العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة حول المقابر الجماعية في غزة

أكدت منظمة العفو الدولية، يوم الخميس، أن الاكتشاف المروع للمقابر الجماعية في قطاع غزة، يستدعي "الحاجة الملحة للحفاظ على الأدلة وضمان الوصول الفوري

العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة حول المقابر الجماعية في غزة

أكدت منظمة العفو الدولية، يوم الخميس، أن الاكتشاف المروع للمقابر الجماعية في قطاع غزة، يستدعي "الحاجة الملحة للحفاظ على الأدلة وضمان الوصول الفوري" لمحققي حقوق الإنسان إلى القطاع.

وقالت المنظمة الحقوقية في منشور عبر منصة "إكس"، إن "الاكتشاف المروّع لمقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة الملحة لضمان الوصول الفوري لمحققي حقوق الإنسان إلى قطاع غزة لضمان الحفاظ على الأدلة".

وفي السياق، طالبت المنظمة بإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة، بهدف ضمان المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي في القطاع.

وقالت إريكا جيفارا روساس، كبيرة مدراء البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية، إن "الاكتشاف المروّع لهذه المقابر الجماعية يؤكد الحاجة الملحة لضمان الوصول الفوري لمحققي حقوق الإنسان، بمن فيهم خبراء الطب الشرعي، إلى قطاع غزّة لضمان الحفاظ على الأدلة، وإجراء تحقيقات مستقلة وشفافة بهدف ضمان المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي".

وأضافت أن "عدم تمكن محققي حقوق الإنسان من الوصول إلى غزّة قد أعاق إجراء تحقيقات فعَّالة تغطي النطاق الكامل لانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم بموجب القانون الدولي التي ارتكبت على مدى الأشهر الستة الماضية، مما سمح بتوثيق جزء ضئيل فقط من هذه الانتهاكات".

وأكدت إريكا جيفارا روساس، أنه "وبدون إجراء تحقيقات مناسبة لتحديد كيفية حدوث هذه الوفيات أو الانتهاكات التي ربما تكون قد ارتكبت، فقد لا نكتشف أبدًا حقيقة الفظائع الكامنة وراء هذه المقابر الجماعية".

وتابعت "غياب خبراء الطب الشرعي وتدمير القطاع الطّبي في غزّة نتيجة للحرب والحصار الإسرائيلي القاسي، إلى جانب عدم توفر الموارد اللازمة للتعرف على الجثث مثل اختبار الحمض النووي، تُشكل عقبات هائلة أمام التعرف على الرفات. وهذا يحرم من استهدفوا من الدفن اللائق، ويحرم العائلات التي لديها أقارب مفقودون أو مختفون قسرًا من الحق في المعرفة والعدالة ـ مما يتركهم في حالة من عدم اليقين والمعاناة".

وأردفت "ضمان الحفاظ على الأدلة هو من بين التدابير الرئيسية التي أمرت محكمة العدل الدولية "إسرائيل" باتخاذها من أجل منع الإبادة الجماعية. في خضم الغياب التام للمساءلة، والأدلة المتزايدة على جرائم الحرب في غزّة، يجب على "إسرائيل" ضمان امتثالها لقرار محكمة العدل الدولية".

وفي 26 يناير/كانون الثاني، أصدرت محكمة العدل الدولية أول مجموعة من التدابير المؤقتة، بما في ذلك الأمر الموجه إلى "إسرائيل" باتخاذ "تدابير فعَّالة لمنع إتلاف الأدلة وضمان الحفاظ عليها"، ويشمل ذلك عدم منع أو تقييد وصول لجان تقصي الحقائق والبعثات التي تتمتع بالتفويض الدولي وغيرها من الهيئات إلى غزّة للمساعدة في الحفاظ على الأدلة.

وجاء موقف "العفو الدولية" تزامنًا مع إعلان جهاز الدفاع المدني في غزة، الخميس، انتشال 58 جثمانا جديدا من 3 مقابر جماعية مكتشفة في مستشفى "ناصر" بمدينة خان يونس ليرتفع العدد الإجمالي إلى 392 عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي منه في 7 أبريل/ نيسان الجاري.

وبينما تطالب منظمات وتكتلات دولية بالتحقيق في ملابسات هذه المقابر بينها الاتحاد الأوروبي، تتنصل "إسرائيل" من مسؤوليتها وتعتبر أي اتهامات تطالها في هذا الشأن "محاولات للتضليل"، بحسب الإعلام العبري.

وفي 7 أبريل الجاري، انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي من خان يونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية هناك شملت اقتحام مجمع ناصر الطبي، وكانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حربا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

المصدر: عربي 21