخلق والمخاض البدئي وتولي الالهة الاحدث مكانة الاقدم. وكما هو الحال باللجوء للاختصار في الديانات الاحدث بقيت شخصية الاله الأعلى AN او الله ILU ورغم انه الأعلى الا ان من انجب هم من يتولى إدارة الشؤون الكونية.  حيث يرد في سورة البقرة 29"  هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ". وفي فصلت الآيات 9-12 " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ * ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " وأيضا الأعراف 54 "  إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ". 
تفسير الاستواء يوحي بالوصول الى قمة الإنجاز ولم يعد لديه ما يقدمه بعد وقد اوكل مندوبيه بشؤون ما أنشأ. في اللسان" اسْتَوَى الرجلُ: بلغ أَشُدَّه، وقيل: بلغ أَربعين سنة. استَوى على ظهر دابته أَي استَقَرَّ. قارن اسم زحل كيوان. وقوله عز وجل: ولما بلغ أَشُدَّه واسْتَوى؛ قيل: إن معنى استَوى ههنا بلغ الأَربعين. قال أَبو منصور: وكلام العرب أَن المجتمِعَ من الرجالِ والمُسْتَوِي الذي تم شَبابُه، وذلك إذا تمَّتْ ثمان وعشرونَ سنةً فيكون مجتمِعاً ومُسْتَوِياً إلى أَن يَتِمَّ له ثلاثٌ وثلاثون سنةً، ثم يدخل في حدَّ الكهولةِ، ويحتمل أَن يكون بلوغُ الأَربعين غايةَ الاستِواء وكمالِ العقل.
ومكانٌ سَوِيٌّ وسِيٌّ: مُسْتَوٍ.-المكان المستوي مقرون بالاضطجاع-.المُستَوي التامُّ في كلام العرب الذي قد بلغ الغاية في شبابِه وتمامِ خَلْقِه وعقلِه. سَواءُ الجَبَلِ: ذرْوَتُه. -الأعلى والنهاية-
في كتابه سرور النفس بمدارك الحواس الخمس يورد أبو العباس احمد بن يوسف التيفاشي ترتيبا يتفق مع برس النمرود حيث يقول إن لزحل الشيخوخة وللمشتري والقمر والمريخ لهم الثلاثة الشباب واما الشمس وسط العمر والزهرة لها وقت البلوغ وعطارد والقمر لهما الطفولة. وينسب لابي الحسن كوشيار في كتابه " مجمل الأصول في علم النجوم "  المولود تولَّى أمره من وقت مولده القمر أربع سنين، لأن بدن المولود حينئذٍ رطب سريع النمو، وأكثر غذائه مائي؛ ثم يتولاه عطارد عشر سنين، فيقوى فيه سهم النفس وتنغرس فيه غروس التعاليم، وتبتدئ فيه أصول الأخلاق وخواص الأعمال التي يحدث منها التعلم والأدب؛ ثم تتولاه الزهرة ثماني سنين فتبتدئ فيه حركة مجاري المني، وتحركه  إلى أمور الجماع والعشق والانخلاع  ، ثم تتولاه الشمس تسع عشرة سنة فتصير النفس مستولية على الأعمال قادرة عليها، وينتقل من الهزل واللعب إلى الوقار وصيانة النفس؛ ثم يتولاه المريخ خمس عشرة سنة، فيحدث فيه صعوبة المعاش والهموم والفكر، ونفسه تحس  بالانحطاط ويزيد في حرصه؛ ثم يتولاه المشتري ثنتي عشرة سنة فينصرف عن مباشرة الأعمال بنفسه والكدّ والاضطراب، ويلزم حُسْنَ المذهب واكتساب الذِّكر الجميل، ثم يتولاه زحل إلى آخر العمر فيعرض لبدنه البرد". 
