يوم الجمعة يوم الزهرة (٨)

يوم الجمعة يوم الزهرة (٨)
يوم الجمعة يوم الزهرة (٨)

8

على خلاف مع جميع الأيام يرتبط الجمعة بصفة انثوية تسمية وربة. ويعرف عن العرب تعلقهم بالزهرة، وبتقديري ان العزى ومناة ما هي الا أوجه للزهرة ككوكبي المساء والصباح، وما يعزز الاعتقاد بان  العزى ما هي الا الزهرة اشتقاق قرية ترعوز الصابئية قديما، وبحسب ما أورد الحموي في معجم البلدان ترع عوز: العينان مهملتان، والواو ساكنة، وزاي: قرية مشهورة بحران من بناء الصابئة، كان لهم بها هيكل، وكانوا يبنون الهياكل على أسماء الكواكب، وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم الزهرة، ومعنى ترع عوز بلغة الصابئة باب الزهرة، وأهل حران في أيامنا يسمونها ترعوز، وينسبون إليها نوعا من القثاء يزرعونه بها عذيا.
 ويبدو ان معتقد العرب غالى في ربط الالهة بالانوثة، ولهذا ورد في القرآن " الكم الذكر وله الانثى"
وقد أشار ابن وحشية النبطي في الفلاحة النبطية -ذكر أبواب الشجر الى تعلق العرب بالزهرة برأي قدماء الكلدانيين " ...ولا يظن بي ظان أنه ذهب على رأي ينبوشاد في العرب، لأنه يرى أنها امة تولاها الزهرة، وليس لمن تولاها الزهرة علم ولا حكمة ولا فكرة ولا استنباط لشيء....". ورغم ان الاله القمر سن كان اهم الهة القبائل العمورية الرعوية ومنهم العرب الا أن من الثابت تعلق العرب بالزهرة، ويبدو ذلك واضحا خلال الالف الأخيرة قبل الميلاد واحسب ان لذلك صلة بالمكانة الخاصة للمرأة عندهم حيث يتكرر ذكر تتابع الملكات العربيات في العهد الاشوري على غير من عاصرهم من اقوام أخرى، وحتى ان اسطورة سليمان وبلقيس لا تنفصل عن هذا الإطار بوصفها ملكة لليمن "العربية السعيدة". وربما هو من موروث عبادة الام الكبرى ولهذا ترتبط القيادة في اللسان العربي بالأم (امام) وليس بالأب، ويبدو ان سلطة المرأة كانت قوية حتى أواخر العهد الجاهلي، ومثال هذه السلطة هند بنت عتبة التي يبرز اسمها كصاحبة نفوذ اكثر من زوجها ابي سفيان. 
ويربط التيفاشي الكواكب بالاديان، حيث يقول إن زحل يدل على اليهودية وسواد اللباس، والمشتري على النصرانية وبياض اللباس، والمريخ على عبادة الأصنام وشرب الخمور وحمرة اللباس، والشمس على الملك ورفعة التاج على الرأس، والزهرة على الإسلام، وعطارد على مناظرة الناس في كل دين، والقمر على التدين بكل دين غالب.
يطلق على الجمعة في الاغريقية يوم افروديت hemera Aphrodites، وكان مكرسا لدى الصابئة الحرانية للزهرة، واسمه بلثى BLTHY. والتسمية لدى الحرانية توحي بتصحيف من بعلة بقلب التاء ثاء. وبحسب Eberhard Schrader  كان اسمها Beltis.انظر:
Eberhard Schrader, The Cuneiform Inscriptions and the Old Testament, Vol. 1, pp. 20, 21.
 واسمها عند الصابئة المندائية اورفتا، وتبدو التسمية لها صلة بعروبة -الفاء=الباء وبتأثيرات هللنية. ينسب3 للمندائية اليوم السادس باسم BLTHY  التي ذاتها في البابلية بعلة Beltis أي الزهرة انظر:
Sunday in Roman Paganism By Robert Leo Odom page 40
والسين بتقديري تأثرا بالاغريقية. ترد في السومرية بصورة ZIB/ZIG ، ومن الصعب إيجاد صلة بهذه التسمية.  ولا يوجد اتفاق على اللون المرتبط بالزهرة، فهو متباين حيث ترتبط أحيانا بالأزرق والأبيض والاخضر والاصفر. 
