ضحايا الغارة الامريكية بعد هجوم مطاركابول، مدنيين عملوا لمصلحة الجيش الأميركي
أفادت صحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية بأن بعض الضحايا الذين سقطوا في الغارة التي شنّتها الولايات المتحدة في أفغانستان الأسبوع الماضي ردا على تفجير مطار كابل كانوا يعملون مع الأميركيين.
أفادت صحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية بأن بعض الضحايا الذين سقطوا في الغارة التي شنّتها الولايات المتحدة في أفغانستان الأسبوع الماضي ردا على تفجير مطار كابل كانوا يعملون مع الأميركيين.
وقالت الصحيفة إن الغارة أدّت إلى مقتل 10 أفراد من عائلة واحدة من بينهم 6 أطفال.
وأبرزت إندبندنت، في تقرير أعدّته مراسلتها شارلين رودريغيز ضمّ مقابلات مع بعض أفراد العائلة الناجين من الغارة وزملاء الضحايا في العمل، أن الولايات المتحدة تصرّ على أن شخصا واحدا على الأقل ممن قتلوا في الغارة التي شنّتها بطائرة مسيّرة يعمل لمصلحة تنظيم الدولة، لكن عائلتهم تنفي ذلك وتقول إنه لا يوجد أي دليل يدعم تلك المزاعم.
وأوضح تقرير الصحيفة أن أفرادا من عائلة أحمدي، التي استهدفتها الغارة وقتلت 10 من أفرادها، عملوا لمصلحة الجيش الأميركي وشركات حليفة للولايات المتحدة طوال أكثر من عقد من الزمن.
وقالت إندبندنت إنها اطّلعت على وثائق تتضمن توصيات من الشركات التي كانوا يعملون لمصلحتها ومن رؤسائهم في العمل لتسهيل حصولهم على تأشيرات للولايات المتحدة، وأن تلك التوصيات تشير إلى أنهم يواجهون تهديدات من قبل طالبان وكانوا في خطر.
وأشارت الى أن مالك السيارة التي استهدفتها الغارة، ويدعى زماري أحمدي (40 عاما)، الذي قتل هو و3 من أبنائه، كان يعمل مهندسا مع مؤسسة التغذية والتعليم الدولية (Nutrition and Education International) وهي مؤسسة أميركية غير ربحية.
وفي تصريح للصحيفة، وصف رئيس المؤسسة المعروفة اختصارا بـ"إن إي آي" (NEI) ومديرها التنفيذي ستيفن كوون زماري أحمدي بأنه كان "موظفا متواضعا ورحيما"، وعبّر عن صدمته بوفاته.
وقال إن أحمدي يحظى باحترام زملائه على الصعيد الدولي، وكان من أشد المدافعين عن حقوق المرأة، وإن مخاوفه بشأن أمن عائلته قد زادت بعد استيلاء طالبان على كابل.
وقالت الصحيفة إنها اطلعت على مستندات تؤكد أن كوون كان قد بدأ إعداد الأوراق اللازمة لتأشيرة عاجلة للولايات المتحدة لأحمدي وعائلته المكونة من 6 أفراد.
كما نقلت عن كوون أيضا قوله إنه عرف زماري على مدى 16 عاما وعمل معه، ولم يُلاحظ خلالها أبدًا أن لديه أي مشاعر معادية للولايات المتحدة أو اهتمام بالسياسة.
وحسب تقرير إندبندنت، فقد قتل في الغارة أيضا خطيب ابنة زماري، أحمد ناصر (30 عامًا) الذي كان يعمل حارسًا مع القوات الأميركية في أفغانستان، قبل الالتحاق أخيرًا بالجيش الوطني الأفغاني.
وقالت الصحيفة إن أحمد ناصر، الذي قتلته الغارة الأميركية قبل يوم واحد من زفافه، كان قد حصل على رسالة توصية من القوات الأميركية في أفغانستان قبل أسبوعين من مقتله تطلب من السلطات الأميركية منحه تأشيرة خاصة للهجرة إلى الولايات المتحدة، وكان من المقرر أن يسافر الزوجان إلى أميركا بعد زفافهما.
ومن بين القتلى الذين سقطوا جراء الغارة 3 من أبناء أحمدي، اثنان منهم لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، و4 أطفال من أبناء إخوته تراوح أعمارهم ما بين عامين و4 سنوات.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت الأحد 29 أغسطس/آب أنها نفذت غارة جديدة في العاصمة الأفغانية كابل للقضاء على "تهديد وشيك" من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى إن القوات الأميركية نفذت غارة جوية بمسيّرة للدفاع عن النفس ضد مركبة في كابل، وإن الغارة أدّت إلى القضاء على تهديد وشيك لـ"تنظيم الدولة في خراسان" على مطار كابل.
وقالت إندبندنت إن تلك التصريحات قد أثارت غضب عائلة أحمدي، إذ نفى إيمال أحمدي، شقيق زماري الذي قتلت ابنته مليكة (3 سنوات) في الغارة، صحة ما ورد في تصريحات المسؤولين الأميركيين.
وقال إيمال "لم تكن هناك صواريخ أو انتحاريون"، وأضاف "إذا كانت السيارة مملوءة بالمتفجرات كما يقول الأميركيون فلماذا لم تنفجر هذه الأسطوانات؟". وأشار إيمال إلى جدار من الطوب بالقرب من السيارة التي دمّرتها الغارة الأميركية، وتساءل "كيف يمكن أن يظل الجدار قائما لو كانت هذه السيارة مملوءة بالمتفجرات؟".
ومن بين أفراد العائلة الناجين الذين قابلتهم الصحيفة أيضا رامين يوسفي، قريب زماري الذي قتل شقيقه جمشيد يوسفي وابنة أخيه سمية التي لم تتجاوز عامها الثاني، في الهجوم الأميركي.
ونقلت الصحيفة عن رامين يوسفي القول إن ما قامت به الولايات المتحدة جريمة، وإن عائلته ليس لديها أي أمل في تحقيق العدالة، وأضاف "نطلب من المجتمع الدولي أن يعرف أننا لسنا إرهابيين، هذا كل ما نريده".
المصدر : إندبندنت