وفي إشارة هامة ذكر أبو معشر البلخى في كتابه في بيوت العبادات :" ويذكرون أن الكعبة وأصنامها كانت لهم، وعبدتها كانوا من جملتهم وأن اللات كان باسم زحل، والعزى باسم الزهرة " . وهو ما يتفق مه تقديرات البعض التي تخلص الى ان القدماء كانوا يعتقدون ان زحل والمشتري  شموس- يرد في
 Babylonian and Oriental Record: A Monthly Magazine of the Antiquities of the East...., Volume 2.1888
فقرة حول كوكبة sag-me-gar او Sag-we-gar او عامة كما رآى آنذاك Sak-me-Sa. الرمز الأول لا يوحي بانه راس sag وبافتراض ان ثمة صورة للفظ gar بـ sa  فهذا يعني ان القراءة الاصح هي شمس باعتبار ان g لا تلفظ في sag في كثير من الأحوال. 
-. وبخصوص المشتري  فقد وصفه العبرانيون بشمس الاستقامة  Tzedeqوالجذر هو ZEDEK قارن أسماء الله الحسنى الصدوق. 
ويتفق البلخي مع ما سبق واورده فيلوس الجبيلي Philo of Byblos في  Phoenician History حيث شخص ايل بزحل. 
ماكروبيوس Macrobiفي القرن الرابع ميلادي شخص كرونوس بالشمس كميل لدى الاغريق والمصريين لربط عدد من الهتهم بالشمس. وبتقدير البعض أن ديودوروس الصقلي لم يخطئ انظر:
 http://www.ifiseeu.com/saturn-jupiter-myth/night-sun.htm
Dwardu Cardona, Lewis M. Greenberg, and Warner B. Sizemore.The Sun of Night.1977.- 
وقد سبق ذلك في نقاشه اسم زحل لدى الكلدان أن أشار الى " الذي يسميه الاغريق كرونوس ...(انهم) يسمونه نجم هيليوس Helius" " وانه الأبرز بين الكوكبات الخمس". والمعروف ان هذه التسمية الكلدانية هي ما يطلقه الاغريق على الشمس، ويعتقدون ان الكلدان والاشوريين كانوا يطلقون  تسمية الشمس أيضا على زحل. تومبسونThompson  هو اول الباحثين الذين شخصوا زحل بالرب شمش. انظر: 
Thompson, Reports of the Magicians and Astrologers of Nineveh and Babylon, II, p. xxv ff., as cited by Morris Jastrow Jr., "Sun and Saturn", in the Revue D'Assyriologie et D'Archeologie Orientale, Paris, September, 1910, p. 163.
وقال البابليون كوكب زحل هو شمش. "(Mul) Lu-bat-sag-uš Mul (il) Samas su-u --”. انظر:
Morris Jastrow Jr., "Sun and Saturn," (see note * 2 1), p. 163. (NOTE: On the name "(Mul) Lu-Bat Sag-us" for Saturn, see Morris Jastrow Jr., "Sign and Name for Planet in Babylonian," in the Proceedings of the American Philosophical Society, Vol 47, p. 155 ff.)
, وهو كالقول أيضا ان زحل هو شمس الليل. وبمعنى ان الشمس وزحل من نور الجنة احدهما لانارة النهار والأخر لليل
انظر:
Morris Jastrow Jr., "Sun and Saturn," (see note * 2 1), p. 163. (NOTE: On the name "(Mul) Lu-Bat Sag-us" for Saturn, see Morris Jastrow Jr., "Sign and Name for Planet in Babylonian," in the Proceedings of the American Philosophical Society, Vol 47, p. 155 ff.).  ولهذا كان البابليون يسمون الشمس شمس النهار Samse [او Shamshe] u-mi, 
انظر: 
Morris Jastrow Jr., "Sun and Saturn," (see note * 2 1), p. 163. (NOTE: On the name "(Mul) Lu-Bat Sag-us" for Saturn, see Morris Jastrow Jr., "Sign and Name for Planet in Babylonian," in the Proceedings of the American Philosophical Society, Vol 47, p. 155 ff.)