وامامنا عدة احتمالات لتقدير أصل تسمية عروبة:
1-عروبة سابقة على اورفتا، وذلك بافتراض اقدمية الباء على الفاء- بالمقارنة بين السومرية والاكدية يجد الباحث ميلا لدى الاكدية لقلب الباء فاء-. وفي الارامية اروبتا ʿərūḇtā  وفي الارمينية القديمة urbatʿ. ويعني يوم التحضير ويبدو انه على القياس تأثرا باليهودية، وتاليا المسيحية لأن الأصل الاقدم ربما له صلة بالمعتقد البابلي الحديث الذي ورثه الصابئي الحراني فهو يوم الاجتماع، ويبدو انه كان العطلة وان اليهودية كانت أكثر محافظة على الموروث السابق لهذا التغيير. وثمة من يعتقد انه من جذر غرب بمعنى غروب الشمس ومنه قياسا التحضير ليوم العطلة او السبات (السبت) الذي يلي الجمعة، وهو ما اراه تفسيرا بعيدا عن جوهر المغزى، والسبب هو قرابة العين والغين، ويشتركان كثيرا في الأصل، فالعرب هم من العموريين (الاموريين) يقطنون في بادية الشام غربا وكلا من مصطلح MAR السومري وعرب أو ارم -قلب الباء ميما- له صلة بغرب الرافدين شعوبا وجغرافيا وصفة الترحال قارن تسمية العربة وعرب وMAR السومرية التي تعني أيضا عربة (مركبة بالاكديةnarkabtu) 
يتفق عرب الجاهلية والإسلام في تحديد يوم الجمعة عيدا، فهو يوم للاحتفال والراحة والمتعة على خلاف اليهودية التي اعتمدت السبت والمسيحية الاحد.
 بتقديري ان تسمية الجمعة المقرونة بعروبة بمعنى الحشد ما هي الا قياس من صفة عشتار، لأن الانثى (الام) هي التي تجمع، وهي الوحيدة من بين كل الالهة الاخرين الذين باتوا يحملون الصفة الذكرية -باستثناء عطارد الاميل للصفة الخنثى- .  ولارتباط عشتار بالجنس وممارسته ومنه الجماع.  
يقول كراوس ان التراث اليهودي يشير الى ان الخميس هو يوم التسوق قبل الإسلام. 
انظر: S. Krauss, Talmudische Archaeologie, Leipzig 1911, ii, 690, note 340.
لا يزال يوم الخميس مقرونا في ذاكرتنا بالتسوق، وفي جزيرة العرب لا تزال أسواق الخميس دارجة ، وسبق لـ فلبي ان أشار لذلك:
انظر: H.St. J. Philby, Arabian Highlands, 1952. 274-5, 387, 485-7, 597
 ويبدو ان النبي محمد عندما انتقل للمدينة واجهه اختلاف يوم السوق بين مكة والمدينة فهذه الأخيرة كانت الجمعة عندها يوما للتسوق، ولذلك ورد في القران يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. والسبب هو أن في المدينة جالية يهودية كبيرة يوم تسوقها هو الجمعة لعطلتها السبت اليوم التالي.  
لا يوجد اتفاق عما اذا كانت تسمية الجمعة سابقة على الإسلام، وعما اذا كان صحيحا نسبها لكعبُ بن لؤيّ للجد السابع  للنبي محمد لجمعه للناس وهو حنيفي الملة وبتقديري ذات المعتقد الصابئي الحراني، ومما ورد  كعب دعا لاتباع النبي الذي سيأتي من صلبه بعد حين، ففي الروض الانف في تفسير السيرة النبوية يقول" وكعب بن لؤي هذا اول من جمع يوم العروبة ولم تسم العروبة الجمعة الا منذ جاء الإسلام في قول بعضهم".  وفي السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي "قال ابن دحية: ولم تسم العروبة الجمعة إلا منذ جاء الإسلام". ومع ذلك أرجح ان تسمية الجمعة سابقة على الإسلام لورودها في القرآن، وان العرب كانت في تلك الفترة تسميها بكلا التسميتين الانثويتين عروبة وجمعة. في كتابه يقول المستشرق ارثر جفري
في مراجعته لكتاب المصاحف طبعة ليدن ان قراءة ابي بن كعب كانت يوم العروبة الأكبر بدلا من يوم الجمعة في الاية "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } 

انظر:

Arther Jeffery. Materials for the History of the Text of the Quran; The Old Codices. Leiden 1937 .. Page 170.Sura LXII

وبتقديري ان الاحتفال بالجمعة سابق على الديانات السماوية اليهودية والمسيحية بوصفه مرتبطا بآلهة الخصب. ويرد حديث ينسب لسلمان الفارسي لدى سؤاله النبي ما يوم الجمعة فيجيبه " يوم الجمعة يوم جمع الله فيه أبواكم - أو - أبوكم "  -قارن - وبالنظر لاقتران الزهرة بالانوثة على غير الكواكب الأخرى فقد ورد حديث اخرجه البيهقي يوصف بالضعيف وينسب لابي هريرة عن النبي " ايعجز احدكم ان يجامع اهله في كل جمعة فإن له اجرين اثنين، اجر غسلة واجر غسل امرأته" وينسب للنبي أيضا قوله عن ليلة الجمعة " هذه ليلة غراء ويوم ازهر"  .
