تفاصيل مثيرة عن عملية نفق الحرية والهروب من سجن جلبوع
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، تفاصيل مثيرة تتعلق بعملية نفق جلبوع، التي نفذها 6 أسرى، من أجل تحرير أنفسهم من أحد أشد سجون الاحتلال تحصينا والذي يطلق عليه اسم "الخزنة".
كشفت صحيفة هآرتس العبرية، تفاصيل مثيرة تتعلق بعملية نفق جلبوع، التي نفذها 6 أسرى، من أجل تحرير أنفسهم من أحد أشد سجون الاحتلال تحصينا والذي يطلق عليه اسم "الخزنة".
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية التحقيق مع الأسرى، بعد إعادة اعتقالهم، كشفت عن الكثير من التفاصيل المتعلقة برحلتهم منذ خروجهم من النفق، وحتى عثور الاحتلال عليهم، وخاصة عملية الحفر التي بدأت في كانون أول/ديسمبر الماضي.
وقالت عن محمود العارضة، إنه تمكن من رفع غطاء المرحاض تحت المغسلة في الزنزانة، واكتشف أنه كان يغطي فراغا يقع بين أساسات السجن.
وأشارت إلى أن تقدير الاحتلال أن الخطة، جرى بلورتها في ذلك اليوم، الذي اكتشف فيه الفراغ، واطلع على الوضع 10-15 أسيرا، باستثناء الستة الذين هربوا، وهناك أسرى كان من المفترض إطلاق سراحهم خلال الفترة المقبلة.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من الأسرى، تولوا حراسة الغرفة التي يقع فيها النفق، وإخفاء الفتحة، ومراقبة السجانين، بالإضافة إلى قيامهم باستبدال اثنين من الموجودين فيها، بالأسيرين أيهم كممجي وزكريا الزبيدي، قبل بضعة أيام من التنفيذ.
وبشأن عملية الحفر، قالت الصحيفة إن التحقيقات لفتت إلى أن انفيعات ومحمود العارضة توليا، الحفر مع أسرى آخرين، عبر قطع من الحديد تحت أرضية الغرفة، وصحون وأدوات قاموا بشحذها وصواني من الألمنيوم.
والتراب الذي تم إخراجه وزع في فتحات المجاري، والصرف الصحي التي توجد في أرجاء السجن وفي حاويات القمامة، وأماكن أخرى. وخلال أشهر الحفر كانت في السجن مشاكل في المواسير، لكنها لم تثر شكوك السجانين أو المهنيين الذين تم استدعاؤهم لمعالجتها.
ووفقا للصحيفة، كان مخططا أن تبدأ عملية الهرب في يوم الغفران، لكن بعد ذلك تم تحديد 7 أيلول/سبتمبر، وهو اليوم الأول لعيد رأس السنة العبرية، الذي يتقلص فيه عدد عناصر الاحتلال العاملين في السجن، وقبل عدة أيام من الموعد كاد أحد السجانين يتمكن من كشف الخطة، وربما تخريب النفق لذلك قرروا التبكير في العملية.
وقالت إنهم كانوا على اتصال مع فلسطينيين في المناطق المحتلة، يقيمون بدون تصاريح، واتفقوا على مساعدتهم في الوصول إلى جنين بعد الهرب، لكن تبكير الهرب بيوم جعلهم يبقون بدون مساعدة، وضم الزبيدي للعملية كان بسبب علاقاته بالسلطة والمساعدة بالوصول إلى جنين. وفقا لمزاعم الصحيفة.
وقبل الساعة الواحدة والنصف ليلا بقليل، في 6 أيلول/سبتمبر، خرج الستة من الغرفة وساروا في النفق الذي استكمل حفره، وحسب أقوال الزبيدي، فإن من قاد عملية الخروج هما محمود ومحمد العارضة؛ وفي الساعة 1:49 دقيقة ليلا تم تلقي المعلومات الأولية عن الأسرى عندما قام سائق سيارة عمومية سافر في المنطقة بإبلاغ الاحتلال عن أشخاص قرب السجن.
وكشفت الصحيفة عن أن النفق، كان تحت برج مراقبة، ولم يكن فيه أحد، والحارسة القريبة، وهي سجانة نظامية، اعترفت أنها غفت خلال العملية، ومصادر في مصلحة السجون كشفت أن الحدث وثق بكاميرات المراقبة لكن لم ير أحد الأمر في التوقيت الصحيح.
ومن السجن توجه الأسرى إلى قرية الناعورة. وفي الساعة 4:50 دقيقة فجرا تم توثيقهم بكاميرا حماية. والاحتلال قدر أنهم اختاروا القرية التي تبعد 7.5 كم عن السجن بسبب ضوء المسجد الذي شاهدوه. وعندما وصلوا إلى القرية دخلوا إلى المسجد دون الكشف عن هويتهم ومكثوا فيه 20 دقيقة، قاموا فيها باستبدال ملابسهم. وعندما خرجوا أرادوا الحصول على سيارة، أو على الأقل إلى سيارة تنقلهم، لكنهم لم ينجحوا في ذلك. وحصلوا على الطعام من مخبز محلي.
وبعد ساعات من ذلك تم اتخاذ قرار بالانفصال بين الأسرى، وتم التحرك بلا خطة، والمحققون وصلوا إلى الناعورة في اليوم التالي.
