الإيدز والزهري ومواطن الشبه بينهما

ينتقل مرض الزهرِي (syphilis) عن طريق الاتصال الجنسي، فهو عدوى بكتيرية مزمنة تعرف باسم بكتيريا اللولبية الشاحبة، وتظهر الأعراض الأولية لمرض الزهري على شكل تقرح في الأعضاء التناسلية أو الفم

الإيدز والزهري ومواطن الشبه بينهما

ينتقل مرض الزهرِي (syphilis) عن طريق الاتصال الجنسي، فهو عدوى بكتيرية مزمنة تعرف باسم بكتيريا اللولبية الشاحبة، وتظهر الأعراض الأولية لمرض الزهري على شكل تقرح في الأعضاء التناسلية أو الفم، ويمكن للشخص أن يصاب كذلك بالعدوى عن طريق ملامسة تقرحات الشخص المصاب أو من الأم إلى الجنين في فترة الحمل.

وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن حالات مرض الزهري في ارتفاع تدريجي، إذ بلغ معدل الإصابات سنة 2020 إلى 133945 حالة، لذلك ينصح بالعلاج، حيث إذا لم يتم علاج المرض في الوقت المناسب فإنه يؤدي الى مضاعفات صحية جسيمة.

يمر مرض الزهري بالمراحل التالية:

المرحلة الأولى

تُعرف المرحلة الأولى بالزهري الأولي أو المبكر (Early syphilis)، وتظهر في هذه المرحلة قروح غير مؤلمة في الجسم، وغالبا ما تظهر في الأعضاء التناسلية أو فتحة الشرج أو الفم أو حول الشفتين، وقد تظهر أكثر من قرحة في منطقة واحدة من الجسم.

المرحلة الثانية

تستمر مرحلة الزهري الثانوي من 6 أسابيع إلى ثلاثة أشهر بعد التعرض للعدوى.

المرحلة الثالثة
المرحلة الكامنة أو الزهري الكامن وهي المرحلة التي يستمر فيها الزهري لأكثر من 12 شهراً، بدون ظهور علامات أو أعراض أخرى.

المرحلة الرابعة
تعرف هذه المرحلة بالزهري بعد الثانوي أو الزهري الثالث وتحدث عند عدم تلقي العلاج في الوقت المناسب، مما ينتج عنه عدة مضاعفات.

هل مرض الزهري هو مرض الإيدز؟

ينتمي كل من الإيدز والزهري إلى قائمة الأمراض المنقولة جنسيا لكنهما لا يمثلان نفس المرض، فمرض الإيدز(AIDS) هو مرض مزمن يقلل من فعالية جهاز المناعة مما يجعل الجسم عرضة للعدوى والالتهابات.

ينتقل هذا الأخير عن طريق العلاقات الجنسية المتعددة وغير المحمية أو ملامسة الأسطح أو استعمال أدوات معينة لشخص مصاب، عكس مرض الزهري الذي لا ينتقل باستخدام أدوات المريض.

تزيد الأمراض المنقولة جنسياً من خطر الإصابة بالإيدز، إذ ترتبط هذه الأمراض بخلايا أحادية النواة، فالتقرحات التي يسببها الزهري تُسهل دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى الجسم وبالتالي الإصابة بالمرض.

تختلف أعراض مرض الزهري باختلاف مراحله، وتتضمن الآتي:

1. الزهري الأولي
بعد مرور 3 إلى 4 أسابيع أو أكثر من انتشار العدوى في الجسم، تبدأ التقرحات في الظهور في الأعضاء التناسلية أو الفم، وغالبا ما تكون هذه القروح غير مؤلمة وصغيرة الحجم، في بعض الحالات تقتصر المرحلة الأولى من المرض على تورم الغدد اللمفاوية دون ظهور قروح.

2. الزهري الثانوي
يظهر الزهري الثانوي بعد 3 إلى 10 أسابيع من العدوى، ويتميز بطفح جلدي متغير اللون، غالبا ما يظهر في باطن الكف والقدم.

تشمل هذه المرحلة ظهور:

طفح جلدي غير مسبب لحكة على باطن الكف أو القدم.

تأليل في الفم أو الأعضاء التناسلية.
حمى.
فقدان الوزن.
تورم الغدد اللمفاوية.
إعياء.
التهاب الحلق.
تساقط الشعر.
3. الزهري الكامن
تستمر هذه المرحلة لعدة أشهر أو عدة سنوات حتى تصل إلى مرحلة الزهري الثالثي، ويمكن أن تستمر بدون ظهور أي علامات.

4. الزهري الثالثي
يمثل الزهري الثالثي المرحلة الأخيرة من المرض حيث يكون أكثر خطورة من مراحله السابقة ويظهر بعد سنوات من العدوى، وتتضمن أعراض الزهري الثالثي الآتي:

الزهري العصبي وهو عبارة عن عدوى تصيب النخاع الشوكي.
العَمى.
فقدان السمع.
أمراض القلب.
التهاب السحايا.
السكتة الدماغية.
التهاب المفاصل.