 في يوم الجمعة وعلى غير أيام الأسبوع الأخرى التي يقتصر ارتيادها على العابدين، فقد كان عموم الصابئة يؤمون فيه هيكل الزهرة بلباس ابيض مع أدوات الموسيقى. واحسب ان عادة لبس الأبيض لدى المسلمين، وخاصة الجمعة لها صلة بالحنيفية الأولى، ولبس الأبيض سابق لدى الكهنة المسيحيين الأوائل قبل ان يتحول للأسود. ولهذا ليس صدفة ان يسمي المنجمون الزهرة بصاحبة الافراح.  
تسمية اليوم السادس سواء عروبة او جمعة انثوية، والأرجح ان تسميته بـ عَرُوبة ما يوحي انه نعت لعشتار إنانا المجسدة في الزهرة. ويربط البوني في شمس المعارف الكبرى الزهرة بالجمعة، ويقول إن شرفها هو الحوت وحاكمها عنيائيل. والمعروف أن رمز عشتار (الزهرة ) هو السمكة الشرقية لبرج الحوت. 
وفي العربية من الصفات المتناقضة المرتبطة بعشتار واغلبها المرتبطة بالجنس؛ العَروبُ من النساء: المتحبِّبة إلى زوجها.المرأة العَرُوب: الضَّحاكة الطيِّبة النفس، وهُنَّ العُرُب. قال الله تعالى: فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكاراً. عُرُباً أَتْرَاباً [الواقعة 36- 37]. الْعِرَابَةُ وَالْإِعْرَابُ: النِّكَاحُ، وَقِيلَ : التَّعْرِيضُ بِهِ ، وَالْعَرِبَةُ وَالْعَرُوبُ : كِلْتَاهُمَا الْمَرْأَةُ الضَّحَّاكَةُ ، وَقِيلَ : هِيَ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى زَوْجِهَا الْمُظْهِرَةُ لَهُ ذَلِكَ ، وَبِذَلِكَ فُسِّرَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : عُرُبًا أَتْرَابًا.  وَقِيلَ : هِيَ الْعَاشِقَةُ لَهُ ، وَفِي حَدِيثِ عَائِشَةَ : فَاقْدُرُوا قَدْرَ الْجَارِيَةِ الْعَرِبَةِ ، قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ : هِيَ الْحَرِيصَةُ عَلَى اللَّهْوِ ، فَأَمَّا الْعُرُبُ : فَجَمْعُ عَرُوبٍ وَهِيَ الْمَرْأَةُ الْحَسْنَاءُ الْمُتَحَبِّبَةُ إِلَى زَوْجِهَا ، وَقِيلَ : الْعُرُبُ الْغَنِجَاتُ ، وَقِيلَ : الْمُغْتَلِمَاتُ ، وَقِيلَ : الْعَوَاشِقُ ، وَقِيلَ : هِيَ الشَّكِلَاتُ بِلُغَةِ أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمَغْنُوجَاتُ بِلُغَةِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَالْعَرُوبَةُ : مِثْلُ الْعَرُوبِ فِي صِفَةِ النِّسَاءِ ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ : هِيَ الْعَاشِقُ الْغَلِمَةُ وَهِيَ الْعَرُوبُ أَيْضًا ، ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ قَالَ : الْعَرُوبُ الْمُطِيعَةُ لِزَوْجِهَا الْمُتَحَبِّبَةِ إِلَيْهِ ، قَالَ : وَالْعَرُوبُ أَيْضًا الْعَاصِيَةُ لِزَوْجِهَا الْخَائِنَةُ بِفَرْجِهَا الْفَاسِدَةُ فِي نَفْسِهَا. امرأةٌ عَروبٌ، أي فاسدة.