مهندس العملية محمود العارضة وصديقه المقرب، اللذان قضيا معا فترة 20 سنة في السجن، توجها من الناعورة غربا ومرا عبر محمية، وواصلا إلى الشمال نحو الناصرة. وكان طريق القرية سهلا، لأنه منبسط وممهد. وقد تحركا في الليل وفي النهار كانا يختبئان.
وقال الأسيران، إنهما تناولا قطعا من الحلوى خلال المشي، قاما بشرائها في السجن، إضافة إلى الفواكه والخضار من الحقول التي توجد حولهما، مثل القثائيات والرمان والحمضيات. وشربوا مياها من أنابيب الري.
وزعمت أنه في يوم اعتقالهما، أبلغ أحد سكان المدينة عن شخصين طلبا المساعدة منه، والحصول على الطعام. وبعد 45 دقيقة على المحادثة تم اعتقالهما في المدينة بدون أي مقاومة.
وبشأن محمد العارضة وزكريا زبيدي، قالت الصحيفة إنهما توجها إلى الناعورة، وسارا شمالا إلى طمرة، ومن هناك قرب أم الغنم، طلبا المساعدة من شخص لحملهما على تراكتور، للوصول إلى إكسال، وبعد وصول الاحتلال إلى المنطقة، جرى تشخيص آثار حذاء مشابهة لأخرى عند مخرج النفق، وجرى تكثيف البحث وتم اعتقال الأسيرين مرة أخرى.
ومن غير المعروف ماذا تناولا أثناء الهرب، وهناك اعتقاد بأنهما عاشا على ما وصلت إليه أيديهما، وأكلا من الثمار المزروعة في المنطقة. وكان هناك شك أنهما قد حصلا على مساعدة أقارب للزبيدي يسكنون في الشمال، لكن بعد الفحص تم استبعاد هذا الشك بسرعة.
وعلى صعيد الأسيرين كممجي وانفيعات، قالت الصحيفة، إنهما توجها من الناعورة، إلى منطقة زراعية، وقام إسرائيلي بالإبلاغ عنهما، لكن لم يعثر عليهما، وخلال الليل لم يعط المحققون أهمية لما حدث خلال تلك الليلة، وفي اليوم التالي بدأت عملية تفتيش في المنطقة، وعثر على أغراض مطابقة لتلك التي شوهدت مع كممجي، وكانت حقيبة بلون بني، وفيها سجائر ومصحف وقطع حلوى وجهاز راديو وملابس.
عملية التفتيش في المنطقة أدت إلى العثور على أغراض كانت مطابقة للأغراض التي تمت مشاهدتها معهما بعد خروجهما من السجن، مثل حقيبة بلون بني مع ورود عليها كان يحملها كممجي عند خروجه من المسجد في الناعورة، وكان فيها سجائر ومصحف وقطع حلوى وملابس وأجهزة راديو.
وجهاز الراديو كان موجها لقنوات فلسطينية، وحسب تقدير المحققين، كانا على علم بالتفتيش الذي يجري عنهما.
وقالت الصحيفة إن الآثار التي عثر عليها، في مسار الهرب، أشارت إلى أنهما انفصلا، لكن المحققين لم يحددوا الأمر بشكل مؤكد، ولفتت إلى أن انفيعات، جرى توثيق اجتيازه لمنطقة الجدار الفاصل نحو شمال الضفة في الـ 8 من الشهر الجاري، عبر فتحة بين منطقة سالم والجلمة، بمساعدة شخص آخر.
وأضافت: "من هناك واصل إلى جنين، في البداية إلى مخيم جنين وبعد ذلك إلى المدينة. وقد تم إعادة اعتقاله هناك مع كممجي في نهاية الأسبوع الماضي، ومن التحقيق الأولي معهما تبين أنهما وجدا صعوبة في العثور على شقة سرية في جنين، لذلك قاما بالاختباء في بيت أحد أبناء العائلة" وفقا لما زعمته الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر كبير في أجهزة الاحتلال، بأن رحلته بقيت لغزا، خلال المطاردة، وكان يشغلهم الفيلم الذي ظهر به خلال أسره وقال فيه إنه "سيبذل كل ما في استطاعته كي لا يعود إلى السجن، حتى لو كانت حياته هي الثمن. لذلك كان الاعتقاد أنه سينفذ عملية، خاصة في الأيام التي أعقبت اعتقال رفاقه، والتفتيش بحثا عنه تركز في إكسال التي كان يعمل فيها قبل أسره".
ولفتت إلى أن الاحتلال قدم لوائح اتهام بحق الأسرى، بالتخطيط لتنفيذ عمليات، وهي تهم قد تصل إلى السجن 20 عاما، لكن أربعة منهم في الأصل محكومون بالمؤبد، والزبيدي وانفيعات كانا تحت المحاكمة.
وختمت الصحيفة بالقول، إن المحققين الآن يحاولون استكمال تفاصيل العملية، والإجابة على أسئلة لماذا الستة لم يكونوا منظمين ولم يهربوا على الفور إلى جنين، وابتعدوا نحو شمال الضفة؛ لماذا انفصلوا إلى خلايا صغيرة وكيف تم تحديد الزوجين؛ ماذا كانت خططهم للأيام التالية لتحرير أنفسهم.