الفقاعة : مراجعات ذاتية في العام الجديد .

كل واحد منا يمر بظروف استثنائية تجعله يتقوقع داخل فقاعة يصنعها لنفسه . ويحيل كل اخفاقاته الى تلك الفقاعة. وقليلون هم اولئك الناس القادرون على الخروج من تلك الفقاعة لصناعة اقدارهم وتحدي اخفاقاتهم. 

الفقاعة : مراجعات ذاتية في العام الجديد .

كل واحد منا يمر بظروف استثنائية تجعله يتقوقع داخل فقاعة يصنعها لنفسه . ويحيل كل اخفاقاته الى تلك الفقاعة. وقليلون هم اولئك الناس القادرون على الخروج من تلك الفقاعة لصناعة اقدارهم وتحدي اخفاقاتهم. 

بعض الناس يصنع لنفسه فقاعة عنوانها " انا ضحية" ويظل داخل تلك الفقاعة حتى تقضي عليه اختناقا. وبعض الناس يخرج من فقاعته ويستعيد التوازن ويبدع ادوات المواجهه والتحدي والصمودوصولا الى النجاح. ومن الفقاعات السائدة فقاعة " كنت وكان ابي واجدادي" فيظل صاحب هذه الفقاعة يعيش داخل فقاعته تلك دون ان يضيف الى الحياه او الكون ما يسجل له او في ارشيفه بعد رحيله. ومن الفقاعات الاجتماعية. " مال العائلة يظل فيها" فتحرم منه الاناث وتصبح هذه الفقاعة مقدسة عند بعض الناس. يمنع مناقشتها او تجاوزها. وهناك مئات الفقاعات الفرديه والجماعية. التي ترسخت لتشكل ثقافة مجتمعية او هويه شخصية لبعض الناس. وقليل هم الشجعان الذين يخرجون من هذه الفقاعات التافهة ليعيدوا تشكيل حياتهم الشخصية. وبعضهم يبدع في احداث تحولات اجتماعية مفصلية.

اردت بهذه المقدمة ان اصل للحديث عن اكبر واقدم فقاعة حبس الشعب الفلسطيني نفسه فيها. وهي انه ضحية وان العرب هم من اوصلوه الى ماهو فيه من المآسي. هي فقاعة حقيقية. ولكن شعبنا سجن نفسه في داخلها. وما زال يشتاق للولوج فيها .كلما صادف اخفاقا . فيتلذذ بالانين والشكوى ويتقوقع داخلها .ويطلق العنان لشجونه. بكاء ونقمة . حتى في الحالات التي يتجرا فيها على الخروج من فقاعته ويحقق بعض النجاحات. يتعب سريعا ويحن للعوده الى تلك الفقاعة. في كل مصيبه وكل اخفاق وكل نكسة يسرع الجميع للدخول الى تلك الفقاعة بدلا من استكمال مشروعهم والمضي قدما نحو الهدف. فتفرخ تلك الفقاعة الكبيرة فقاعات صغيرة يتمترس في داخلها اليائسون والبائسون. ومن عناوين تلك الفقاعات . " المصالحة" وانا " حمساوي " وانا " فتحاوي" وفقاعة " فخار يكسر بعضه" تمترس الناس داخل فقاعاتهم الزائفة. واستمتعوا في توزيع التهم وتبرءوا من الاخفاقات. ولم يجدوا حتى اللحظة الشجاعة للخروج من تلك الفقاعات .لابداع طرائق تخلصهم مما هم فيه. وتحقق مشروعهم الاول والاسمى.

كل الشعوب التي وقع عليها احتلال وظلم . خرجت من فقاعاتها الذاتية والجماعية وابدعت في اختراع وسائل تواجه فيها مصائرها . وتعمل من اجل الاجيال القادمة. ما عدانا. كلما خرجنا من فقاعتنا نعود اليها باكين . وانا هنا اتحدث عن شعب بكامله. جنوب افريقيا عانت مثلنا وواجهت جلاديها وخرجت من فقاعة وانا مالي وفقاعة الحق على القيادات . وفقاعة فخار يكسر بعضة. 

ايها الطيبون. علينا ان نغادر كل هذه الفقاعات المدمره. ونبدع طرائق للمواجهة. تتجاوز المالوف. وكل الفقاعات التي تتحكم بمصائرنا. 

آمل ان تكون رسالتي قد وصلت. 

د. احمد عرفات الضاوي.