عفوا .. أين كنت يا سيد ناصر القدوة
سأبتعد كليا في حديثي او مقالي هذا المختزل عن ما تناوله البعض من الكتاب المؤيدين او المعارضين للخطوة التي اتخذتها انت بتشكيل تجمع وطني لخوض الانتخابات القادمة وتحت مبدأ الاصلاح كما تدعون ولا اشكك هنا في النيه ولكن ممكن القول على اي قاعدة الاصلاح وعلى اي مبادئ وعلى اي برنامج .
سأبتعد كليا في حديثي او مقالي هذا المختزل عن ما تناوله البعض من الكتاب المؤيدين او المعارضين للخطوة التي اتخذتها انت بتشكيل تجمع وطني لخوض الانتخابات القادمة وتحت مبدأ الاصلاح كما تدعون ولا اشكك هنا في النيه ولكن ممكن القول على اي قاعدة الاصلاح وعلى اي مبادئ وعلى اي برنامج .
ربما كلمة الاصلاح تستهوي الكثيرين امام الانهيار الحادث في الجبهة الوطنية الفلسطينية وحالات الفساد المستشرية في السلطة ومؤسساتها و حالات الفقر و انهيار الصحة والتعليم والبنية المجتمعية والثقافة الوطنية ايضا وربما هناك فريق اخر يشجب ما قمت به ويتطاول عليك و ان يضع حقيقة بأنك احد الشخصيات التي اتت بالوراثة و بالاسم لمؤسس هذا النهج في حركة فتح و ما يطلق عليه القائد الرمز ولكن لسنا هنا بصدد الطرح السفسطائي او المشاحنات على قاعدة منطق الاخرين ولكن اود هنا سرد او ذكر بعض الحقائق و السلوكيات و محطات كان يمكن لاي ابن وفي لحركة فتح ان يتخذ المواقف المناسبة للدفاع عن النظام الاساسي للحركة وطلقتها الاولى و قواعد وسلوك الثورة الشعبية التي تحدثت فيها حركة فتح بعاصفتها على انها شعلة الكفاح المسلح والتحرير .
1 – بالتأكيد اخي ناصر القدوة انك و منذ وجودك في الاتحاد العام لطلاب فلسطين في القاهرة الى تدرجك في كافة المواقع كنت احد البنية المؤسساتية و الحركية لحركة فتح و كنت وزيرا للخارجية تدافع و تقف على برنامج اوسلو و ما يريد رئيسها من مواقف وطرح لا يخرج على ان اسرائيل هي الجارة التي يجب حفظ امنها و كنت تدافع بمنطق تجريم المقاومة على قاعدة الاصلاح .
2 – من السخف الان ان تتحدث اخي ناصر عن الاصلاح و اي اصلاح (بعد خراب مالطا) فأنت احد رموز هذا النظام السياسي واللجنة المركزية التي ربما لا تتمتع بأي موقف جريئة وصلبة امام برنامج رئيس فتح المدمر ، هل الفساد هو نتاج اللحظة او هو فساد تراكمي اذا تحدثنا عن الفساد السلوكي والمالي والاداري و حالات اللصوصية والسرقة التي تحدثت عنها تقارير دولية بهذا الصدد ونشر ما يكفي فيها في الاعلام و الفضائيات ايضا .
3- انما اعتقد ان فكرة الاصلاح تأتي بشكل آني و بشكل وليد مرحلة لم تأتي باستحقاق وطني رغم انها استحقاق وطني ولكنها اتت بضغوط اوروبية وربما اقليمية ايضا بتشغيل عجلة الانتخابات المتوقفة 14 عاما ، فالاوروبيين ليسوا حريصين على الديمقراطية في فلسطين وربما اذكر هنا ما قالته كوندوليزا رايس "اننا لا نحتاج الى الديمقراطية في السلطة ولكن نحتاج لذراع امني قوي ينفذ اتفاقية اوسلو و ما تلتزم به من امن اسرائيل " اذا الفرضية الانتخابية في الساحة الفلسطينية الان بالمحددات الاوروبية التي تتحدث عن استبعاد كل من هم ملوثين بالفساد في السلطة في الصف الاول والثاني منها ليس حرصا ايضا على سلامة المجتمع الفلسطيني ولكن اعتقد المطلب الخفي في هذا الموضوع الذي نفذته الرئيس عباس بقراره بتحريم الترشح للانتخابات لقيادة الصف الاول والثاني في فتح والسلطة و المؤسسات و كذلك من يريدوا ان يرشحوا انفسهم من فئات اخرى بعد دفع الرسوم الباهظة بأن لا يعود الى وظيفته السابقة اذا لم يفز في تلك الانتخابات التشريعية ، اعتقد ان الاوروبيين بما فيها اسرائيل وامريكا لا يريدوا اي احد من جيل الثورة سواءا كان فاسدا او صحيحا ان يكون موجود في النظام السياسي الفلسطيني وان يبقى في الواجهة هم من تثقفوا وولدوا واكلوا وشربوا من ثقافة الرئيس عباس ومحدداتها .
