البروفيسور محمود غنايم علامة مشرقة في الثقافة الفلسطينية

غادر عالمنا هذا اليوم، البروفيسور محمود رحب غنايم (أبو الطيب)، إثر وعكة صحية داهمته على حين غرة قبل أيام معدودات، وبعد حياة زاخرة بالتدريس والتعليم الأكاديمي، والعطاء الأدبي والنشاط الثقافي والكتابة البحثية والنقدية، تاركًا خلفه ثروة أدبية وسيرة طيبة.

أغسطس 13, 2021 - 17:28
أغسطس 13, 2021 - 17:29
البروفيسور محمود غنايم علامة مشرقة في الثقافة الفلسطينية
البروفيسور محمود غنايم علامة مشرقة في الثقافة الفلسطينية

غادر عالمنا هذا اليوم، البروفيسور محمود رحب غنايم (أبو الطيب)، إثر وعكة صحية داهمته على حين غرة قبل أيام معدودات، وبعد حياة زاخرة بالتدريس والتعليم الأكاديمي، والعطاء الأدبي والنشاط الثقافي والكتابة البحثية والنقدية، تاركًا خلفه ثروة أدبية وسيرة طيبة.

محمود غنايم هو باحث وناقد ومثقف واسع الاطلاع، له احترامه وتقديره بين الأوساط الأدبية والنخب المثقفة، وله حضوره الهام والبارز على جبهة الثقافة والأدب، لكلماته نكهة النثر والشعر. 

جاء إلى الدنيا سنة 1949 في باقة الغربية، لأبويين قرويين يعملان في فلاحة الأرض، أنهى تعليميه الابتدائي في بلدته باقة، وتعليمه الثانوي في طيبة بني صعب، ثم التحق بدار المعلمين بحيفا، وفي الوقت نفسه تعلم بمعهد روبين للموسيقى الشرقية، بعدها عمل مدرسًا للغة العربية والموسيقى في عدد من المدارس الابتدائية والثانوية.

بعد ذلك واصل تعليمه الأكاديمي بجامعة تل أبيب بموضوعي اللغة العربية والتربية، ونال اللقبين الأول والثاني، وكانت أطروحته لشهادة الماجستير عن رواية المتشائل للراحل إميل حبيبي، وشهادة الدكتوراة عن أطروحته "اللغة والأسلوب في رواية الوعي في الأدب العربي"، بإشراف المرحوم البروفيسور ساسون سوميخ، فشهادة البروفيسوراه.

أشغل منذ العام1985 وحتى خروجه للتقاعد في العام 2019

رئيسًا لقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة تل أبيب حتى خروجه للتقاعد في العام 2019، بعد سنوات من العمل والعطاء والجهود المباركة في خدمة طلابنا الجامعيين والباحثين والدارسين، الذين تخرجوا من معطفه، وحبب اللغة العربية لنفوسهم. بالإضافة إلى ذلك عمل محاضرًا في معهد إعداد المعلمين بيت بيرل، وفي الكلية العربية للتربية بحيفا، وفي العام 2002 أنتخب لمنصب رئيس مجمع اللغة العربية، كذلك أنتخب بعد تقاعده رئيسًا لكلية سخنين لتأهيل المعلمين.

اقتحم غنايم عالم الكتابة منذ شبابه المبكر، ونشر بواكير كتاباته في صحيفة "الأنباء" ومجلة "الشرق"، وله عشرات المقالات والأبحاث والدراسات حول الأدب العربي الحديث، نشرت في الصحف والمجلات، منها "مشاوير" و"الجديد" و"مواقف" و"مشارف"، و"الكرمل" وغيرها.

أثرى خزانة المكتبة العربية بمنجزات بحثية مهمة، وهي:" بين الالتزام والرفض- دراسة في شعر عبد الرحيم محمود، في مبنى النص- دراسة في رواية إميل حبيبي، الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل، تيار الوعي في الرواية العربية الحديثة- دراسة أسلوبية، المدار الصعب- رحلة في القصة الفلسطينية في إسرائيل، مرايا في النقد- دراسات في الادب الفلسطيني، الجديد في نصف قرن- مسرد بيلوغرافي، وغير ذلك من دراسات وابحاث منشورة في عدد من الدوريات الفصلية.