هيكلها عند الصابئة الحرانيين ربما كان مثلّثاً داخل شكل مستطيل ، ولم يكن له لون معين، وقد مثل نابونئيد عشتاروت بكوكب ذي رؤوس سبعة داخل دائرة. لم اطلع على المصدر الذي الذي اعتمد عليه جواد علي في المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام في الإشارة الى صنم  دلبت "دلبات   Dilbatالذي استعاده العرب ممهورا بخاتم الملك الاشوري بعد تقدمتهم الطاعة له اثر هزيمتهم.
والمصدر هو:
Reallexi, I, s. 125, Winckier, AOF, I, S. 526, Schell, Le Prism D'Assaraddon, 1914, p. 18, British Museum Tablests, K 3087, Smith, History of Sennacherib, 1878, p. 138.
واستغرب ان يقع الباحث القدير جواد علي في اشتقاق دلبت كتحريف لــ "ذات بعل " بمعنى الشمس، وانما هي الزهرة لأن  Dilbat في الاكدية  لقب للزهرة واساس الكلمة سومري هو [dili-bad]. وبتقديري ان الدولاب مشتق من صفة الزهرة كنجمة للمساء والصباح حيث لا توجد صلة بين الحركة الدائرية والدولاب لغويا، واميل الى ان البابليين سبق لهم معرفة انهما كوكب واحد على عكس اعتقاد الباحثين بان الاغريق هم اول من اكتشف ذلك. الدُّولابُ والدَّوْلابُ، كلاهما: واحد الدَوالِيبِ.وفي المحكم: على شكل النَّاعُورةِ، يُسْتقَى به الماءُ، فارسيّ معرّب. ونفترض ان الكلمة مقترضة من السومرية وربما لها صلة بما تطورت عنه الناعورة من اداة السقي الاكثر بداءة وهي الشادوف قبل ان تكتمل او تكتشف فكرة اكمال الدورة في العجلة لأن الشادوف في حركته شبيه بحركة الزهرة البندولية كثنائية نجمة المساء والصباح.
ومن خلال أبحاث أخرى منشورة لم يرد هذا الاسم على صلة بالهة العرب في العهد الاشوري، وانما وردت أسماء غيره. 
كما لا استبعد الصلة بين تسمية دلبت والمزدلفة التي بتقديري تعني المجمع او المكان الذي يجتمع فيه. وفي اللسان مُزْدَلِفَةُ والمُزْدَلِفَة: موضع بمكة، قيل: سميت بذلك لاقتراب الناس إلى مِنًى بعد الإفاضة من عرَفات. قال ابن سيده: لا أَدْري كيف هذا. وأَزْلَفَه الشيء صار جميعه (* قوله « وأزلفه الشيء صار جميعه» كذا بالأصل.) ؛ حكاه الزجاج عن أَبي عبيدة، قال أَبو عبيدة: ومُزْدَلِفَةُ من ذلك.وقوله عز وجلّ: وأَزْلَفْنا ثمَّ الآخرينَ؛ معنى أَزْلَفْنا جمعنا، وقيل: قَرَّبْنا الآخرين من الغَرَقِ وهم أَصحاب فرعون، وكلاهما حَسَن جميل لأَن جَمْعَهم تَقريبُ بعضِهم من بعض، ومن ذلك سميت مزدلفة جَمْعاً. الزُّلْفةُ الطائفةُ من أَوّل الليل، والجمع زُلَفٌ وزُلَفاتٌ. ابن سيده: وزُلَفُ الليلِ: ساعات من أَوّله، وقيل: هي ساعاتُ الليل الآخذةُ من النهار وساعات النهار الآخذة من الليل. -اقتران الزهرة -نجمة المساء ونجمة الصباح- بالساعات الأولى والأخيرة من الليل والعلاقة مع استطالة النهار وجزره-.
والصلة بين جمع والجمعة وزلف ودلبت (دلفت-زلفت) توحي بالقياس من عشتار كربة تجمع بين الذكر والانثى او بين الناس عموما واما صيغة زدلف فتوحي بالابتهال (التقرب) لـ زلف (دلبت). ومما يوحي بربط زلف بعشتار الحديث الوارد في اللسان ...ومنه الحديث: أَنه كتب إلى مُصْعبِ بن عمير وهو بالمَدينة: انظر من اليوم الذي تَتَجَهَّزُ فيه اليهود لسبتها، فإذا زالت الشمس فازْدَلِفْ إلى اللّه بركعتين واخطب فيهما أَي تَقَرَّبْ.
