خبير عسكري اردني: سلاح المقاومة في غزة «ثابت غير قابل للتفاوض»

أكد الفريق قاصد محمود، الخبير العسكري الاستراتيجي ونائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، أن الحديث عن نزع سلاح المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة "ليس مطروحًا على طاولة المفاوضات من جهة المقاومة"، واصفًا هذا الشرط بأنه "ثابت غير قابل للنقاش أو التراجع"، في ظل ما وصفه بـ"الواقع المعقد والمفتوح على كل الاحتمالات".
وقال الفريق قاصد في تصريحات خاصة لوكالة (شهاب) للأنباء إن الموقف الإسرائيلي بخصوص نزع السلاح "موقف قديم ومعلن"، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته يسعون بوضوح إلى استئصال المقاومة، بل إن البعض في "إسرائيل" يطرح مطالب تصل إلى إخراج كوادر حماس المقاتلة من القطاع بالكامل.
وأوضح أن هناك أطرافًا دولية تتناغم بشكل أو بآخر مع هذا الطرح، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، "في ظل تصور مشترك لدى العديد من الدوائر بأن حماس تمثل مشروعًا إسلاميًا لا يُراد له الاستمرار".
وأضاف: "من الواضح أن هناك رغبة في القضاء على حركة حماس كقوة سياسية وعسكرية في غزة، لكن المقاومة الفلسطينية ترفض بشكل قاطع هذه الطروحات، وتربط أي حديث حول مستقبل السلاح بإنهاء الاحتلال، وهو أمر لا تطرحه إسرائيل حتى في أكثر السيناريوهات المرنة".
لا صفقة في الأفق
وأشار الفريق قاصد إلى أن المقترحات الأخيرة التي تم تداولها مؤخرا بعد زيارة نتنياهو إلى الولايات المتحدة، قُرِأت كأنها محاولة للضغط على رئيس وزراء الاحتلال لإنهاء الحرب، لكن رد "إسرائيل" تمثل في تقديم شروط متشددة، وعلى رأسها نزع سلاح حماس، مما يعني أن تلك المقترحات أقرب إلى المراوغة السياسية منها إلى جدية التسوية.
وحذر من أن الأوضاع الميدانية في غزة "لا توحي بأننا قريبون من صفقة نهائية"، مشيرًا إلى أن التوتر مستمر، والتكلفة السياسية والعسكرية تتزايد على جميع الأطراف، بما فيهم الأمريكان الذين لا يرغبون في انزلاق المشهد أكثر.
وتابع: "قد تُشكل زيارة ترامب المقبلة إلى السعودية فرصة للضغط على نتنياهو، خاصة أن المشهد في غزة بات يثير غضبًا عربيًا ودوليًا واسعًا، لكن حتى اللحظة لا مؤشرات حقيقية على تغيير الموقف الإسرائيلي أو الأمريكي بشكل جذري".
المقاومة ثابتة
وفيما يتعلق بالمقاومة، أوضح الفريق قاصد محمود أن العمليات العسكرية ما زالت مستمرة رغم محدوديتها من حيث الكم، لكنها "تُشكل ضغطًا موجعًا على الجيش الإسرائيلي، خاصة في العمليات البرية"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل لم تدفع الثمن الكافي بعد، وهو ما قد يُفسر استمرار تصلبها السياسي".
وختم تصريحاته بالتأكيد على أن "الثبات هو رهان المقاومة"، وأن ما يجري في غزة لا يمكن فصله عن المشهد الإقليمي العام، في ظل تصاعد الأزمات في البحر الأحمر، وسوريا، وإيران، وأوكرانيا، قائلاً: "ما نشهده اليوم هو لحظة مفصلية، والميدان هو من سيحسم المشهد في النهاية، لا الشعارات ولا الضغوط الخارجية فقط".
المصدر : شهاب