4 – الخلاف كما قلت يا اخي ناصر في ردك على فصلك بقرار من المركزية و اعتقد انه قرار من عباس نفسه ولا احد يستطيع معارضته ببساطة شديدة كما قيل عنه سابقا موجها كلامه للجنة المركزية في احد اجتماعاتها "ان كل واحد في المركزية له ملف عندي" اي تم اسقاط اعضاء المركزية منذ ما قبل وما بعد وجودهم في هذا الموقع ، انت قلت فلسطين اولا واخيرا و لذلك انا ارد عليك اين فلسطين من برنامج عملت به اكثر من ثلاثة عقود اهي فلسطين بالاعتراف باسرائيل اهي فلسطين الضفة وغزة و ماذا عن 7 مليون لاجئ ونازح افلسطين هي 2-4-2 او اعلان ما يسمى بالاستقلال في الجزائر اهذه هي هويتك النضالية للاصلاح ..!! اذا ماذا تقصد بالاصلاح اهو بنفس النخف في الصف الاول والثاني التي لم تبتعد عن التلوث .
5 – اعتقد الاصلاح في هذه الحالة هو ترميم الثوب المهتك الذي لا يمكن ان نرمم فيه جزء الا ان ينفتق جزء اخر ولذلك اعتقد ان فكرة التصحيح هي القفز عن فكرة الاصلاح و الرجوع الى القواعد الشعبية و الكادر الذي يقبض على الجمر للان ومستبعد من هذا النهج الذي انت احد ركائزه ، العودة للنظام الاساسي و مبادئ و منطلقات حركة فتح واستخدام كل الوسائل من اجل التصحيح الذي قد يكون ليس سهلا بل تدفع فيه الضريبة غالية للخروج من ازمة هذا النهج و التهتكات التي فعلها في البنية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية و التوعوية والتعبوية و الانسحاب من اوسلو وسحب الاعتراف وعقد مؤتمر وطني فلسطيني في الخارج يقفز عن مربع تمثيل السلطة والمنظمة الان .
6- هل الاصلاح والرد على قرارات هذا النهج بالفصل اصبح مهما الان عندما طالت تلك القرارات رؤوسكم اذا ماذا عن قرارات ترقين القيد والفصل والتقارير الملفقة التي طالت مئات الكوادر في فتح والضباط ما قبل توقيع اوسلو لاستبعادهم و قطع رواتبهم وحصارهم كأنهم في اقامة جبرية غير معلنة و التقارير الاسرائيلية التي نفذتها السلطة بخصوصهم اين كنتم يا دعاة الاصلاح اكرر هل اتى الاصلاح فقط عندما طالت المجزرة رؤوسكم .. شي غريب حقا .
7- اما اذا تحدثنا على ان نتعارض مع الموج العاتي الدولي والاقليمي وما تدعون من قرارات الشرعية الدولية اليس هناك اعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ؟؟!! اذا لماذا لا نرجع للحل المرحلي ونصوصه المقر من المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ونعتبر غزة محررة ومحاصرة ونشكل فيها حكومة وطنية و جيش شعبي موحد يدافع عن وجود هذه المنطقة المحررة و نستكمل المؤسسات الفلسطينية الثورية في غزة والضفة و ان يكون لدينا قوة ردع كما هي في غزة و نستخدم النضال وتحت غلاف هذا البرنامج لتحرير الضفة ودحر المستوطنات واؤكد هنا مقاومة شعبية فاعلة بكل الوسائل في الضفة الغربية ولمدة عام على الاكثر لن يكون هناك مستوطن في الضفة ، اذا نحن الان مشتتين ولكن اتى التفويض الدولي والاقليمي لسيد المقاطعة والتنسيق الامني وراعي الفساد ان يكون هو المقرر و من هم مستفيدين من حوله فلا غريب في ان تتكرر عمليات الفصل فهذا النهج يدافع عن وجوده ومصالحه و بقائه و استمراريته التي منحها له الاوروبيين من خلال الانتخابات التشريعية التي لا يفهمها اي منطق في ظل الاحتلال .
سميح خلف كاتب ومحلل سياسي فلسطيني