10 أفلام رفضت البقاء كأحلام!
أحمد عبد الرحيم أنت تحلم، ثم تسعى لتحقيق حلمك. قد تكون المسافة بين الحلم وتحقيقه قصيرة، أو طويلة. إليكم 10 أحلام سينمائية كانت مسافات تحقيقها بين طويلة، وطويلة جدًّا! 10) فضيلة الإصرار! الفيلم: Gravity أو الجاذبية “أو الخطورة” (2013). المدة: 4 سنوات ونصف. كتب المخرج المكسيكى ألفونسو كوارون فيلمًا عن رائدة فضاء تنفصل عن سفينتها
أحمد عبد الرحيم
أنت تحلم، ثم تسعى لتحقيق حلمك. قد تكون المسافة بين الحلم وتحقيقه قصيرة، أو طويلة. إليكم 10 أحلام سينمائية كانت مسافات تحقيقها بين طويلة، وطويلة جدًّا!
10) فضيلة الإصرار!
الفيلم: Gravity أو الجاذبية “أو الخطورة” (2013).
المدة: 4 سنوات ونصف.
كتب المخرج المكسيكى ألفونسو كوارون فيلمًا عن رائدة فضاء تنفصل عن سفينتها، محاولِة بكل السبل ألا تتوه فى غياهب المجرة، ظانًّا أن تنفيذه لن يستغرق سوى عام واحد، لكنه كان مخطئًا. بغض النظر عن انتقال السيناريو من شركة إنتاج إلى أخرى، كانت المشكلة الكبرى فى توفير الخدع السينمائية التى ستجسِّد فيلمًا يدور بالكامل فى فراغ الفضاء. لكن كوارون – مثل بطلته – تشبث بحلمه، مُصمِّمًا على النجاة، لاقيًا بغيته فى شركة بريطانية تدعى Framestore، تمكنت من تصميم وإنجاز الخدع المطلوبة، التى تشغل أكثر من 80 دقيقة من زمن الفيلم المكوّن من 91 دقيقة. وبعد 4 سنوات ونصف من العمل، خرج الفيلم إلى النور سنة 2013، ليفوز بـ7 جوائز أوسكار؛ منها أوسكار أفضل فيلم، وإخراج، وممثلة، ومؤثرات بصرية، بل يحصد 723 مليون دولار من شباك التذاكر حول العالم!
9) حقيبة حوَّلت الحلم إلى فيلم!
الفيلم: The Little Prince أو الأمير الصغير (2015).
المدة: 5 سنوات.
سنة 2010، قرَّر المخرج الأمريكى مارك أوزبورن إخراج معالجة جديدة لرواية أنطوان دو سانت إكزوبيرى (الأمير الصغير)؛ أشهر رواية مكتوبة للأطفال فى العالم، والتى تُرجِمت إلى 300 لغة، وبيعت منها 140 مليون نسخة. فجمع فريقًا من كتّاب السيناريو، ومصمِّمى الشخصيات، وخبراء الإنتاج، حتى يخطِّطوا لتحقيق هذا الحلم، صانعين حقيبة صغيرة بها رسوم ومجسمات للمشروع تسهِّل عملية تسويقه. بعدها، ولمدة 4 سنوات، تنقّل أوزبورن بهذه الحقيبة من أمريكا إلى فرنسا إلى كندا، عارضًا مشروعه على 400 منتج وموزِّع، دون جدوى، إلى أن وجد شركة إنتاج اقتنعت بمنحه تمويلها. عُرِض الفيلم لأول مرة فى 2015، لينال مديحًا نقديًّا عالميًّا، ونجاحًا ماديًّا أعاد حوالى ضعف ميزانيته، فضلًا عن جائزة السيزار (الأوسكار الفرنسى) لأحسن فيلم تحريك، ومن واقع مشاهداتى للترجمات السينمائية المختلفة لهذه الرواية، يظل هذا الفيلم هو أفضلها حتى الآن، بل إنه ربما أفضل من الرواية المأخوذ عنها أيضًا!
