فلسطين .. الأسير المسن موفق العروق يرفض الشكوى ويطلب حريته رغم فقدانه لبصره ووزنه
تلقت ابنة الأسير المسن موفق العروق نبأ تدهور صحته واحتمالية فقدانه لبصره عبر مواقع التواصل الاجتماعي كغيرها من نشطاء هذه المواقع، وذلك في ظل إخفاء الاحتلال حقيقة وضعه الصحي عنه أسرته
تلقت ابنة الأسير المسن موفق العروق نبأ تدهور صحته واحتمالية فقدانه لبصره عبر مواقع التواصل الاجتماعي كغيرها من نشطاء هذه المواقع، وذلك في ظل إخفاء الاحتلال حقيقة وضعه الصحي عنه أسرته، بالإضافة لحرمان رؤيته إلا بالحاجز الزجاجي في الزيارات المتقطعة التي يسمح لهم بها.
وقبل ما يزيد عن أسبوعين زارت نهى العروق والدها ابن مدينة يافا بالداخل الفلسطيني المحتل، وحادثها من وراء الحاجز الزجاجي، إلا أنه لم يتفوه بشيء عن مأساته مع أوجاعه وخطورة وضعه الصحي.
"لم يقل لنا شيئًا، لم يتفوه إلا بلهفته للحرية ومناشدته لإخراجه من السجن، رغم كل أوجاعه لم يرد أي أن يشكو لي بشيء"، تقول العروق في حديثها مع وكالة "صفا".
ويقبع موفق عروق (65 عاما) من بلدة يافة الناصرة في سجن عسقلان الاحتلالي وهو معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسجن لمدة 30 عامًا قضى منها 18 عامًا.
وتضيف ابنته "سمعنا عن تدهور صحته والتحذيرات من فقدان بصره عبر مواقع التواصل، لأنه في أخر زيارة لم يرد أن يشتكي بشيء، وكان يلوح بلهفة لحاجته الشديدة للحرية، حتى أنني حينما سألته عن صحته لم يجب بشيء إلا عنها"، في إشارة إلى حريته.
وتشير إلى أنها طوال فترة تفشي فيروس كورونا لم تكن العائلة تزور الأب وكانت تتلقى معلومات عنه عن طريق محامي نادي الأسير أو عبر بعض الجهات الحقوقية بشكل غير متواصل.
وتوضح العروق حول أسباب تدهور صحة والدها بالقول "أبي يعاني من مضاعفات بعد عملية في المعدة أجريت له عقب إصابته بالسرطان، وأصبح لا يقدر على الوقوف والمشي، كما أن جسده لم يعد يستوعب التغذية ووصل وزنه إلى 40 كيلو، وضغط الدم لدية منخفض جدًا".
وتحول العروق إلى هيكل عظمي بعد فقدان وزانه بشكل مخيف، وكما تقول ابنته "حينما زرته أخيرًا كان جسده عبارة عن هيكل عظمي، كما أنه لا يرى إلا بعين واحدة بسبب المضاعفات، ولا يستطيع المشي أو التحرك إلا بمساعدة شخص حتى لا يصطدم بشيء".
وتكمل باكية "أنا لا أستطيع أن ألمس يد أبي ولا جسده لأطبطب عليه وأطمئن عن صحته، وأبي لا يريد أن يتحدث عن وضعه الصحي، أبي يريد حريته، هذا ما يتلهف إليه وهو فقط ما تفوه به حينما زرته".
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4850 أسيرًا من بينهم 694 من الداخل المحتل بما في ذلك 552 من القدس.
ويقول مسئول ملف الأسرى بالداخل قدري أبو واصل إن سلطات الاحتلال نقلت العروق إلى ما يسمى بعيادة سجن الرملة حينما تدهورت صحته بشكل خطير، وبعد إجراء الفحوصات أفادوا بأنه لم يعد يعاني من السرطان، بمعنى أنه شُفي منه.
ويستدرك حديث لوكالة "صفا": "لكننا تفاجئنا بعد إعادته من العيادة إلى السجن بأيام بمعلومات تفيد بتدهور حاد في صحته خلال الأيام الأخيرة تحديدًا، وأنه لم تعد لديه القدرة على الوقوف والمشي، بالإضافة إلى مؤشرات باستمرار معاناته مع السرطان رغم ما أفادت به السلطات".
ويشير إلى أنه تم مخاطبة العديد من الجهات للتدخل لإنقاذ حياة العروق منها هيئة الأسرى والمحررين ونواب القائمة العربية المشتركة في الكنيست.
ويضيف "تلقنا وعود بالتدخل إلا أنه لا يوجد أي نتائج على الأرض وهو ما يهدد حياة الأسير كل لحظة تمر عليه دون إنقاذ حياته".
ويشدد أبو واصل على أن التدخل لإنقاذ العروق يجب أن يكون بإخراجه للعلاج خارج السجن وليس داخله، لأن حالته الصحية وسنه لا يسمحان باستمرار تواجده أو علاجه فيه.
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أصدرت بيانًا حذرت فيه من تدهور صحة الأسير قالت فيه إنه حالته تتفاقم وبات لا يقدر على الوقوف على قدميه ووصل وزنه إلى 48 كيلوغرام، مشيرة إلى أنه يعاني من مشاكل في الرئة، وأنه مهدد بفقدان بصره في حال استمر الاحتلال بإهمال وضعه الصحي إلى جانب استمراره بالاستفراغ.
وتؤكد عائلة العروق أنها توجهت بالمناشدة إلى العديد من جمعيات حقوق الإنسان والأسير والنواب العرب في الكنيست، لكن ابنته تقول: "للأسف لم نجد إلا فتورًا، فلا تحرك ولا فعل لإنقاذ حياة أبي، وما أبلغنا به أن لجنة طبية مختصة هي من تقرر هل سيكمل أبي علاجه خارج السجن أو لا".
المصدر : وكالة صفا