وبالتالي لا بد من شمس لتنير السموات في الليل وارتبط ذلك بزحل لانه اكثر بطأ وديمومة من القمر. وبحسب جاسترو  Jastrow فقد عزا البابليون ضوء القمر والكواكب لزحل. ونظير زحل في المصرية هو اتوم ATUM واسطورته فيها تشابه كبير مع اسطورة الخالق واما تسمية اتوم رع فتوحي بانه شمس الليل بالنظر الى ارتباط رع بالشمس. وليس بمستبعد ان يكون اسمه الذي يوحي بالتمام والكمال بأن جذر عتم نسبة اليه أيضا- عَتَم الرجلُ عن الشيء يَعْتِمُ وعَتَّم: كَفَّ عنه بعد المُضِيِّ فيه. عتَم عن الشيء يَعْتِمُ وأَعْتَم وعَتَّم: أَبْطأَ، والاسم العَتَمُ: وعَتَم قِراهُ: أَخَّره. وعَتَمَتِ الإبلُ تَعْتِمُ وتَعْتُمُ وأَعْتَمَتْ واسْتَعْتَمَتْ: حُلِبَتْ عِشاءً وهو من الإبْطاء والتَّأَخُّرِ. في الحديث: لا يَغْلِبَنَّكُم الأَعرابُ على اسْمِ صَلاتِكم العشاءِ؛ فإن اسْمها في كتاب الله العِشاءُ، وإنما يُعْتَمُ بحِلابِ الإبل؛ قوله: إنما يُعْتَمُ بِحلابِ الإبل، معناه لا تُسَمُّوها صلاةَ العَتَمة فإن الأَعرابَ الذين يَحْلُبُونَ إبلَهم إذا أَعْتَموا أَي دخلوا في وقت العَتَمة سَمَّوْها صلاةَ العَتَمة، وسَمَّاها اللهُ عز وجل في كتابه صلاةَ العشاء، فسَمُّوها كما سَمَّاها اللهُ لا كما سماها الأَعرابُ، فنهاهم عن الاقتداء بهم، ويُستحَبُّ لهم التَّمَسُّكُ بالاسم الناطق به لسانُ الشريعةِ، وقيل: أراد لا يَغُرَّنَّكُمْ فعْلُهم هذا فَتُؤَخِّروا صلاتكم ولكن صَلُّوها إذا حانَ وقْتُها. أَصلُ العَتْمِ في كلام العرب المُكْثُ والاحْتِباسُ. - 
وهناك من يعتقد ان اوزيريس هو زحل أيضا بصورة متأخرة عن اتوم. 
ويقارب التيفاشي اشتراك زحل والشمس بصفة الابوة فيما يفتقر غيره هذه الصفة، ففي ذكره للانساب يقول إن لزحل الآباء والأجداد والإخوة الأكابر والعبيد، وللمشتري الأولاد وأولاد الأولاد، وللمريخ الاخوة الأوساط، وللشمس الآباء والاخوة الأوساط والموالي، وللزهرة النساء والأمهات،ولعطارد الاخوة الأصاغر، وللقمر الأمهات والخالات والأخوات الأكابر والدايات.