ما مدى خطورة مرض الزهرِي؟

تكمن خطورة مرض الزهري في مضاعفاته حيث يؤدي العلاج المتأخر للمرض إلى حدوث اضطرابات صحية خطيرة، بما في ذلك اضطراب صحة القلب مثل فشل القلب والذبحة الصدرية التي تحدث عند انخفاض تدفق الدم إلى القلب، ويمكن أن يتسبب الزهري كذلك في تمدد الأوعية الدموية ومشاكل في الدماغ وتلف المفاصل.

أما في الحالات التي يولد فيها الطفل مصاباً بالزهري وهو ما يعرف بالزهري الخلقي والذي يحدث نتيجة انتقال العدوى من الأم إلى الجنين في فترة الحمل، فيصاب الطفل بالأعراض الآتية:

حمى
طفح جلدي
التقرحات المعدية
تأخر النمو
فقر الدم
نوبات الصرع
أسباب مرض الزهرِي

يحدث مرض الزهرِي عن طريق النشاط الجنسي، حيث ينقل الشخص المصاب البكتيريا (البكتيريا اللولبية الشاحبة) إلى شخص آخر، لتتطور بعد ذلك العدوى وتؤثر على أجهزة متعددة في الجسم، يمكن كذلك أن تنتقل عدوى الزهري عبر ملامسة تقرحات الشخص المصاب، كما يمكن للحامل المصابة بمرض الزهري أن تنقل العدوى إلى الجنين.

وتجدر الإشارة أن مرض الزهرِي لا ينتشر من خلال استخدام المنشفة أو الملابس أو المرحاض.

تتفاقم احتمالية الإصابة بمرض الزهرِي عند:

ممارسة الجنس مع العديد من الشركاء.
الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري (HIV)، الفيروس المسؤول عن مرض الإيدز.
مضاعفات مرض الزهرِي

يمكن أن يؤدي مرض الزهرِي الذي لم يتم علاجه في حدوث عدة مضاعفات والتي تشمل:

الصداع.
فقدان حاسة السمع.
الشلل.
التهاب السحايا (التهاب يصيب السائل والأغشية الثلاثية التي تحيط بالدماغ والحبل الشوكي).
تلف صمام القلب.
مشكل في الرؤية أو فقدان البصر.
تمدد الأوعية الدموية.
سلس البول.

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص مرض الزهري عن طريق الإجراءات التالية:

تحليل الدم
يعمل اختبار الدم على الكشف عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمحاربة العدوى، والعدوى البكتيرية الحالية في الجسم مما يمكن من تشخيص المرض.

اختبار السائل الدماغي النخاعي
يتم في هذا الاختبار أخذ عينة من السائل الدماغي النخاعي عن طريق عملية تسمى البزل النخاعي.

مجهر دارك فيلد
يعمل مجهر دارك فيلد على رصد اللولبيات الشاحبة وهي العدوى البكتيرية المسببة للزهري في السائل المأخوذ من قرحة الجلد أو العقدة الليمفاوية.

علاج مرض الزهرِي

يتم علاج مرض الزهري في مراحله الأولى بحقن البنسلين وهو مضاد حيوي يعمل على علاج أنواع متعددة من الالتهابات والعدوى البكتيرية، قد يحتاج الشخص المصاب بالزهري لمدة تزيد عن سنة إلى جرعات زائدة من البنسلين، ويمكن كذلك اعتماد مضادات حيوية أخرى كالسيفترياكسون والدوكسيسيكلين في خطة العلاج للأشخاص الذين لديهم حساسية من البنسلين، بعد أخذ حقنة من المضادات الحيوية قد تواجه المريض بعض الأعراض المؤقتة كالحمى والغثيان والصداع وألم العضلات.

أثناء فترة العلاج يجب على المريض أن يتجنب أي نشاط جنسي إلى حين التئام القروح. وتجدر الإشارة إلى أن العلاج المتأخر للمرض يزيد من خطر الإصابة من مشاكل صحية خطيرة.

هل يمكن الشفاء من الزهرِي؟

تعمل المضادات الحيوية على القضاء على البكتيريا المسببة لمرض الزهري، كما تمنع حدوث أي حالات إضافية، ويساعد الكشف المبكر للمرض في تلقي العلاج المناسب، إذ يحتاج المريض في مراحل الزهري الأولية الى جرعة واحدة من البنسلين للعلاج، أما في المراحل المتأخرة فقد يحتاج لجرعات زائدة حسب الحالة.

طرق الوقاية

يمكن الوقاية من مرض الزهري عن طريق ممارسة الجنس مع شريك واحد، وتجنب العلاقات المتعددة، والامتناع عن لمس تقرحات الأشخاص المصابين بالمرض والإبر المشتركة بين عدة أشخاص.