أفغانستان: إجلاء جنوني وانسحاب مخجل

بسبب التطورات الأخيرة خصوصاً مع دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية، علق العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي على السقوط الكارثي لحكومة أفغانستان

أفغانستان: إجلاء جنوني وانسحاب مخجل

بسبب التطورات الأخيرة خصوصاً مع دخول حركة طالبان العاصمة الأفغانية، علق العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي على السقوط الكارثي لحكومة أفغانستان وخسارة ما اعتبروها 20 عاما من التضحيات الأميركية خلال أيام فقط.

فقد اعتبر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أن الرئيس الأميركي جو بايدن يغفل عن حجم التهديد الذي سيأتي من أفغانستان، مشدداً على أن عودة القاعدة إلى هناك وتهديدها لأميركا مسألة وقت.

فيما رأى رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي بوب مينينديز أنه ومع تقدم طالبان وانهيار سيادة القانون في أفغانستان، فقد بات يجب على الولايات المتحدة الأميركية إجلاء الفئات الأكثر ضعفاً، مشيراً إلى أن العمل السريع والفوري بات أمراً بالغ الأهمية

من جانبه، أصدر السناتور الجمهوري جيم إينهوف والعضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، الأحد، بيانا بشأن الوضع المتدهور في أفغانستان رأى فيه أنه وقبل بضعة أشهر فقط، كان لدى أميركا 2500 جندي يقومون بعمليات خاصة ومهمات استخباراتية حاسمة لمحاربة وهزيمة المنظمات الإرهابية لحماية العائلات الأميركية، معتبراً أن ذلك الوجود كان آخر وأقوى خط دفاع بين السلام والحرب وبين الحياة والموت، فيما بات الأفغانيون اليوم يواجهون مصيرا مأساويا.

كما رأى أن الرئيس بايدن تسبب بالفوضى الحالية، مشدداً على أن الرئيس لم يختار النهج المسؤول بل الخيار الكارثي، بحسب قوله.

بدوره، قال الزعيم الجمهوري ميتش مكونيل ‏إن الخروج الفاشل لإدارة بايدن من أفغانستان بما في ذلك الإجلاء الجنوني للأميركيين والأفغان المستضعفين من كابول، هو فشل مخجل للقيادة الأمريكية.

وأضاف أنه كان لدى الولايات المتحدة القدرة على تجنب هذه الكارثة، وفق قوله.

إلى ذلك حذر السيناتور الجمهوري جون براسو من سقوط أفغانستان، قائلا إنه فشل خطير للقيادة ويعرض أمن أميركا القومي للخطر.

كما تابع أنه لم يكن من الضروري أن يكون الأمر على هذا النحو، معتبراً أن انسحاب بايدن الفاشل والمتسرع قد مهّد الطريق أمام طالبان لتولي زمام الأمور إلى أن باتت أفغانستان ملاذ للإرهابيين، بحسب تعبيره.

ولفت إلى أن سوء التقدير الكارثي لإدارة بايدن سيكلف أرواح المدنيين الأفغان الأبرياء، وسيكون صفعة على وجه الرجال والنساء الأميركيين الذين خدموا وضحوا بالكثير في هذه الحرب.

إلى ذلك، لفت السيناتور الجمهوري والعضو البارز في لجنة الاستخبارات الأميركية في الكونغرس ماركو روبيو، أنه عندما أعلنت إدارة بايدن عن خطتها للانسحاب من أفغانستان ، كان هناك العديد من الأصوات في لجنة الاستخبارات تنادي بأن توقعاتهم لما سيحدث بعد ذلك كانت مجرد خيال.

وأضاف أن ما جرى يثبت صحة تلك التحذيرات.

أما السيناتور الجمهوري توم كوتون فقد طلب من الرئيس بايدن الظهور وإلقاء خطاب للأمة الأميركية لكشف تداعيات ما يحدث، وقال في تغريدة له "‏لماذا جو بايدن لم يظهر ؟ يجب أن يخاطب الأمة على الفور وأن يجيب على الوضع الكارثي في أفغانستان".

إضافة إلى ذلك، أوضح السيناتور الجمهوري والمرشح الرئاسي السابق ميت رومني، أنه لا يستطيع فهم سبب الانسحاب بهذه التكلفة البشرية المأساوية وبدون استراتيجية فعالة للدفاع عن شركاء أميركا، معتبراً ما جرى صدمة لا تقدر بثمن.

كذلك اعتبر السيناتور الجمهوري شاك غريسلي أن ‏ما يحدث في أفغانستان ما هو إلا فشل للقيادة الأميركية، وأن الانسحاب كان بحاجة لخطة.

الجدير ذكره أن حركة طالبان كانت دخلت كابل وتسلمت رسمياً إدارة العاصمة الأفغانية خلال ساعات، بعد فرار قوات الأمن منها.

وأمرت الحركة مقاتليها بدخول كابل بدعوى "منع عمليات النهب"، مؤكدة تأمين مراكز الشرطة وجامعة كابل ووزارة التعليم، بعد خلو المراكز الأمنية من عناصرها.