يربط البعض الاله ننب بالاله نرج Nirig وانهما واحد وهو بتقديري ربطا لهوية زحل بالمريخ المقرونة  بالنحس أي الجانب المظلم من الأشياء، وبافتراض ان الانسان  البدائي وجد في المريخ تمايزا للونه الأحمر فالبسه لاحقا ما له صلة بالدم والحرب ...الخ ولم يكن الها اوليا وانما فيضا من الاله الأعظم المتقمص لزحل كفيض ليلي للشمس.  وما يوحي بالفيض المشترك ما ورد  في القاموس المحيط: النَّحْسانِ: زُحَلُ والمِرِّيخُ. وهو يتفق مع الصابئة في رؤيتهم انهما مؤذيان شريران.  والرابط يوحي بالصلة البدئية بين الجد الأعلى  Pabilsaĝ الذي تحول الى ننورتا NINURTA حيث تمثلهما كوكبة القوس ما يوحي انهما من اصل واحد ، ومن ثم تفرعت أجزاء من شخصيته الى ابنيه مردوك ونرجال(المريخ) وأيضا الى (الحفيد) نبو (عطارد).  -ننورتا هو ابن Enlil و Ninhursag، وبعض الروايات ابن Enlil  و Ninlil، وهناك رواية وحيدة انه ابن الربة العنز She goat. كان اله المدينتين السومريتين  Girsu ولهذا اسمه  Ningirsu واسمه الأكثر قدما يكتب بصورة  DNIN.ĜIR2.SU ، وهو ايضا اله Larak باسم Pabilsag وهو الرب القاضي تحت هذا المسمى ، وهو رب  الزراعة  أبو ABU ، واله الكتابة والحرب والصيد والريح الجنوبية وهو الرب المعالج  والحامي من خلال علاقته بزوجته ربة الشفاء GULA كما في الكتابات المبكرة. بدأ كاله للري والزراعة بلقب دليل التقويم ـروزنامةـ المزارع. ولكن مع ظهور الامبراطورية تحول لاله حرب. وهناك من يربط النمرود به الذي يوصف بأنه الصائد القوي، وهناك من يعتقد انه مع الزمن فقد هيبته مع تحول الملوك لتفضيل الهة اخرى والاهم منه الهزائم التي تلقاها الاشوريون من القوى الاخرى التي اسقطت نفوذها واتت بأربابها.
اكثر ما يلتصق به صفته ككبير الالهة المحاربين ويصور كمحارب واحيانا باجنحة حاملا قوسا وسهما وله هراوته Sharur الشهيرة القادرة على الكلام. ويصور راكبا عقربا بذيل اسد . وثمة قواسم مشتركة بينه وبين شخصية نرجال، ومردوك  وابنه نَبْؤُ  Nabū وهرقل المقترض اغريقيا من بابل. يشتهر بقتله الطائر الخرافي Anzu والمسمى ايضا ZU الذي سرق الواح اقدار ومصائر الارباب والبشر  من Enlil بينما كان يغسل وجهه وهو كتاب يعطي الشرعية والقوة لحامله فوق الجميع.  ولم يتبرع من الالهة لاعادة الالواح سوى ننورتا. وتوصف الالواح بقدرتها على اعادة الزمن للوارء ولما كان ننورتا يقذفه بسهامه كان كل شيء يعود لاصلة فالريش للطيور التي اخذ منها والقضبان للنباتات في  الارض التي نبتت فيها، والوتر لامعاء الاغنام التي اخذ منها، وحتى القوس يعود لشجره فاستنجد مناشدا اخر المطاف بعد ان تقهقر بالريح الجنوبية التي مزقت اجنحة الطائر فسقط ارضا عندها حز رقبته واستعاد الالواح واعادها لانليل. ومن مآثرة مواجهته مع Asag (Agag)  الذي يعيش في العالم السفلي ـ العفريت اللي يتسبب بـasag  او   asakku أي بحمى تصيب رأس البشر فيموتون بها وهناك نحو سبعة او ثمانية عفاريت asakku ـ. وفي الاسطورة يحشدTop of FormBottom of Form Asag جيشا من الوحوش الصخرية والنباتات المتمردة التي زحفت نحو البطل..