تعاون أمنيّ رفيع بين الأردن و«الشاباك» مهَّد لاعتقال خليَّة دعم المقاومة في عمَّان

كشفت مصادر مطّلعة عن تعاون أمني رفيع وغير مسبوق بين جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" والأجهزة الأمنية الأردنية، أدى إلى اعتقال خلية لدعم المقاومة الفلسطينية في العاصمة الأردن عمان.
وأبرزت المصادر أن التعاون عالي المستوي بين الأمن الأردني والشاباك أفضى إلى تفكيك خلية اتُهمت بتقديم دعم مباشر أو لوجستي للمقاومة الفلسطينية، في سياق تداعيات "طوفان الأقصى" التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويرى مراقبون، أن هذا التطور الأمني يعكس مرحلة جديدة من التعاون غير المسبوق بين عمان وأجهزة الأمن الإسرائيلية بالتنسيق كذلك مع السلطة الفلسطينية. والأسبوع الماضي، ادعت السلطات الأردنية أنها أحبطت مؤامرة ضد أمن المملكة من قبل 16 عضوا قالت إنهم من جماعة الإخوان المسلمين وألقي القبض عليهم للاشتباه في تصنيعهم صواريخ وحيازتهم متفجرات.
ويُزعم أن بعض المعتقلين تلقوا تدريبات في لبنان أو سافروا إلى الخارج للحصول على مساعدة في صنع الصواريخ، وهو ما وصفه المتحدث باسم الحكومة محمد المومني بأنه “تهديد مباشر للأمن الوطني والدولة الأردنية”.
وبحسب ادعاء الحكومة الأردنية فإنه لو استمرت الخطة، لكان من الممكن تصنيع 300 صاروخ، يتراوح مداها بين 3 و5 كيلومترات، “مما يشكل تهديدًا لأهداف داخل المملكة”، وفقًا للسلطات. ووُصف أحد الصواريخ بأنه “جاهز للاستخدام”.
وبحسب المعلومات، فإن الكشف عن الخلية المعتقلة التي كانت تعمل على تصنيع هياكل صواريخ بهدف تهريبها إلى الضفة الغربية، جاء إثر معلومات استخبارية قدّمها الشاباك للأردن في شباط/فبراير 2025.
وأوضحت المصادر أن المجموعة المعتقلة عملت بتنسيق مع فصائل المقاومة لتهريب الهياكل بسبب عدم القدرة على تهريب مخارط في الضفة الغربية واستهدافها ووضعها تحت الرقابة.
وأضافت المصادر أن المجموعة المعتقلة تم اكتشافها بناء على اعترافات جمعها جهاز الشاباك من معتقلين في رام الله وطولكرم فيما ظهر حلقة مفقودة تتمثل في غياب أسماء محددة للمشتبه بهم، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية الأردنية لشن حملة اعتقالات واسعة طالت نحو 50 شخصاً، قبل أن تُحصر التهم في ثلاثة أشخاص فقط هم: عبد الله هشام، ومعاذ الغانم، ومحسن غانم، وذلك بناء على المعلومات الواردة من جهاز الشاباك.
وبحسب المصادر المطلعة، وخلال الشهور الماضية، تم التحقيق مع هذه الخلية بالتنسيق مع الشاباك الذي شارك المعلومات الأولية، وتم الاجتماع الوجاهي بخصوصها بين عدد من الضباط الأمنيين في الطرفين الاردني والاسرائيلي.
وأكدت المصادر أن التنسيق الأمني امتد ليشمل اجتماعات مباشرة بين ضباط من الطرفين، الإسرائيلي والأردني، الأمر الذي أثمر عن توافقات أمنية وسياسية.
ويواجه الأردن تحديات احتواء السخط المحلي إزاء تصرفات إسرائيل في ظل استمرارها بحرب الإبادة على قطاع غزة والاحتقان من مواقف النظام في عمان في ظل تمسكه باتفاقية التطبيع مع تل أبيب والتعاون الأمني واسع النطاق معها.
المصدر: وكالة شهاب الاخبارية