ما قبل العبادات الكوكبية: الشمس والقمر فيضان الوهيان بدئيان (١)

بتقديري ان الانسان منذ فجره وبفطرته كان موحدا، وأيام الأسبوع في البابلية بمجملها تمثل فيوض وتجليات لهذا الاله الواحد الأعظم، بغض النظر عما يتراءى من تعددية

فبراير 13, 2021 - 08:48
 ما قبل العبادات الكوكبية: الشمس والقمر فيضان الوهيان بدئيان (١)
ما قبل العبادات الكوكبية: الشمس والقمر فيضان الوهيان بدئيان (١)

1

بتقديري ان الانسان منذ فجره وبفطرته كان موحدا، وأيام الأسبوع في البابلية بمجملها تمثل فيوض وتجليات لهذا الاله الواحد الأعظم، بغض النظر عما يتراءى من تعددية، إنه AN بالسومرية وآنو Anu بالأكدية الذي هو ايضا إل(ايل) Ilu ، وهذا بافتراض أن النون سابقة على اللام كما هو الحال في اللغات الهندو أوروبية وحيث NU السومرية تقابل  lā  الاكدية. إنه الاله الذي فسر قدماء البابليين انبثاقه للوجود من خلال تلاقح اله السماء الذكر برمته Anšar مع اله الأرض (اليابسة) برمتها Kišar بعد مخاضات الهيولى الأولى، وهو الاله الذي يتمتع بأسمى قوى السيطرة في صراعات الهيولى الأولى، فهو في جوهره يحمل صفات الالهة البدئية  معا، ولكنه تسامى للاعالي ، واناب عنه من يدير شؤون الكون ادناه. واما التعددية اللاحقة فهي نتاج تطور مفاهيم الانسان وعلاقته بالطبيعة وتفسير ظواهرها وهو ما خلق في فكره فيوض الاله الأعلى من خلال الالهة الوسطاء او من لهم الشفعة من الاولياء باعتبار ان مخاطبة الاله الأعلى انتهاك لحرمته، وهو أسمى من ان تطلب شفاعته مباشرة. 
وعميقا في التاريخ قبل ان يكتمل ربط الالهة برقم سبعة، بتقديري ان القمر لما يمثله من أهمية في البداءة للصيادين والرعاة المتنقلين، تقمص هوية الإله الأعلى او فيضه الذي يناجى من خلاله. وبالنظر الى ان الثقافة العربية وريثة القبائل الرعوية السابقة على الزراعية، فقد مثل القمر الذكر لديها اعلى من يتوجه اليه من وسطاء المعبودات الثانوية فهو حاميهم وهاديهم، فيما تحول هذا التقمص للشمس الذكر لدى الثقافة الزراعية الناشئة لعلاقتها بالتقويم الشمسي. يقول الثعالبي في قصص الأنبياء " فارسل جبريل عليه السلام فأمرَّ بجناحه على وجه القمر وهو يومئذ مثل الشمس ثلاث مرات فطمس عنه الضوء وبقي فيه النور فذلك قوله تعالي وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة فالسواد الذي في جوف القمر مثل الخطوط انما هو اثر المحو ثم خلق الله تعالي الشمس من ضوء نوره ....الخ.
من خلال صلتي باللغتين السومرية والاكدية القديمة فانني اعتقد ان الميثولوجيا هي أساس تحرر اللسان، حيث يمكن من خلال ذات المصطلحات البدائية المتعلقة بالاعتقادات وابطالها ان تتشكل جذور فرعية لها صلة بمهام وطبيعة المعبود. 