يفزع ننورتا ويهرب ولكن شرار تشجعه ويذكره بامجاده فيقتل اساج واتباعه فتتعكر المياه البدئية في باطن الارض التي كان اساج واتباعه يسهرون على نقائها فتفيض المياه الكريهة المالحة على وجه الارض فلم يعد من نبت ينمو . فما كان منه لحل المعضلة الا ان يبني من جثث اعداءه تلا حول الارض وبعدها كوم منهم جبلا حصر به المياه الجوفية في مكانها ورفع دجلة ليسقى الارض وهو ما صنع البهجة في ارواح الملك والناس والالهة.. هبطت ام ننورتا السيدة العظيمة  Ninmah من السماء لتتمتع بانتصار ابنها واهداها على شرفها جبل الحجارة واعادة تسميتها بـ سيدة الجبل Ninhursag. ودونت الربة نسابا Nisaba انتصار ننورتا وتسمية Ninhursag الجديدة. والمهم ان اعتزازه بنفسه هو ما جعل منه لا يبدو بطلا ، ففي ملحمته مع السلحفاة ويبدو ان مكافأته من قبل Enki  لم تكن كما يرجو فغضب لأنه يريد ان يضع شهرته فوق  كل العالم. قرأ انكي طموحه فخلق سلحفاة كبيرة مضت خلفه فعضته من كاحله وبينما كانا يتصارعان كانت السلحفاة تحفر في الارض فسقطا معا في الحفرة الكبيرة. نظر انكي في الحفرة ساخرا بينما كانت السلحفاة تعلك كاحله: انت يا من تذمرت بمطالب عظيمة كيف لك ان تخرج من هذه الحفرة. –الخلاصة توحي بمقاربة مع فكرة التمرد البدئية لاله على من يعلوه مرتبة من الالهة وربما اساس فكرة انقلاب الشيطان (ابليس) على الارادة الربانية بخلق آدم بعدما كان يعلو غيره من الكائنات الربانية كالملائكة مرتبة. والمفارقة ان الشيطان مرتبط  بالنار كمعدن خلقه وهو ما يوحي بصلة مع ننورتا أونرجال والاختلافات لها علاقة بتطور المعتقدات. التي ربما من اقدمها كما الايزيدية ان طاؤوس ملك هو اقدم المخلوقات وهو بمثابة الأقرب لله ففي مصحف رش  “خلق الله طاووس ملك من سره العزيز نوره.. لأول مرة قبل أن يخلق الإله الملائكة الستة الآخرين.. إنه مخلوق من نور ذاته.. فكان لا بدّ أن يتمسك بوصية (الله) وألا يسجد إلا له.. وبعد أن خلق الله الآلهة الملائكة الستة الآخرين وسلم أمرهم إلى طاووس ملك.. حينها أمر الله طاووس ملك كي يهبط إلى الأرض ويجلب منها حفنة من التراب ففعل ذلك.. ثم صنع الملائكة منه هيكلًا فنفخ الله فيه الروح وسماه آدم فسجدوا لآدم كلهم ما عدا طاووس ملك.. حينها سأله الله عن سبب عدم سجوده فأجاب: كيف أسجد لغيرك وأنت الذي أوصيتني ألا أركع إلا لجلالتك، ثم كيف أسجد لآدم الذي هو من تراب وأنا مخلوق من نورك؟"
وباعتقادي ان تسمية شيار لها الاحتمالات التالية: 
يرد زحل باسم    En-Me Sar-ra أي ملك العدالة (القانون والقضاء والشرع) في الكون 
انظر: Morris Jastrow Jr., op. cit., p. 173, note 2..
 وبتقديري ان ربطه بالنحس لأن الانسان بطبعه الاناني يخشى الجانب المظلم من إرادة زحل في تسيير الكون. 
1-شيار تعني الملك اختصارا وهي ذات اللقب للشمس ، انظر ما ورد تحت LUGAL. 
وعلى صلة بوصف زحل الأعلى شأنها ما قاله أبو اسحق الغزي: زحل اكبر الكواكب  لا يخمل الا من قلة الانتقال. وفي تفسير الصفدي اما لأنه في االفلك السابع وما سواه من الكواكب تحته، واما انه أراد القول فلك زحل بوصفه الأكبر
انظر صلاح الدين خليل- ابن ايبك الصفدي . الغيث المسجم في شرح لامية العجم 1-2 جزء 2 ص 117.   
