جنوب لبنان: شهيد بغارة إسرائيلية وتصعيد عسكري يرفع حصيلة الخروقات لأكثر من 4500
في تطور ميداني جديد يعكس هشاشة الوضع الأمني في جنوب لبنان، استشهد مواطن لبناني مساء الثلاثاء جراء غارة جوية نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت سيارة مدنية على الطريق الواصل بين بلدتي مركبا والعديسة، في خرق واضح وصريح للأجواء اللبنانية.
وفي حين أكدت المصادر اللبنانية ارتقاء الشهيد واستهداف المركبة المدنية، برر جيش الاحتلال الإسرائيلي –عبر هيئة البث الرسمية– الهجوم بزعمه استهداف "عنصر من حزب الله" في منطقة الطيبة، في محاولة لإضفاء طابع عسكري على العمليات التي تطال البنى المدنية.
تفاصيل التصعيد الميداني خلال الساعات الماضية
لم تقتصر الاعتداءات على الغارة الجوية فحسب، بل شهدت المنطقة الجنوبية سلسلة من التحركات العسكرية المعادية شملت:
* قصف مدفعي: استهدفت مدفعية الاحتلال أطراف بلدة مروحين في القطاع الغربي.
* تمشيط بالأسلحة الرشاشة: نفذت قوات الاحتلال عمليات تمشيط مكثفة من موقعها المستحدث في "جبل الباط"، موجهة نيران رشاشاتها الثقيلة نحو أطراف بلدة عيترون.
* اعتداءات بحرية: في تطور لافت، أقدم زورق حربي إسرائيلي على إطلاق رشقات نارية باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية قبالة شاطئ الناقورة.
* قنابل مضيئة: تزامن القصف مع إطلاق قنابل مضيئة في أجواء عيترون والناقورة، مما يشير إلى نشاط استطلاعي وعسكري مكثف لقوات الاحتلال ليلاً.
سجل الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار
منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، دأب الجيش الإسرائيلي على انتهاك بنود الاتفاق بشكل منهجي، حيث تشير البيانات الرسمية والميدانية إلى واقع مغاير لحالة "الهدنة" المعلنة:
1. الخروقات اليومية الأخيرة:
* سجلت الساعات الـ 24 الماضية 5 خروقات جديدة، تنوعت بين إطلاق النار المباشر والتحليق المكثف للطيران الحربي والاستطلاعي في الأجواء اللبنانية.
* سبق ذلك بيوم واحد (الاثنين) تسجيل 10 خروقات تضمنت قصفاً مدفعياً وغارات جوية، مما أسفر عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
2. الحصيلة الإجمالية للانتهاكات (منذ توقيع الاتفاق):
تكشف الأرقام عن سياسة ممنهجة لخرق التهدئة، حيث تشير التقديرات إلى:
* أكثر من 4,500 خرق: نفذتها قوات الاحتلال منذ سريان الاتفاق، وتسببت هذه الخروقات في سقوط مئات الشهداء والجرحى من المدنيين والعسكريين.
* الاحتلال المستمر للأرض: تواصل إسرائيل سيطرتها العسكرية على خمس تلال استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية كانت قد احتلتها خلال العمليات البرية في الحرب الأخيرة، وذلك بالإضافة إلى المناطق المحتلة تاريخياً منذ عقود، مما يعد انتهاكاً صارخاً للسيادة اللبنانية ولقرارات الشرعية الدولية.
التكلفة البشرية للعدوان المستمر
في ظل هذا التصعيد المستمر، تستمر المعاناة الإنسانية في لبنان، حيث تشير الإحصاءات الرسمية لضحايا العدوان الإسرائيلي (الذي بدأ في تشرين الأول/أكتوبر 2023 وتوسع في أيلول/سبتمبر 2024) إلى:
* أكثر من 4,000 شهيد.
* نحو 17,000 جريح.
يأتي هذا الواقع ليؤكد أن الاتفاقات المبرمة لم تنجح حتى اللحظة في لجم الآلة العسكرية الإسرائيلية أو حماية المدنيين في القرى الجنوبية من الاستهداف المباشر.