انها ليست الصدفة ان كلمة واحد one بالانجليزية التي باعتقاد الباحثين ان اصلها في الهندواوروبية البدائية المفترضة *óynos بمعنى واحد ومفرد وبتقديري انها مشتقة من الاله الواحد AN السومري المقابل لللسامي ILU، ولا استبعد ان تسمية الشمس بالعين ببعيدة عن ذلك فرمز AN هو النجم المشع وأيضا يعني الرب- بتقديري أن عين يا ليل ليس سوى يا الله يا الله في الاستغاثة البدائية وربما نشأ منها جذر عون وحنن بمعنى يا الله عونك وحنانك لأن اصل الغناء هو الدعاء- . والمفارقة أن علماء اللغة يعتبرون أن واحد او مفرد في السلافية البدائية *edinъ من ذات *óynos ولكنهم لم يفسروا وجود الدال، ولذلك باعتقادي ان ثمة علاقة في التسمية مع UD بمعنى الشمس أو ود القمر في العربية القديمة التي منها واحد واحد.  
تبدلت هويات القمر والشمس والزهرة باختلاف الثقافات، ولكن يبدو ان الشمس كانت انثى والدلالة ورودها في السومرية بصورة الربة Bišebi ama أي الشمس الام، وهو ما يتفق مع الثقافة العربية التي احتفظت بميثولوجيا عهد الصيد بوصف الشمس انثى. ولا استبعد ان ذكورية القمر في الثقافة العربية وانوثة الشمس وخلقها من القمر على صلة بخلق آدم ومن ضلعه حواء.   
 في المتحف البريطاني يرد اسم الشمس في السومرية بصورة بيشيبي Bišebi ومرادفها في الاكدية شمش Šamaš وربها أيضا شمش Šamaš، ورغم الاختلاف في التسمية الا ان ذلك لا ينفي احتمال  ان الأصل واحد وتعرضت التسمية في جانب للابدال بين الباء والميم وكذلك القلب Bišebi  الشمس السومرية *بشب> شبش> شمش>شمس. وما يدفعني للاعتقاد بأن التسمية السومرية سابقة على السامية فهو صعوبة لفظها مقارنة بسهولة السامية التي اشتقت منه ربما جذري شبا و سمو  بصلتهما مع الشمس وصفة العلو  وغيره وللمقارنة شَبا: عَلا . شَبابِ النهار أَي في أَوَّله. وشَبَّةُ النارِ: اشْتِعالُها. شَبا وجهُه إذا أَضاء بعد تَغٍيُّرٍ.السين والميم والواو أصلٌ يدل على العُلُوِّ. يقال سَمَوْت، إذا علوت. حتفظت المندائية بهذه التسمية البدائية في تسمية يوم الاحد بصورتين هوشبا وهبشبا الأولى سامية والثانية سومرية مع بادئة الهاء أداة التعريف السامية القديمة التي احتفظت بها العبرية. واما ورود الأيام مع بادءات رقمية مع كلمة Habshaba حيث الاثنين ترين هبشبا (هوشبا) Trin Habshaba والثلاثاء ثلاثا هوشبا والأربعاء اربا هوشبا والخميس همشا هوشبا ، فتوحي بتجليات او فيوض الاله الذكري الواحد، ولكنها سقطت في يوم الجمعة الانثى اورفتا في المندائية  التي لا ترتبط بهذه اللاحقة، وتتفق مع العربية بوصفه يوم الراحة Yuma d Rahatia. ومن الصعب فك شيفرة يوم الاثنين لدى المندائية – ترين او اترين- وارتباطه بالشمس ومعرفة المغزى يفك مفهوم العلاقة بين القمر والشمس. واما السبت شفتا فملك الظلام وسيده ويبدأ من ظهر الجمعة فهو بتقديري وصل بتطور مفاهيم البابليين القدماء الى انه ذات تجليات الاله الشمس المقرونة بالظلام والقدم والشيخوخة.....الخ. ولهذا ربما ان كلمة سبت المقترنة بزحل على صلة قديمة أيضا بـ مصطلح الشمس Bišebi.