وقيل: النجم الثاقِبُ زُحَلُ. والثاقِبُ أَيضاً: الذي ارتفع على النجوم، والعرب تقول للطائر إِذا لَحِقَ بِبَطْن السماء: فقد ثَقَبَ.- للمقارنة أَشَارَ النَّار وأَشارَ بِها وأَشْوَرَ بها وشَوَّرَ بها: رفعَها-. وربما على صلة ما ورد حول النجم الثاقب(زحل) . والعرب تقول: أَثْقِبْ نارَكَ أَي أَضِئْها للمُوقِد.وفي حديث الصّدّيق، رضي اللّه عنه: نحنُ أَثْقَبُ الناسِ أَنساباً؛ أَي أَوضَحُهم وأَنوَرُهم.

وبخصوص الارتفاع وقياسا ارتفاع الشأن مصطلح ملك سواء في السومرية LUGAL او الاكدية ٍSharru. قارن اقْلَولَى في الجبل: صَعِدَ أَعْلاه فأَشْرَفَ. والقَلَوْلَى: الطائر إِذا ارتفع في طيرانه.واقْلولَى أَي ارتفع. 
2-صلة ننورتا بالزراعة والكتابة وقوامه جذر SAR السومري الذي من معانيه حديقة او مشارة أي الدبرة في المزرعة، وفي الاكدية mūšaru . شُرْت العسل واشْتَرْته اجْتَنَيْته وأَخذته من موضعه.-قياس من الجني أي الحصاد وهو قطع- ومن معاني SAR أيضا يحلق -الحلاقة على صلة بالحصاد والقطع ولهذا ما له صلة بالزينة تحت شور قياس من جز الشعر وتكمن الصلة في ان السبت في اللغة العربية تعني الحلق وتحديدا حلق الرأس-. ومن المعاني أيضا يركض وهو مستبعد لطول دورة زحل، ومن المعاني يدخن وله صلة بجني العسل من لارتباطه بالدخان- واما يكتب فربما له صلة بالنظر الى ان ننورتا هو اله الكتابة. 
3- šar2  التي رمزها في السومرية دائرة سوداء -قارن زحل بوصفه الوجه الاخر لشمس النهار في الميثولوجيا. لها عدة معاني:  يتمم ويكمل ويكتمل gitmālu؛ الكلية والكون، يتعدد ويكثر؛  3600؛ يمزج؛ يذبح. 
شيار لقب سومري منقرض احتفظت به العربية حيث šar2 تعني يذبح ولعل ما يوضحه هو صلته بعزرائيل-قارن احقاق الحق وكلمة قضاء ذات العلاقة بالقص والقطع GAZ. وربما لهذا الجذر أصل من ذات SAR لأن الذبح هو قطع ومنه الحصاد. وربما من صور قراءته بالسومرية *شأآر ومنه الإِشْعارُ: الإِدماء بطعن أَو رَمْيٍ أَو وَجْءٍ بحديدة. العرب كانت تقول للملوك إِذا قُتلوا: أُشْعِرُوا، وتقول لِسُوقَةِ الناسِ: قُتِلُوا. وربما للتسمية أيضا صلة بالشعير (شعّار ومنه شيار) لان  اسم ننورتا يعني سيد او رب سنبلة الشعير. وفكرة الاشعار بمعنى قتل الملوك توحي بالقياس من احقاق العدل. 
في الاكدية تعني išartu عدالة وكذلك mīšaru  [ NÍG.SI.SÁ]وهما مشتقان باعتقادي من اسم زحل. 
4- شيار له صلة بالانجاب. الشَّوار: فرج المرأَة والرجُل. شَوار الرجُل: ذكَره وخُصْياه واسْتُه.-للمقارنة الاله السلف Pabilsaĝ وهو من اقدم القاب ننورتا  وكوكبته القوس - قارن سوى والاستواء وسواسية معه فكرة العدل مع الجذر السومري. 