وبتقديري ان الدلفين – في اللسان الدُّلْفِينُ سمكة بحرية، وفي الصحاح: دابّة في البحر تُنَجِّي الغريق-. هو من القاب عشتار، والتسمية ليست اغريقية كالقول لها صلة بالرحم delphys كون الدلفين ثديي، واميل الى انها سومرية وذاتها دلبات، واما الربط بتنجيتها للغريق فهو قياس من صلتها بالنزول للعالم السفلي -له علاقة بقيعان البحار- وإنقاذ تموز. ولذلك ليس صدفة ان ترتبط افروديت الاغريقية بالدلافين والحوريات في تصويراتها. وأيضا ليس صدفة انها كانت ترتبط بالعزى -عشتار- لدى الديانة النبطية حيث تظهر منقوشة على خاتم في معبد الأسود المجنحة في البتراء عارية متوجة بالاكليل ممتطية دلفينا والافريز من الدلافين. وهي ذاتها اتارغتيس(اترجتيس-قارن احتمالية الجيم مقلوبة من الياء عتريت عثريت  عشريت عشيراه عشترت.)  
في الاكدية تعني dalāp/bu: يسهر ويبقى متيقظا ويأرق، يعمل دون توقف، يواصل العمل ليلا، يتمدد او يطول أكثر من المعتاد -قارن زلف الليل-، يزعج ويضايق. وربما توجد صلة بين جذر سهر زهر بمعنى الساهرة أي الارقة وهي صفة تلتصق أيضا بالقمر ويتسمى بها فهو الساهور والسهر.  
 2-الصلة بين اورفتا وافروديت واردة باعتبار البلبلة في الاقتراض والقلب بين موقعي الفاء والراء. وهو ما يدفع للتساؤل عما إذا كانت الاغريقية اقترضت اسم الالهه عشتار من اسمها المشرقي *عربت او اورفتا بالمندائية. واما أوروباEuropa – يستخدم الباحثون حرف P في اللغتين الاكدية والفينيقية التي تحولت الى الفاء في العربية-التي اقدم ما ورد عنها في الالياذة، فمن المحتمل أيضا ان تكون من الاساطير الكريتية الكنعانية المرتبطة بعشتار فخطفها من قبل زيوس لها والزواج منها يوحي باستحداث اسطورة زواج المشتري بالزهرة. بعض الباحثين يشتق اسم أوروبا من غرب erebu  الاكدية او 'ereb الكنعانية بمعنى مساء او غرب.    
3-باعتبار ان الاغريقية اقترضت المعتقد الديني البابلي بأسماء الهته مع التصحيف، فربما للتسمية صلة بمن هم على تماس من المشرقيين وهم الفينيقون بصيغتهم عشترت. واميل بهذا الخصوص الى ان تسمية عشتار كان في بعض المراحل بصورة انثوية عثترت لنجمة المساء وذكرية عثتر  لنجمة الصباح وان اعتماد الشين في الدراسات لعدم وجود الثاء في الكتابات الاكدية. ولوجود ظاهرة الابدال بين الفاء والثاء مثل فوم وثوم. العَفَر التراب. العِثْيَرَاتُ: التراب. وأَرض عَفْراء: بيضاء لم تُوطأْ- قارن جذر عفر بالعذرية وأيضا بالبياض المكتمل-. فإن من المحتمل ان الاغريقية والمندائية قلبتا الثاء فاء والعين الفا بصورة عفترت-افترت افردت افروديت. عفتر افتر ارفت اورفتا. قارن أيضا عثر والقلب بين الذال والثاء عذر عذراء صفة للزهرة.  قارن وصف فاطمة ابنة الرسول بالزهراء والبتول.. البَتُول من النساء: العَذْراء المنقطعة من الأَزواج، ويقال: هي المنقطعة إِلى الله عز وجل عن الدنيا.