تعني كلمة LUGAL  في السومرية ملك، سيد ومن صور قراءتها لدى الباحثين لوجالا  lugala ، وبيشيبا BIŠEBA، وبيشيبي BIŠEBI، وخانيش ḪANI Š2، وكاشيبا KAŠŠEBA ،وكَشِّيبي KAŠŠEBI ،وللآن LILLAN و لليا  lillia ، ولوجاللا LUGALA ،و نورَّا NURRA ، ورب RAB3 ،و ساق(شاق، سنق/شنق) SAG4 (  saŋ₄) ، وشار ŚAR3 و ŠAR3 ،وشارَو ŠARRU ،وشارا  šarra ،وشاروم   šarrum ،و نور ايلي (عِلِّي) nūr-il ،و نورا nurra ،وشُقُر šugur  . انظر الرابط: http://oracc.museum.upenn.edu/ogsl/signlist/l0076/index.html

بتقديري أن ما ورد تحت صيغ لفظ LUGAL له صلة بالشمس والقمر خاصة وللكواكب السيارة في فترة متأخرة اخذتها العربية، وربما لأن للمشرقيين ولع في إعطاء الألقاب للإلهة قياسا من صفاتهم ومهامهم، مثلا مردوخ الاله البابلي الأعلى له في ملحمة Enuma Elish (حينما في الاعالي) خمسون اسما. 
وباعتقادي ان ما ورثناه في اللسان من كلمات تحت LUGAL التي ترادف في الاكدية بعل  bēluوملك šarru  ليست الا كصفات او فيوض للإله الواحد، من جملة نعوت اطلقها الأوائل على الشمس والقمر أساسا قبل ان يقاس بعضها على البشر مثل LUGAL  التي تشمل   LU أداة التعريف السومرية التي لا شك انها ذات أداة التعريف العربية او شخص كما هو معاناها أيضا ....قارن الآل بمعنى الشخص في العربية. وأما GAL  فلها صلة بالجلالة والارتفاع.  قارن الجليل كاحد أسماء الله الحسنى وأيضا على نفس المقاس الجلم والجيلم وابن جلا كاسماء للقمر. المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير . وما له صلة بالشمس يرد قياسا من اقوى مرحلة لظهور الشمس حيث القائِلَة: نِصْفُ النَّهارِ. 
واما خانيش ḪANIŠ2  فوردتنا بصورة خنس وكنس، وكشيبا KAŠŠEBA بصورة كسف  وخسف وهي على صلة بالشمس والقمر اللذين تبلبلت هويتهما، فمثلا في الاكدية كسفو kaspu تعني فضة والمعروف ارتباط القمر باللون الفضي مقابل اللون الأصفر للشمس، وترادف kaspu في السومرية kug-babbar (ku3-babbar) ، ولا يستثنى أن تكون تسمية القمر العربية لها صلة بالتسمية السومرية باعتبار ابدال الباء ميما في ku3-babbar، لأن كلمة قمر توحي بغرابة حتى انها لا توجد في الساميات ويبدو ان العرب الرحل احتفظوا بهذه التسمية كما الكثير من الكلمات التي لم تحتفظ بها اللغات السامية الأخرى؛ والملحظ ان العامية تلفظ قمر بصورة قريبة حيث يقال قُمَر.  القاف والميم والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على بَياضٍ في شيء، ثم يفرّع منه. من ذلك القَمَر: قَمَر السَّماء، سمِّي قمراً لبياضه. قارن أيضا ku3-babbar  مع الكِبْريتُ الذهبُ الأَحمر؛ قال رؤبة:هَلْ يَعْصِمَنِّي حَلِفٌ سِخْتِيتُ، أَو فِضَّةٌ، أَو ذَهَبٌ كِبْريتُ؟ قال ابن الأَعرابي: ظَنَّ رؤبةُ أَن الكِبْريتَ ذهبٌ.  وللاشارة يرد في اللطائف في اللغة الكَبْرِيت: الذهب.  
