تقنية الواقع المُعَزَزْ Augmented Reality وكيف ستغير حياتنا قريباً
الواقع المُعَزَزْ AR سيغير حياتنا قريبا بطريقة جوهرية بالضبط مثلما غيرت تقنيات الهاتف الذكي حياتنا. دعونا نتعرف في هذا المقال عن هذه التقنية الجديدة وما هي تطبيقاتها التي من المتوقع أن تشمل معظم مجالات الحياة العملية.

في البداية، يجب التوضيح بأن تقنية (الواقع المعزز) تختلف عن تقنية (الواقع الافتراضي). دعونا أولاً نقوم بتعريف هاتين التقنيتين ثم نشرح الاختلاف بينهما:
أولاً: الواقع الإفتراضي Virtual Reality، إختصاراً (VR)
هو عملية محاكاة تقوم بها أجهزة الكمبيوتر ثم يتم عرضها لنا عن طريق أجهزة خاصة مثل نظارة الواقع الافتراضي. وفيها يتم استبدال الواقع المرئي بشكل كامل بعالم وأجسام افتراضية تم إنشاؤها عن طريق رسوم غرافيك كمبيوترية.
الفيديو التالي يشرح لنا هذه التقنية
ثانيا: الواقع المُعَزَزْ (وأحيانا يُسمى الواقع الغامر) Augmented Reality، إختصاراَ (AR)
هي عملية إسقاط (وضع) أجسام إفتراضية على الواقع المرئي، أي بكلمات أخرى هي عملية تعزيز الواقع المرئي بأجسام ومعلومات إفتراضية (عن طريق رسوم غرافيك كمبيوترية)، ويمكن مشاهدة هذا الواقع حالياً من خلال الأجهزة المحمولة (وفي المستقبل القريب جداً، عن طريق الأجهزة القابلة للإرتداء مثل النظارات العادية والعدسات اللاصقة). وهي تختلف عن الواقع الافتراضي في أن الواقع الافتراضي يستبدل الواقع المرئي كلياً،
الفيديوهات التالية تشرح لنا هذه التقنية
إذن تقنية AR هي تقنية ثورية تسمح لنا بدمج الواقع الحقيقي مع أجسام افتراضية مثل الأجسام ثلاثية الأبعاد كالحيوانات والمباني، أو أجسام ثنائية الأبعاد كالصور والخرائط. وتسمح لنا بالتفاعل مع هذه الأجسام الافتراضية في الوقت الحقيقي كتكبيرها أو تحريك مكانها أو طلب عرض معلومات إضافية. ويمكن عمل هذا الدمج من خلال الأجهزة المحمولة كالهاتف الذكي أو الأجهزة اللوحية الأخرى لأنها تحتوي على كاميرات ومجسات تساعد في إنشاء هذه البيئة التفاعلية.
استعمالات وتطبيقات تقنية AR في الوقت الحاضر
في التعليم:
كما رأينا في الفيديو الثاني أعلاه، والذي استعمل تقنية AR لعرض العناصر الكيميائية وخصائصها، يتضح لنا أن التعلم من خلال الممارسة العملية فعّال أكثر من طرق التعليم التقليدية مثل القراءة والكتابة لأنه يسمح للطلاب برؤية الأمثلة التعليمية على أرض الواقع من خلال الصور ثلاثية الأبعاد ثم يسمح لهم بالتفاعل معها وتحريكها مما يُحسن في الأداء ويزيد من التفاعل في الغرف الصفية المدرسية والجامعية.
ومن الأمثلة العملية الأخرى لتقنية AR استعمالها في التدريب المهني، على سبيل المثال يمكن عرض نموذج لمحرك سيارة ثم تفكيكه وشرح مكوناته والسماح للطلاب بإعادة تركيبه ليكتسب الخبرة العملية بدون الحاجة الى استخدام المحرك الفعلي.
في المجال الطبي:
يمكن استخدام الواقع المعزز للتدريب في العمليات الجراحية حيث يجمع المعلومات ثلاثية الأبعاد للمريض ويعرضها في البيئة الحقيقية من خلال عدة مجسات، كمجسات تصوير الرنين المغناطيسي.
إن تقنية الواقع المعزز لها مستقبل واعد في الجراحة الطبية عن طريق استبدال الشقوق التي يتم عملها لاجراء العمليات الجراحية، وكذلك الاستغناء عن استخدام المناظير الطبية لرؤية ما بداخل المريض ولتحديد أماكن عمل الشقوق للبدء بالجراحة. وكذلك يمكن للطبيب الولوج إلى معلومات المريض بشكل متزامن مع إجرائه العملية الجراحية.
في التسويق والدعاية:
سيحدث الواقع المعزز نقلة نوعية في هذا المجال من خلال السماح للمستهلك بتجربة المنتج قبل شرائه. وهذا ما رأيناه في الفيديو الثالث أعلاه وكيف تم استعمال AR لعرض منتجات شركة أثاث والسماح للزبون برؤية قطع الأثاث في غرفته ووضعها في المكان الذي يحب ورؤية كيف سيكون الوضع قبل القيام بالشراء الفعلي.
بالإضافة الى ذلك يمكن استعمال هذه التقنية لعرض إعلانات أو عروض تسويقية في المخازن ومحلات البقالة.
هل قُمت باستعمال تقنية الواقع المعزز من قبل؟
في الحقيقة، قد تكون مررت بتجربة الواقع المعزز من قبل، وقد تكون استعمتلتها بدون أن تدري أنها تقنية الواقع المعزز (AR).
إذا كنت في السابق قد استخدمت تطبيق Snapchat وقمت بعمل فيديو (سيلفي Selfie) واستعملت بعض الفلاتر المُدمجة في هذا التطبيق، مثل ارتداء قبعة، أو استبدال وجهك بقناع ذئب أو ما شابه.. فأعلم أنك قد مررت بتجربة الواقع المعزز دون أن تدري.
مستقبل تقنية الواقع المُعَزَزْ
بعد أن قامت شركة (آبل) في سنة 2015 بالاستحواذ على الشركة الرائدة في مجال الواقع المعزز (Metaio) كثرت التكهنات عن المنتج الثوري القادم الذي ستطرحه هذه الشركة العملاقة، لكن تشير التسريبات الأخيرة أن شركة (آبل) قد بدأت منذ زمن في تطوير نظارة الواقع المعزز، ويصف المطّلعين على هذا الموضوع أن هذه النظارة ستكون منتجاً ثورياً سيغير حياتنا بالضبط مثلما حصل عندما قدمت لنا شركة (آبل) أول جهاز هاتف ذكي iPhone في عام 2007 والذي فتح المجال للهاتف ليصبح كبيوتراً صغيرا نحمله معنا أينما ذهبنا.
تابع الفيديو التالي للتعرف على تسريبات نظارة الواقع المعزز من شركة (آبل)