ولا استبعد صلة مع اسطورة الخصب بعل وعشتار كصورة متأخرة من انانا دوموزي – قارن زواج زيوس الاغريقي وبعل هدد المشرقي وهما مجسدان في المشتري - من خلال ورود البَعْل كل شجر أَو زرع لا يُسْقى، وقيل: البَعْل والعَذْيُ واحد، وهو ما سفَتْه السماء. وقد ورد في حديث الزكاة: ما كان بَعْلاً أَو عَثَريّاً ففيه العُشْر؛ قال ابن الأَثير: هو من النخل الذي يشرب بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة، وقيل: هو العِذْي. العَثْرُ والعَثَرِيَّ العِذْيُ، وهو ما سقته السماء من النخل. ولا استبعد ان الاضاحي التي كانت تقدم للزهرة وردت باسم عتر -قارن عتر سمين وعثتر سمين أي عشتار السماء- واما ورود عتر بصورة الذكر في اللسان فهو إضفاء على صفة عشتار المزدوجة ذكرا وانثى في التراث العربي القديم وربما لها صلة بنجمي المساء والصباح. والعتيرة كانت اضحية تقدم للصنم في الجاهلية واحسبها لعشتار. وما يؤكد على استخدام عتر وعشر بمعنى العشيرة عِتْرةُ الرجل أَخَصُّ أَقارِبه. عَشِيرَة الرجل: بنو أَبيه الأَدْنَونَ، وقيل: هم القبيلة. ومَعْشَرُ الرجل: أَهله. العين والشين والراء أصلانِ صحيحان: أحدهما في عددٍ معلوم ثم يحمل عليه غيرُه، والآخَر يدلُّ على مداخَلةٍ ومُخالَطة.-قارن صفة عشتار كجامعة للناس ومخالطة لهم في النكاح-
وبالعودة الى مصطلح عذي فبتقديري ان من صور لفظه عشي وعزي-قلب الذال زايا- ومنه العزى عشتار والعزيز من أسماء الله الحسنى. العَزُوز من أَسماء فرج المرأَة البكر. والعُزَّى شجرة كانت تُعبد من دون الله تعالى؛ قال ابن سيده: أُراه تأْنيث الأَعَزِّ، والأَعَزُّ بمعنى العَزيزِ، والعُزَّى بمعنى العَزِيزَةِ.  
بحسب غيرنوت روتر فقد كان اسم الجمعة لدى الانباط * ā*dh*īnā ومنه في الفارسية ādīna ويبدو انه شطح كثيرا عندما ربطه بالربة أثينا على طريقة ان الغرب هو الاصل.

انظر:
Gernot Rotter "Der veneris dies im vorislamischen Mekka ..." Der Islam, 70 Heft 1 (1993) p.112-132)
أرجح ان التسمية النبطية والملحظ انها انثوية شأنها شأن كل تسميات الجمعة الارامية والعربية لها علاقة بما ورثناه باسم الدحنون أي شقائق النعمان المقرون بملحمة تموز -عشتار.
وثمة من الاحاديث ما يوحي بصلة مع ملحمة عشتار تموز.  عن ابن عباس عن النبي (ص) قال: أخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان، يعني عرفة، ثم مسح على صفحة ظهره اليمنى بيمينه واستخرج منه ذرية ....الخ.
عن بن عباس قال مسح ربك ظهر آدم بنعمان. 
عن بن عباس قال خلق الله آدم بدحناء فمسح ظهره  فأخرج كل نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة
قال ياقوت في المعجم ج ٢ ص ٤٤٤: دحنا بفتح أوله وسكون ثانيه ونون والفه يروى فيها القصر والمد، وهي أرض خلق الله تعالى منها آدم.
 وفى النهاية: وفى رواية ابن عباس:خلق الله آدم من دحناء ومسح ظهره بنعمان السحاب، دحناء اسم أرض، ويروى بالجيم.
وفي حديث ابن عباس: إنَّ الله مَسَح ظهرَ آدمَ بدَجْناء (* قوله «بدجناء» ضبط في النهاية بفتح فسكون، وفي القاموس: ودجنا، بالضم أو بالكسر وقد يمدّ، وقوله «ويروى بالحاء» عليه اقتصر ياقوت وضبطه بفتح فسكون كالمحكم وسيأْتي قريباً). هو بالمد والقصر اسم موضع، ويروى بالحاء المهملة. 
قارن التناظر بين ادم وDAMU (الطفل) اله الخصب ابن انكي وتداخل اسطورته التي ربما هي الاقدم في اسطورة تموز DUMIZI(D) الذي يوصف باله الخصب أيضا. وكذلك الهة الخصب ادون (يس)  وداجون. واللبس في النصوص بين دحناء ودجناء والصلة مع الدحنون وشقائق النعمان (الحنون) ونعمان الذي بحسب فيليب حتي احد لقب ادونيس. وأيضا بين الحنون وانانا INANNA(عشتار) -قارن التشديد في لفظ الحنُّون. وأيضا بين عرفة واورفتا كلقب لعشتار (الجمعة). 
كنت قد ذكرت في مادة سابقه بعنوان الحنون رمز البعث بعد ممات تطرقت فيها الى صلة الحنون بالتراث الفلسطيني والذي سرقته إسرائيل فبعد ان كان شعارهم  بخور مريم الفارسي تحول الشعار الى الحنون في 2013. 