خنس وكنس وكسف وخسف جذور باساسها مرتبطة بالشمس وللقمر في العربية. ويبدو ان الفقهاء استثنوا الشمس رغم انها هي الأصل في إطلاق صفة الخنوس والكنوس ليلا. وبتقديري أن التسمية بالأصل هي للقمر قبل عهد الزراعة، وأن الأصل السومري المصري مشترك، حيث احتفظت الأخيرة بالتسمية الاقدم قبل تحولها للشمس في بلاد الرافدين. وأميل الى الفرضية التي اطلقها باحثون في المصريات حول المملكة القديمة وحضارة نقادة واصولها السومرية.   
تسمية اله القمر في المصرية هي خُنسو Khonsu ، و  شُنسو Chonsu -لايستثنى ان تكون القراءة على صلة بجذر شمس ، وخُنسو   Khens، وخُنس  Khons، وشُنس  Chons، وخُنش Khonsh. ونستخلص من ذلك أيضا احتمال ان الشمس بالأصل صورة قراءة متأخرة من شُنْس بقلب النون ميما وهو وارد في اللغة. وأن غلبة اللفظ الاقدم كان بصور *خنس. وفي الاكدية ما يؤكد على صورتين للفظ الشمس وهو   šanšu، و šamšu.
وتوحي كثير من التفسيرت في لسان العرب ان جذر خنس ليس سوى صفات للقمر بالدرجة الرئيسية قبل ان يتحول للكواكب الأخرى. الخُنُوس: الانقباضُ والاستخفاء. انْخَنَس: انقبض وتأَخر، وقيل: رجع. خَنَسَ الرجل إِذا توارى وغاب.
قال الفراء في الخُنَّسِ والكُنَّسِ: هي النجوم الخمسة تُخْنُسُ في مَجْراها وترجِع، وتَكْنِسُ تَسْتَتِر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغار، وهو الكِناسُ، والنجوم الخمسة: بَهْرام وزُحَلُ وعُطارِدٌ والزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي، وقال الليث: هي النجوم التي تَسْتَسِرُّ في مجاريها فتجري وتَكْنِسُ في مَحاوِيها فَيَتَحَوَّى لكل نجم حَوِيّ يَقِف فيه ويستدِيرُ ثم ينصرف راجعاً، فكُنُوسُه مُقامُه في حَويِّه، وخُنُوسُه أَن يَخْنِسَ بالنهار فلا يُرى. الصحاح: الكُنَّسُ الكواكِب لأَنها تَكْنِسُ في المَغيب أَي تَسْتَسِرُّ، وقيل: هي الخُنَّسُ السَّيَّارة. والملاحظ ان استخدام كنس وخنس يأتي أيضا وكأن خنس يعني استتر  وأيضا كنس حيث يرد: الكواكبُ الخُنَّسُ: الدَّراري الخمسةُ تَخْنُسُ في مَجْراها وترجع وتَكْنِسُ كما تَكْنِسُ الظباء وهي: زُحَلٌ والمُشْتَرِي والمِرِّيخ والزُّهَرَة وعُطارِدُ لأَنها تَخْنِس أَحياناً في مَجْراها حتى تخفى تحت ضوء الشمس وتَكْنِسُ أَي تستتر كما تَكْنِسُ الظِّباء في المَغارِ، وهي الكِناسُ، وخُنُوسها استخفاؤها بالنهار، بينا نراها في آخر البرج كَرَّتْ راجعةً إِلى أَوّله؛ ويقال: سميت خُنَّساً لتأَخرها لأَنها الكواكب المتحيرة التي ترجع وتستقيم؛ ويقال: هي الكواكب كلها لأَنها تَخْنِسُ في المَغِيب أَو لأَنها تخفى نهاراً؛ ويقال: هي الكواكب السَّيَّارة منها دون الثابتة. الزجاج في قوله تعالى: فلا أُقْسِمُ بالخُنَّسِ الجَوارِ الكُنَّسِ؛ قال: أَكثر أَهل التفسير في الخُنَّسِ أَنها النجوم وخُنُوسُها أَنها تغيب. وتَكْنِسُ تغيب أَيضاً كما يدخل الظبي في كناسِهِ. 