ešēru:[ SI.SÁ]: يستقيم ويصح وينجح ويتيسر ويتجهز وينظم ويرتب. الجذر العربي هو يسر.-
5- اقترانه بالشر 
ربما على صلة اقترانه بالشر وما يوحي بصلة قول ابي العلاء المعري:
لَقَد تَرَفَّعَ فَوقَ المُشتَري زُحَلٌ   فَأَصبَحَ الشَرُّ فينا ظاهِرَ الغَلَبِ
وَإِنَّ كَيوانَ وَالمِرّيخَ ما بَقِيا  لا يُخلِيانِكَ مِن فَجَعٍ وَمِن سَلَبِ
وأيضا 
اذا نال ما يرجوه من زحل، الذي   بدا شره، لم يبغه من عطارد
وقوله أيضا
زحل أشرف الكواكب دارا  من لقاء الردى على ميعاد

6- الشَّوْرانُ: العُصْفُرُ-قارن صفرة زحل مقارنة ببياض المشتري-. الشَّيِّرُ: الجَمِيل. والشَّارَة والشُّوْرَة: الحُسْن والهيئة واللِّباس، وقيل: الشُّوْرَة الهيئة. -فكرة الجمال اقرب للمشتري ولكن لون العصفر لا يتماهى مع لون المشتري وانما مع زحل لصفرته-
ويرد بصورة [GENNA] وتعني طفل او صغير. وربما للتسمية صلة لأنه ابعد الكواكب الخمسة التي رصدها القدماء ولذلك ارتبط كرونوس الاغريقي بكونه اصغر ابناء الارض جايا  Γαῖα التي على الارجح مشتقة من Ki السومرية بمعنى ارض -قارن الجيئة والقاع في العربية.  وهو احتمال استضعفه واميل الى أن GENNA  تعود الى الجذر GIN  المرادف لـ kânu، kīnuقارن كون.- وربما ايضا قارن التبلبل التاريخي والاصل الواحد للشمس وزحل الجَوْنةُ الشمسُ لاسْوِدادِها إذا غابت، قال: وقد يكون لبَياضِها وصَفائِها. الجَوْنةُ عين الشمس، وإنما سُمّيَت جَوْنةً عند مغيبها لأَنها تَسْوَدُّ حين تغيب. 
ويرد أيضا بصورة Lu-bat-sag-uš  مركبة من رأس ويموت او يقتل  وبما تعني القاتل أو المميت- يقول المتنبي 
أنتَ لَعَمرِي البَدْرُ المُنيرُ ... ولكِنَّكَ في حَوْمَةِ الوَغَى زُحَلُ
قال ابن جني: أي اسمك بدر وأنت في هذا الوقت زحل، لأنك حينئذ تهلك أعدائك وبدر هو القمر، والقمر سعد، وزحل نحس، فلذلك نقيض اسمه.-
-قارن عزرائيل-  وعلاقة القضاء بزحل من خلال فيضه بالمريخ.  يقال للقَصّاب مُشَقِّصٌ. تَشْقيصُ الذَّبِيحَةِ: تَفْصِيلُ أعْضَائِهَا سهاماً مُعْتَدِلَةً بين الشُّركاء.-النص الأخير  وربطه بالعدالة يوحي بالتسليم لارادة الرب الأعلى اخذا بالقول لو عرفتم ما في الغيب لرضيتهم بالواقع.  
[UDU.IDIM.SAG.UŠ] مركب من غنم+ غاضب+ رأس+ يموت او يقتل. وربما على صلة بصفة زحل كنازع للارواح.
بحسب ما ينسب لـ  Sanchuniathon  فقد كان الفينيقيون والسوريون يسمون زحل إل، بعل و مركبا من بعل ولقب Balathen.واشار  فرفوريوس الصورى الى ورود الكثير من الحالات في كتاب التاريخ الفينيقي التي تشير الى ان الناس كانت لدى المصائب الكبرى كالحروب والاوبئة والمجاعة والجفاف تختار للتضحية قربانا لزحل بالشخص الاعز والأكثر محبة بينهم.