8) الإخراج على نار هادئة!
الفيلم: Ran أو فوضى (1985).
المدة: 10 سنوات.
بدأ المخرج اليابانى الكبير إكيرا كوروساوا فى كتابة هذا الفيلم سنة 1975، مستوحيًا إياه من قصص الساموراى القديمة، ومسرحية (الملك لير) للكاتب الإنجليزى وليم شكسبير، ثم استغرق 10 سنوات فى رسم كل لقطة كلوحة مستقلة. إلى جانب إصراره أن تحاك مئات الملابس التى ستظهر فى الفيلم باليد؛ وهو ما استغرق عامين. بعدها، جنّد 200 حصان، و1400 كومبارس، وأشرف على تصنيع 1400 درع صمّمها بنفسه من أجل المشاهد القتالية. حين بدء التصوير، عانى المخرج – ذو الستة والسبعين عامًا – من تدهور قدرته على الإبصار، ليعتمد على مساعديه، والذين اعتمدوا بدورهم على اللوحات التى رسمها. بعد عرضه، حظى الفيلم بحفاوة نقدية كبيرة، وإيرادات هائلة، وفاز بأوسكار تصميم الأزياء، وأهدى كوروساوا الترشيح الوحيد فى حياته للأوسكار كأفضل مخرج.
7) بعد 17 سنة كفاح، كانت هذه هى النتيجة!
الفيلم: Battlefield Earth أو كوكب الأرض ميدان معركة (2000).
المدة: 17 سنة.
بعد صدور روايته (كوكب الأرض ميدان معركة) سنة 1982، سعى مؤسس ديانة الساينتولوچى إل. رون هابرد لتحويلها إلى فيلم سينمائى. استأنف السعى لاحقًا النجم الهوليوودى چون تراڤولتا، المنتمى لهذه الديانة، والذى استمر لسنوات يعرض الرواية على منتجين، لتُرفض تمامًا، لأسباب منها ارتفاع تكاليف الإنتاج. إلى أن عثر على شركة مستقلة تدعى Franchise Pictures تحمّست للفيلم، ليشارك بنفسه فى إنتاجه، وبطولته. لكن “يا فرحة ما تمت”، فشل الفيلم فشلًا ذريعًا، وصنّفه النقاد كواحد من أبشع الأفلام فى التاريخ، ونال حشدًا من جوائز الراتزى كأسوأ فيلم، وسيناريو، ومخرج، وممثل، وممثل مساعد، وممثلة مساعدة، وجائزة رداءة خاصة لأى مشهد يظهر فيه تراڤولتا أمام أى ممثل!
6) بعض الأمور تتحقّق فى خامس مرة!
الفيلم:The Man Who Would Be King أو الرجل الذى كان سيصبح ملكًا (1975).
المدة: 20 سنة.
وقع المخرج الأمريكى چون هيوستن فى حب قصة قصيرة للأديب البريطانى روديارد كيبلنج، عن اثنين من الجنود المرتزقة يتحوّلان بالمصادفة إلى ملكين فى القرن التاسع عشر. فكتبها كسيناريو فى الخمسينيات، محاولًا تنفيذه مع النجمين همفرى بوجارت وكلارك جيبل. لكن مات بوجارت سنة 1957، ثم أعقبه جيبل فى 1960، دون تحقُّق المشروع. حاول هيوستن مرة ثانية فى الستينيات، مع بيرت لانكستر وكيرك دوجلاس. ثم ثالثة مع ريتشارد بيرتون وبيتر أوتول. ثم رابعة فى السبعينيات مع روبرت ريدفورد وبول نيومان. لكن لم تنجح أى من مساعيه. فى النهاية، اقترح نيومان على هيوستن اختيار شون كونرى ومايكل كين، وهو ما فتح الباب أخيرًا لتنفيذ الفيلم فى منتصف السبعينيات!