للكنس أيضا معان أخرى وربما لها صلة بالقمر واخفاءه للنجوم عندما يمضي في الجنة السماوية، او بالشمس واخفاءهما للنجوم عندما تشرق. واميل الى ان الجذر على صلة بالقمر أكثر من الشمس إذ انه بالعودة الى المتحف البريطاني فإن اسم القمر في السومرية AKU( AGU) ويشتق البعض Eri-Aku ملك لارسا من arad وagu القمر أي خادم القمر، ويعتبرونه ذات اريوك ملك الاسار الوارد في التوراة وان الاسار هي لارسا. في القاموس السومري aga، aga3التي ترادف    agû (aga’u )تعني اكليل، تاج،عمامة، عروس -قارن ارتباط العروس بالاكليل أيضا مع  EGIA:عروس التي تعني kallatu في الاكدية -؛ قرص ( القمر)، دائرة، شكل دائري.
وارجح ان يَعوقُ هو ما وردنا من هذه التسمية ، وفي اللسان يَعُوقُ: اسم ضم كان لِكنانَةَ عن الزجاج، وقيل: كان لقوم نوح، عليه السلام، وقيل: كان يُعْبد على زمن نوح، عليه السلام. وفي التنزيل العزيز: ولا يَغُوثَ ويَعُوقَ ونَسْراً". وبالنظر لارتباط الاكليل بالكل حيث الإكليل منزلٌ من منازل القمر، فإن ثمة علاقة قوامها الإحاطة لان الكل هو اطافة شيء بشيء وهو قريب من العَوْقُ: الحَبْسُ والصَّرْفُ، والتَّثْبيطُ. 
والملفت ان اغلب الجذور العربية القريبة من AGA السومرية لها علاقة بالانحناء والعطف والاستدارة والاحاطة والاعوجاج ، وهو بتقديري قياسا من الهلال- انظر حوق بمعنى عوج ، ومحاق من اسماء القمر. وربما عوج وحوق وعوك وعكو وحوج من اصل واحد بما له صلة بـ AGU ( AKU). قارن حَوَّقَ عليه كلامه: عَوَّجَه. الحُوقُ والحَوْقُ: لغتان، وهو ما استدارَ بالكَمَرة مِن حُروفها. 
وعلى صلة بـ  AGU ( AKU)،  وعَكَتِ المرأَة شَعْرَها إذا لم تُرْسِلْه، وربما قالوا: عَكا فلان على قومه أَي عَطَف. الأَعْكاءُ العُقَد. عَكَوْتُه في الحديد والوَثاقِ عَكْواً إذا شَدَدْتَه. عَكا الذَّنَبَ عَكْواً: عَطَفَه إلى العُكْوة وعَقَده. والوَعْكة: المَعْركة. عكا بمعنى عطف وعجعج الناقة اذا عطفها الى شيء،وعوك وعكو وعوج والحُجاج ...الخ.
كما وقارن حوق مع الساهور كاسم و كدائرة تحيط بالقمر، وبتقديري ان الساهور بابدال الكاف هاء على صلة مع usakar [MOON] كدائرة تحيط بالقمر ومعنى الكلمة السومرية هو الهلال والقمر وشيء هلالي ونصف الدولاب وخط شبه دائري والمقابل الاكدي هو  uskāru بمعنى الهلال. وفي العربية السَّاهِرَةُ والسَّاهُورُ: كالغِلافِ للقمر يدخل فيه إِذا كَسَفَ فيما تزعمه العرب - كشيبا KAŠŠEBA -. ومع ذلك بتقديري ان العربية احتفظت بصورة الجذر السومري وأيضا بمعنى على القياس من انارة القمر، حيث eškurum [WAX]: شمع وفي العربية السَّجُورُ: ما أُوقِدَ به. ومنه بتقديري بالقلب سرج، سميت النار سقر لأَنها تذيب الأَجسام والأَرواح، صَقَرَ النَّارَ: أَوْقَدَها. وللاشارة  قياسا من لون القمر انتقلت العربية بالتسمية للون حيث الشُّقْرَةُ لونُ الأَشْقَرِ، وهي في الإِنسان حُمْرَةٌ صافية وبَشَرَتُه مائلة إِلى البياض.والشَّهْرُ القَمَر. الشهر الهلال. والأَشاهِرُ: بَياض النَّرْجِس. والأَزْهَرُ: الأَبيضُ. الزُّهْرُ: ثلاثُ ليال من أَوّل الشهر.الأَزْهَرُ: القمر.وقارن أيضا warhu:القمر. وهذا الأخير منه أرخ بمعنى القمر والبقر ومدينة اريحا.