محمود غنايم المتألق بأبحاثه ودراساته الاكاديمية، الناقد بعين ثاقبة، لم يصنع هالة حول نفسه، اتصف بالتواضع الجم، وأعطى وقدم الكثير للثقافة الفلسطينية والعربية، وأجزل العطاء لطلابه الجامعيين، وأصبحت كتاباته من تراثنا الثقافي- النقدي. وها هو يرحل في وقت أحوج إلى أمثاله من الأكاديميين المثقفين والباحثين، وهذه خسارة أخرى للمشهد الثقافي في بلادنا، فله الرحمة وطيب الذكرى، وسيبقى خالدًا بميراثه ومنجزاته وأعماله الأدبية والبحثية، ولأهله وأبناء عائلته وأصدقائه ومعارفه ورفاق دربه وجميع محبيه خالص العزاء.

شاكر فريد حسن اغبارية صحفي وكاتب فلسطيني مقيم في فلسطين .. السيرة الذاتية ولدت في التاسع والعشرين من آذار 1960 في قرية مصمص بالمثلث الشمالي، نشأت وترعرعت بين أزقتها واحيائها وشوارعها، أنهيت فيها تعليمي الابتدائي والاعدادي، والتعليم الثانوي في كفر قرع. لم أواصل التعليم الجامعي نتيجة الظروف والاوضاع الاقتصادية الصعبة حينئذ. التحقت بسلك العمل واشتغلت بداية كساعي بريد في قرية مشيرفة، وفي بقالة بمدينة الخضيرة، ثم في الأشغال العامة، وفي مجال الصحافة مراسلًا لصحيفة الاتحاد الحيفاوية، ثم تفرغت للعمل الثقافي والكتابة. شغفت بالكلمة وعشقت القراءة ولغة الضاد منذ صغري، تثقفت على نفسي وقرات مئات الكتب والعناوين في جميع المجالات الأدبية والفلسفية والاجتماعية والتراثية والفلسفية، وجذبتني الكتب الفكرية والسياسية والتاريخية والبحثية والنقدية. وكان ليوم الأرض ووفاة الشاعر راشد حسين أثرًا كبيرًا على تفتح وعيي السياسي والفكري والثقافي. وكنت عضوًا في لجنة احياء تراث راشد حسين، التي عملت على اصدار أعماله الشعرية والنثرية وإحياء ذكراه. وكذلك عضوًا في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين برئاسة المرحوم سميح القاسم. بدأت الكتابة منذ نعومة اظفاري، ونشرت أولى محاولاتي وتجاربي الكتابية في مجلة " لأولادنا " للصغار، وفي مجلة " زهرة الشباب " للكبار، وفي مجلة " مجلتي "، التي كانت تصدر عن دار النشر العربي، بعدها رحت أنشر في مجلة المعلمين " صدى التربية " وفي صحيفة " الانباء " ومجلة " الشرق " لمؤسسها د. محمود عباسي، وفي مجلة " المواكب ". بعد ذلك تعرفت على الصحافة الفلسطينية في المناطق المحتلة العام 1967، وأخذت انشر كتاباتي في صحيفة " القدس " و " الشعب " و" والفجر " و " الميثاق "، وفي الدوريات الثقافية التي كانت تصدر آنذاك كالفجر الأدبي والبيادر الادبي والكاتب والشراع والعهد والعودة والحصاد، ومن ثم في صحيفتي " الأيام " و " الحياة الجديدة. هذا بالإضافة إلى أدبيات الحزب الشيوعي " الاتحاد " و " الجديد " و " الغد ". وكذلك في صحيفة القنديل التي كانت تصدر في باقة الغربية، وفي الصحف المحلية " بانوراما " و " كل العرب " و " الصنارة " و " الأخبار " و " حديث الناس " و" الآداب " النصراوية التي كان يصدرها الكاتب والصحفي الراحل عفيف صلاح سالم، وفي طريق الشرارة ونداء الأسوار والأسوار العكية ومجلة الإصلاح، وفي صحيفة المسار التي اكتب فيها مقالًا أسبوعيًا، بالإضافة إلى عشرات المواقع الالكترونية المحلية والعربية والعالمية ومواقع الشبكة الالكترونية. تتراوح كتاباتي بين المقال والتعليق والتحليل السياسي والنقد الأدبي والتراجم والخواطر الشعرية والنثرية. وكنت حصلت على درع صحيفة المثقف العراقية التي تصدر في استراليا.