5) 20 سنة من المشاكل!
الفيلم: Gandhiأو غاندى (1982).
المدة: 20 سنة.
سنة 1962، اتفق الممثل والمخرج البريطانى ريتشارد إتنبوره مع موديلاى كاثورى، أحد أتباع غاندى المخلصين، على فكرة صناعة فيلم عن الزعيم الهندى الراحل. ثم سافر لمقابلة رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو، الذى وافق على التمويل. لكن موت نهرو سنة 1964 عطّل الحلم. فى نهاية الستينيات، ذهب إتنبوره بمشروعه للمخرج البريطانى الكبير ديڤيد لين، الذى وافق على إخراجه. لكن لين انشغل بإخراج فيلم (ابنة رايان)، ومات كاثورى، ليتوقف كل شىء. سنة 1976، أقنع إتنبوره شركة وارنر بالإنتاج، لكن فى الوقت نفسه أعلنت رئيسة وزراء الهند، أنديرا غاندى، حالة الطوارئ، وهو ما هدم فكرة التصوير على الأراضى الهندية. لكن بعد 4 سنوات، استطاع إتنبوره توفير الأموال، وضمان أماكن التصوير فى الهند، ليبدأ التصوير سنة 1980، وينتهى سنة 1981، ويُعرض الفيلم سنة 1982، فائزًا بـ 8 جوائز أوسكار، وإيرادات وصلت إلى 52 مليون دولار.
4) الصبر طيّب!
الفيلم: When We Were Kings أو حينما كنا ملوكًا (1996).
المدة: 22 سنة.
سنة 1974، تم تحديد مباراة لبطولة الوزن الثقيل بين أكبر نجمى ملاكمة فى العالم؛ چورج فورمان ومحمد على كلاى، فى دولة زائير، يسبقها مهرجان موسيقى مدته 3 أيام. ورغم تكليف المخرج الأمريكى ليون جاست بتصوير فيلم تسجيلى عن المهرجان، فإنه اهتم بالمباراة، مُصوِّرًا شرائط سينمائية لها، ولقاءات عنها، وصل طولها إلى 300 ألف قدم. المصيبة أن منتجى الفيلم وقعوا فى قضايا حظرت التصرف فيما تم تصويره لفترة طويلة، وحتى بعدها لم يجد جاست مالًا لإتمام المونتاچ. لكنه اتبع مبدأ “الصبر طيّب”، وانخرط لسنوات فى اخراج أفلام تسجيلية أخرى، إلى أن استطاع توفير مبلغ كافٍ أكمل به الفيلم سنة 1996؛ ليحقق نجاحًا واسعًا، ويفوز بحشد من الجوائز على رأسها الأوسكار لأحسن فيلم تسجيلى، ويتم اعتبار عمله واحدًا من أهم الأفلام التسجيلية عن عالم الملاكمة. الطريف أن كلاى، الذى فاز بالمباراة، حضر حفل الأوسكار مع غريمه فورمان، وتسلّما الجائزة مع جاست، تأكيدًا أنه لا ضغائن بينهما، وتكريمًا للعمل الذى ذكّر الناس بأيام كانا فيها من الملوك.
3) أنفق 4 عقود من عمره بحثًا عن قناص!
الفيلم: Phone Booth أو كابينة الهاتف (2003).
المدة: أكثر من 35 سنة.
فى الستينيات، عرض السيناريست لارى كوهين على المخرج ألفريد هتشكوك، المعروف بـ”أستاذ التشويق”، فكرة فيلم تشويقى يدور بالكامل فى كابينة هاتف. ورغم إعجاب هتشكوك بالفكرة فإنه عجز، وكوهين، عن إيجاد السبب الذى سيُبقى بطل الفيلم داخل الكابينة. وفى نهاية التسعينيات، بعد وفاة هتشكوك بـ20 سنة، خطر – أخيرًا – لكوهين فكرة وجود “قناص” يراقب البطل ببندقية، ويأمره فى الهاتف ألا يخرج من الكابينة وإلا قتله. فكتب كوهين السيناريو فى أقل من شهر، ثم أخرجه چويل شوماخر فى 12 يومًا!