 واضافة الى ما سبق واشير عن العلاقة بين الساهور وكسف، أيضا ربما ثمة صلة بين الحوق وتسمية القمر خنس(كنس)، وهو ما يشير لارتباط الذاكرة بأصل الجذور كنعوت للقمر، حيث الحَوْقُ الكَنْسُ. وهو ما يوحي بمعنيين وهما كسح ما في طريقه من النجوم حيث تعني كنس كسح القمامة والمعنى الثاني الاستتار وكلاهما على صلة بالحية في استتارها وتلويها وحركتها على الرمال والصورة المشار اليها توحي بارتباط الحية بحركة الكواكب وخاصة القمر. 
وما يوحي بارتباط الحية نخش بالعبرية ومنها نهش ونهس، ولا استبعد ان جذر حنش بمعنى الحية سابق على القلب الذي حدث في الجذر بمكان النون من كنس وعلاقته بحركة الكواكب خاصة القمر فهو قرب لفظيا من  EN.ZU وهي صورة قراءة ZU.EN السومرية. 
 التقارب والتداخل الكبير والتبادل في تسميات الشمس والقمر البدائية فمثلا في العربية يُوحُ الشمسُ، ولكن الأرجح انها بالأصل للقمر، ولها صلة بـ IAH اله القمر المصري واليهودي، كما هو حال تسميات الشمس UD فيما هي اقرب للقمر مع العلاقة بالتعداد والأيام. وأما أهون وهي احدى تسميات يوم الاثنين في الجاهلية فربما احدى صيغ قراءة AN أي الاله الأعلى. 
إضافة لاحتمال الصلة بين تسمية اهون في الجاهلية والعرجون فإن من المحتمل ان تكون للتسمية علاقة مع (يوح) يهو آن أي يهو العلوي وهو الاله اليهودي المقرون بالعنف فالعبرانيون على الأرجح من القبائل العمورية ولا يعقل ان لا يكون القمر هو جوهر ربهم الأعلى، ومن غير المستبعد أيضا ان صور قراءة أهد واوهد تعني القمريين، وهي صفة ربما أطلقت على اليهود أي عباد القمر. وما يعزز اعتقادي هو ان من بين صور قراءة اسم القمر في المصرية IAH  أيضا Yahو  Yah(w)و  Jahو Jah(w)و Joh او Aah .  وللاشارة  فإن ارتباط اليهود بسيناء المشتقة من القمر ونزول موسى وكأنما ظهر بقرنين من على الجبل ما يوحي بهذه العبادة. واما حية موسى فربما تمثل جانبا من الاله القمر الموصوف بالحكمة فهو يكتب في السومرية ZUEN ويلفظ ENZU في السومرية أي السيد الحكيم والافعى عادة ما ترمز للحكمةة- للمقارنة الهِلالُ الحيَّة ما كان، وقيل: هو الذكَر من الحيّات. والهِلال الحيَّة إِذا سُلِخَت. والأرجح ان لليهودية تأثير في الثقافة العربية الجنوبية. ولا استبعد وجود صلة بين حية موسى ووصف ود بـ " نحس طب" (نحش طب) أي الافعى الطيبة، وأيضا الصلة بين النحاس (البرونز) -حية موسى برونزية وكلمة نحاس باعتقادي مصرية قديمة-  ولون القمر. ومما يوضح الصلة مع التحوية وهي صفة مشتقة من الحية ما ورد في اللسان -انظر ما ورد حول الخنس والكنس سابقا. 