لزحل القاب منها [LU.LIM] وتعني الظبي. ويقرأ البعض تسمية زحل في السومرية بصورة LU.BAT او بصورة SAG-US  
يرتبط زحل بالاله ننب Ninip -  nin´ip اوNin´ib-الذي له من الأسماء أيضا نرج Nirig وNingirsu  . ويبدو ان انليل هو ذاته زحل بالنظر الى ان ننب (ننورتا) يظهر كابن له . يصور نرج حاملا قوسا وسهما وسيفا بمقدمة منجلية. ويظهر كرب زراعي. ويمثل الشمس المدمرة وخلق على صورة انو ANU شن حربا ضد الأرواح الأرضية وضد الالهة الغريبة حتى ان والده كان يخشاه-قارن اخصاء كرونوس- وعندما كان يتقدم نحو نيبور ارسل نسكو NUSKU رسول الالهة ليطمئن الالهة بكلمات ناعمة.  ويشخص بالثور  الوحشي ويرتبط بعبادة الحجارة. 
وقد يتساءل البعض لم ارتبط الجد الأعلى بالشؤم والقتل والموت وبتقديري ان السبب هو كونه انتقل للعالم الاخر الذي لسنا نحن فيه ومن مهامه هو نقلنا لعالمه. 
واما ربط زحل بالاسود فهو ربما كوجه الشمس عند الكسوف او الليل وباعتبار العلاقة مع العالم السفلي-  مما يوحي بالاقتران بين الشمس  ببياضها وزحل بسواده في الذاكرة الشعبية ما نسبه السيوطي للامام زين الدين بن الوردي شعرا:
ما السود كالبيض، وصل السود منقصة
وارجع الى الحق والطبع السليم تجد
فعَدِّ عنهن واذكر خجلة الحبل
في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل -. 
واميل الى أن نبونيد Nabû-nāʾid (الذي يوقره أو يبجله نبو Reverer of Nabu-الموسوعة البريطانية) أساس نبط (الانباط) واما الربط باستخراج الماء من باطن الأرض فهو قياس من اقتراض الفنون البابلية في المناطق الجافة لدى العرب شمال الجزيرة. أي ان النسبة ربما أتت من ذات المحفل الديني البابلي السائد الذي خالف توجه نبونيد الديني بتقزيم مردوك واعلاء شأن سن؛ وارجح أن معتقده الديني الجديد كان اهم العوامل التي تسببت في ضعف تماسك بابل وسقوطها لثورة الكهنة المردوكيين عليه. والنسبة لشخص في التاريخ واردة فمثلا المصادر الغربية تقول إن اطلاق صفة مسلمين متأخرة، فقد كانوا يطلقون على القوة الصاعدة محمديين. واما العلاقة باعلاء شأن الاله سن -او استعادة شأنه- فهو باعتقادي مرحلة هامة في التوحيدية وتقليل شأن الالهة الثانويين والعودة للاصل وهو شأن يتضح من خلال تعزز مكانة الاله القمر في المنطقة ما بعد سقوط الدولة البابلية وتضاؤل مكانة مردوك وغيره. ومما يلفت نظر المؤرخين انه على عظمة الانباط وما تركوه من آثار وقدراتهم التجارية البرية والبحرية فإن من النادر العثور على مخطوط او كتابة لهم على عكس اليهود الذين تكاد الدراسات الاركيولوجية لا تعثر لهم على اثر. ولعل اللغز في اندثار الثقافة النبطية ما اقرأه في ثقافة الايزيدية وهو أيضا من أسباب اندثارهم التدريجي فالتعاليم الدينية ليست كتابية وانما شفهية ولذلك فقد استنزفت ضياعا كما هو حال الثقافة الدينية والمدنية النبطية. ولا اجد تفسيرا لذلك سوى أن مخاض الخلافات الدينية في الفترة الأخيرة من الدولة البابلية الحديثة أدى لظهور نمط من الباطنية الثقافية خشية من سلطة المحفل الديني الماردوخي السائد. وربما تكرس بعد تدمير احشويروش معبد نبؤ في بورسيبا.