2) عاش بثيون 49 سنة، واستغرق فيلمه 51 سنة!
الفيلم: Bethune: The Making of a Hero أو بثيون: صناعة بطل (1993).
المدة: 51 سنة.
نورمان بثيون (1890 – 1939) هو طبيب كندى حارب مع الديموقراطية فى إسبانيا، ثم مع الشيوعية فى الصين، وعقب وفاته، نعاه الزعيم الصينى ماوتسى تونج كرجل الإيثار والنبل. سنة 1942، حاول صديقه الصحفى الكندى تيد ألن بيع قصة حياته كفيلم لشركة فوكس للقرن العشرين، متفقًا على إسناد البطولة للممثل الكندى والتر بيدجون، لكن المشروع تعثر. سنة 1952، نشر ألن سيرة بثيون الذاتية فى كتاب (المشرط والسيف)، محاربًا لعقود كى يحوّلها إلى فيلم؛ مرة مع شركة كولومبيا، ثم مرة مع شركة وارنر، مع ترشيح نجوم مثل بول نيومان وروبرت ريدفورد للبطولة، لكن تعطلت جميع المحاولات. حتى تحقّق الحلم بتمويل كندى، فرنسى، صينى، وصُنع الفيلم من تأليف ألن، وبطولة الكندى دولاند ساذرلاند، فى أواخر الثمانينيات. صحيح عُرِض الفيلم لأول مرة فى مهرجان مونتريال سنة 1990، لكنه اضطر للانتظار 3 سنوات إضافية حتى يجد مكانًا فى دور العرض، لتستغرق رحلته زمنًا أطول من عمر بطله!
1) على الطريق الطويــــل جدًّا!!
الفيلم: On the Road أو على الطريق (2012).
المدة: 55 سنة.
بعد أن نشر چاك كيروياك روايته (على الطريق) سنة 1957، عرضت عليه شركة وارنر شراءها بـ110 آلاف دولار، لكن مدير أعماله طلب 150 ألف دولار، فسحبوا العرض، وتوقف المشروع. سنة 1979، اشترى المخرج فرانسيس فورد كوبولا حقوق الرواية، واستأجر مجموعة مؤلفين لكتابة السيناريو، لكن توقف المشروع. سنة 1995، قرّر كوبولا تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، لكن لعدم اكتمال السيناريو، وارتفاع تكاليف الإنتاج، توقف المشروع. بعد بضع سنوات، حاول كوبولا مجددًا، واختار النجمين براد بيت وإيثان هوك للبطولة، لكن توقف المشروع. سنة 2001، اختار كوبولا الروائى راسيل بانكس لكتابة السيناريو، والنجمين بيلى كرودب وكولين فاريل للبطولة، لكن توقف المشروع. سنة 2008، اختار كوبولا المخرج والتر سالز للإخراج، لكن انهار الاقتصاد الأمريكى، وتوقف المشروع. سنة 2012 صُنِع (على الطريق) أخيرًا، من إنتاج فرنسى، كندى، برازيلى، ومع كوبولا كمنتج منفذ. فياله من “طريق” قطعه ذلك الفيلم، وهو ما يُذكّرنى بمقولة الكاتب البريطانى دوجلاس آدمز: “الدفع بفيلم كى يُصنع فى هوليوود قد يشبه محاولة شوى قطعة لحم بجمع طابور من الناس ينفخ كلٌ منهم نفخة على اللحم، ثم يرحل”!
*
..إجمالًا، لا تنس حلمك، أو تكسل عنه، اجر وراءه، لعلك تصل إليه، عاجلًا أو آجلًا.