الثورة الفلسطينية.2. (ثورة اللا مستحيل)

في ليلة 31/12/1964  إرسلت حركة فتح مجموعات مسلحة لضرب أهداف للاحتلال محددة مسبقاً، وتسللت إلى داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، وفجرت نفق عيلبون....

الثورة الفلسطينية.2. (ثورة اللا مستحيل)

في ليلة 31/12/1964  إرسلت حركة فتح مجموعات مسلحة لضرب أهداف للاحتلال محددة مسبقاً، وتسللت إلى داخل الأرض الفلسطينية المحتلة، وفجرت نفق عيلبون الذي يتم من خلاله سحب مياه نهر الأردن لإيصالها إلى صحراء النقب، لبناء المستوطنات، وعادت المجموعات الفدائية إلى قواعدها بعد أن قدمت شهيدها الأول أحمد موسى أثناء العملية لتعمّد بالدم باكورة مقارعتها للاحتلال، وأذيع البيان الأول لقوات العاصفة في 1/1/1965  البلاغ العسكري رقم واحد:

"اتكالاً منا على الله، وإيماناً منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب، وإيماناً منا بموقف العربي الثائر من المحيط إلى الخليج، وإيماناً منا بمؤازرة أحرار وشرفاء العالم، لذلك تحركت أجنحة من قواتنا الضاربة في ليلة الجمعة 31/12/1964م، 1/1/1965م وقامت بتنفيذ العمليات المطلوبة منها كاملةً ضمن الأرض المحتلة، وعادت جميعها إلى معسكراتها سالمةً. وإننا لنحذر العدو من القيام بأية إجراءات ضد المدنيين الآمنين العرب أينما كانوا؛ لأن قواتنا سترد على الاعتداء باعتداءات مماثلة، وستعتبر هذه الإجراءات من جرائم الحرب. كما وأننا نحذر جميع الدول من التدخل لصالح العدو، وبأي شكل كان، لأن قواتنا سترد على هذا العمل بتعريض مصالح هذه الدول للدمار أينما كانت. عاشت وحدة شعبنا وعاش نضاله لاستعادة كرامته ووطنه'. القيادة العامة لقوات العاصفة 1/1/1965م.


وكان البلاغ الأول إعلاناً بانطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة لتكون "فتح" أول من تبنّى الكفاح المسلح، باعتباره السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، فحملت العاصفة تطلعات الشعب الفلسطيني بالتحرير والعودة التي طال انتظارها كثيراً، في ظل إحتلال لا يفهم لغة غير لغة القوة.

أعادت حركة فتح الإعتبار لهوية الشعب الفلسطيني، وحولته من لاجئ يسعى للقمة العيش إلى فدائي يقارع الإحتلال بكل ضراوة، وكانت تحول هام في الصراع مع الإحتلال الإسرائيلي، ولفتت كل الأنظار في العالم إلى القضية الفلسطينية وعدالتها، وأصبحت حركة فتح من أعظم الثورات وأهمها من بين حركات التحرر في أرجاء العالم.

إستمرت حركة فتح في ضرب الإحتلال من داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة من خلال التسلل عبر الحدود من لبنان والأردن وسورية، وزرع العبوات والألغام والكمائن،وكان في مقدمتهم القائد ياسر عرفات، وفي الوقت نفسه كانت تعمل على ترسيخ هيكلية حركة فتح في البلدان العربية وبناء قواعد عسكرية ومعسكرات تدريب لقوات العاصفة.