 
كشيبا KAŠŠEBA
كسَف القمرُ، وكذلك الشمس كسَفَتْ : ذهب ضوءُها واسْوَدَّت. كسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد، وقد تكرر في الحديث ذكر الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء. 
ولم يبق في العربية من صورة القراءة السومرية للشمس سوى هامشيا حيث يقال قَسَبَتِ الشمسُ: أَخذتْ في الـمَغِـيب.  وجملة ما سبق له علاقة بمفهوم البدائي للغياب ثم العودة مجددا كصفة للشمس والقمر قبل ان يتمدد ليشمل الكواكب مع تنامي مراقبة الفلك.  
لللان LILLAN و لليا  lillia
من الصعب الجزم بصلة هاتين التسميتين وربما من التلألؤ أو أيضا ما قيل في اللسان سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهَةً. والأُلَهةُ الشمسُ الحارَّةُ؛ حكي عن ثعلب، والأَلِيهَةُ والأَلاهَةُ والإلاهَةُ وأُلاهَةُ، كلُّه: الشمسُ اسم لها؛ الضم في أَوَّلها. في اللطائف في اللغة من اسماء الشمس: الالهة والالوه والاليهة. ولكن الأرجح ان هذه التسميات هي من ILU مع لاحقة التأنيث. 
 نورَّا NURRA ،ورب RAB3 ،و ساق(شاق، سنق/شنق) SAG4 (  saŋ₄) ، وشار ŚAR3 و ŠAR3 ،وشارَو ŠARRU ،وشارا  šarra ،وشاروم   šarrum ،و نور ايلي (عِلِّي) nūr-il ،و نورا nurra ،وشُقُر šugur   .
من النعوت السابقة يستوقف النور الذي بات مرتبطا بالقمر والنور بالاصل اسما للقمر  nannāru تعني ضوء من السماء، القمر. والرب في اللغة بالأساس لها علاقة بالعلو والسيادة، وربما لا توجد في اللسان ما يقابل الرأس في السومرية   SAG4 بمعنى الشمس او القمر واما شارو ففي الاكدية تعني ملك وربما على صلة باعلى الارباب النبطية ذو الشرى وربما على صلة يقال: هذا زُوَيْرُ القوم أَي رئيسهم. الزُّوَيْرُ: زعيم القوم. وزَوْرُ القوم وزَوِيرُهم وزُوَيْرُهم: سَيِّدُهم ورأْسهم.
والزُّورُ والزُّونُ جميعاً: كل شيء يتخذ رَبّاً ويعبد من دون الله تعالى.  . واما šugur  سَقَرَت الشمسُ  لوَّحَتْه وآلمت دماغه بحرّها. سَقَرَاتُ الشمس: شدّة وَقْعِها. وقيل: سميت النار سقر لأَنها تذيب الأَجسام والأَرواح، والاسم عربي من قولهم سقرته الشمس أَي أَذابته. السَّجْرُ إيقادك في التَّنُّور تَسْجُرُه بالوَقُود سَجْراً. والسَّجُورُ اسم الحَطَب. السَّقْرُ: من جوارح الطير معروف لغة في الصَّقْرِ. قارن الحر الصقر وحورس اله الشمس ورمزه الصقر .
وربما ورث التراث صفة LUGAL و ŠARRU اللذان يعنيان ملك  حيث يقول التيفاشي في كتابه سرور النفس بمدارك الحواس الخمس أورد ما نصه بما يدلل عليه كل كوكب حيث تدلل " الشمس على الملك ورفعة التاج على الرأس". 

د. علي احمد باحث اكاديمي مقيم في كندا