الحنون او الدحنون يوحي بتداخل بين حنن أو أنانا والاله أدون الذي هو تموز. ولكن لدى الانباط * ā*dh*īnā توحي بأنه اسم لعشتار. ومنها اشتق جذر دحم حيث الدَّحْمُ النكاح.
وبتقديري ان العربية احتفظت باللفظ الاقدم بصورة الدهان حيث في اللسان الدِّهان الجلد الأَحمر، وقيل: الأَملس.  الدِّهانُ في القرآن الأَديمُ الأَحمر الصِّرفُ. الدَّهْناء، ممدود: عُشْبة حمراء لها ورق عِراض يدبغ به. والدِّهْنُ: شجرةُ سَوْءٍ كالدِّفْلى. -قارن بالقلب اشتقاق الدفلى من دلبت اسم عشتار. وأيضا قارن اللون الزهري كلون للدفلى وأيضا زهر مع الزهرة. 
واما الصلة بين جبل عرفة (عرفات) -التسمية انثوية- فهي من صور القاب عشتار اورفتا. وقيل لأن آدم عليه السلام لما أهبط من الجنة هو وحواء التقيا في ذلك المكان فعرفها وعرفته.. يرتبط باليوم العاشر من ذي الحجة وجذر عشر له صلة بعشتار. العُرف: النخل إذا بلغ الإطْعام، وقيل: النخلة أَوَّل ما تطعم. وربما للتسمية صلة بطقس الزواج المقدس. قارن تقدمة الفتاة العمورية نفسها لغريب قبل الزواج وقارن قصة تامار والعري اثناء الطواف قبل الصعود لعرفات في الجاهلية. والحديث القائل عن أيام التشريق 11 و12 و13 من ذي الحجة "  ألا لا تصوموا في هذه الأيام فإنها أيام أكل وشرب وبعال}"  الزواج المقدس باساسه كان لتحسين النسل لدى الصيادين وقاطفي الثمار وبعدهم القبائل الرعوية خشية من سيادة الصفات المتنحية لزواج الأقارب، وهو ما كان يستدعي طقسا لاجتماع القبائل المتصارعة يمارس فيه هذا الطقس ولا استبعد ان كوبكلي تبة كان من أوائل هذه الأماكن في العصر الحجري. كما انها ليست صدفة ان تكون بوصفها اول مرصد فلكي وان حران بالقرب منها التي ربما ورثت ثقافتها الفلكية الدينية. 
ابيفانيس المنسوب لسلاميس بقبرص 315-403 ميلادي أشار الى احتفال عظيم على شرف العذراء طوال ليلة السادس من كانون الثاني في المعبد الوثني في البتراء شمل غناء وموسيقى وترانيم بالعربية، انظر:
 Robert G. Hoyland. ARABIA AND THE ARABS From The Bronze Age To The Coming Of Islam, Robert G. Hoyland.
 ويفترض روبرت هويلاند في كتابه جزيرة العرب والعرب منذ العصر البرونزي حتى ظهور الإسلام الى انها العزى وغيره يفترض انها اللات، وهو ما ارجحه بوصفها ام الالهة لدى الانباط، وهي بحسب ما يورد جواد علي عن "روبرتسن سمث" انها الإلهة الأم لمدينة "بطر"، وتقابل الإلهة Artemis عند أهل قرطاجة.  
وأشار ابيفانيس الى انهم يسمونها بلغتهم العربية كسابو( قارن كعبة باعتبار لفظ x يمكن ان يقرأ بصور خ وك او ch) χααβου والتي تعني  اللب (نواة اوجوهر او اس الشيء) Core او العذراء – قارن الكُعْبةُ عُذْرةُ الجارية.
ويقال: أَعْلى اللّه كَعْبَه أَي أَعْلى جَدَّه. ويقال: أَعْلى اللّه شَرَفَه. وفي حديث قَيْلةَ: واللّه لا يَزالُ كَعْبُك عالياً، هو دُعاء لها بالشَّرَف والعُلُوِّ. قال ابن الأَثير: والأَصل فيه كَعْبُ القَناة، وهو أُنْبُوبُها، وما بين كلِّ عُقْدَتَين منها كَعْبٌ، وكلُّ شيءٍ علا وارتفع، فهو كَعْبٌ. والكَعْبَةُ: البَيْتُ الحَرامُ، زادَهُ اللَّهُ تَشْريفاً، والغُرْفَةُ، وكلُّ بَيْتٍ مُربَّعٍ، وبالضم: عُذْرَةُ الجارِيَةِ.
والكُعوبُ: نُهودُ ثَدْيِها.  تفسير ابن كثير :" كواعب " أي نواهد يعنون أن ثديهن نواهد لم يتدلين لأنهن أبكار عرب أتراب أي في سن واحد. وربما على صلة ، رمادٌ مُكْتَئِبُ اللَّوْنِ: إِذا ضَرَبَ إِلى السَّواد، كما يكون وجه الكَئِـيبِ. الكُهْبَةُ: غُبرة مُشْرَبةٌ سواداً في أَلوان الإِبل. الكُهْبة لونٌ مثل القُهبة.  الكَهَبُ لونُ الجاموسِ، والكُهْبةُ: الدُّهْمة. الكَهْبُ: الجاموسُ المُسِنُّ. 
اغلب الباحثين يعتقد ان اللفظ هو كعبة ، ويبدو ان الانباط كانوا يلفظون الكاف كما تلفظ في العامية ولدى البدو أي بالـ ch ولهذا ترد لدى بعض الكتاب بصورة chaabou وkhaabou- وابنها ذو الشرى Dushara  الذي يعني الابن الوحيد المولود للرب – قارن المصطلح مع  يوحنا 16:3 " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" . ويقول ابيفانيس ان ذات الاحتفال كان يقام ذات الليلة في الخلصة -منطقة بئر السبع جنوب فلسطين على الطريق التجاري النبطي المتجه لغزة على البحر الأبيض- Elusa ، وأيضا في الإسكندرية
انظر:

The Panarion of Epiphanius of Salamis.Books II and III. De Fide Nag Hammadi and Manichaean Studies .Editors.Johannes van Oort & Einar Thomassen 

 ويضاف لذلك ملاحظة جيروم Jerome حول القديس هيلايون المتوفى 371  ميلادي "وصل الى ايلوسا (الخلصة قرب بئر السبع بفلسطين) على وقع يوم احتفال شعائري مهيب توجه فيه كل اهل البلدة لمعبد فينوس. وهؤلاء السراسين  Saracens- مصطلح بغيض استمر حتى العصور القرن التاسع عشر اطلق على العرب وشمل المسلمين وهو مشتق اما من جذر شرق أي شرقيين او سرق الاكدي أي اللصوص والمغزى الاغريقي والروماني له صلة بوصف العرب  لصوص. قارن سرسي بالعامية. - يعبدون الربة على انها نجمة الصباح ونسلهم مكرس لعبادتها" Vita Hilarionis’ 42—43. 
ابيفانيس سعى من خلال ذلك الوصول الى ان الانباط يعرفون مفهوم ولادة العذراء للمسيح الذي هو الرب مثل المسيحيين. وهو ما يرفضه باحثون ويعتقدون انه لجهله العربية اخطأ وان الأصل هو ka 'ba / ka'abu بمعنى حجر او مكعب او بيت إل (الله) للبس مع  ka'iba أو ku 'ba التي تعني فتاة يانعة او ثدي الفتاة، وعلى نفس المنوال يعتقد البعض انه للتماثل مع كلمات ka'bah و ka'ibah في العربية وهو لسان الانباط و التي تعني عذراء. ولهذا اعتقد ابيفانيس ان ذي الشرى مولود من عذراء وأيضا جهلا بأنه يعبد على شكل حجر (أي مكعب) إشارة الى الحجارة السوداء التي استخدمها الانباط للتعبير عن ذي الشرى وربما غيره من الالهة.
انظر: 
Eugene D. Stockton (1971). "Petra revisited: a review of a Semitic cult complex" (PDF). Australian Journal of Biblical Archaeology. 1 (4): 57.
26   Stephen Herbert Langdon (1964) [first published 1931]. Semitic Mythology. The Mythology of All Races. 5. New York: Cooper Square Publishers. p. 16.
وارجح ان ابيفانيس لم يخطئ وصفه بربط الالهة بالعذراء وربط ذي الشرى كابن لها، واعتقد ان الطقس النبطي سابق على مخاض المسيحية الذي جب وصهر ما قبله من معتقد العلاقة بين الاب (الام ) والابن. فصورة الابن بقيت راسخة لدى العرب ولهذا ورد الكم الذكر وله الانثى لقلب العرب العلاقة وإعطاء الصفة الانثوية للالهة العلى (اللات مثلا تأنيث لايل) مقابل الذكورة لدى الالهة الأبناء (ذو الشرى).