قائد بالجيش الأفغاني: قاتلنا طالبان ببسالة لكن القيادة الأميركية خذلتنا

قال الجنرال سميع سادات القائد في القوات المسلحة الأفغانية، إن الجيش "قاتل ببسالة" قبل سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، معتبراً أن الوضع الذي آلت إليه البلاد يعود إلى "الخيانة والفشل السياسي".

قائد بالجيش الأفغاني: قاتلنا طالبان ببسالة لكن القيادة الأميركية خذلتنا

قال الجنرال سميع سادات القائد في القوات المسلحة الأفغانية، إن الجيش "قاتل ببسالة" قبل سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، معتبراً أن الوضع الذي آلت إليه البلاد يعود إلى "الخيانة والفشل السياسي".

وفي مقال نشره بصحيفة نيويورك تايمز، كتب سادات: "على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، حاربت ليلاً ونهاراً، بلا توقف، في ولاية هلمند بجنوب أفغانستان ضد هجوم طالبان الدموي المتصاعد. وبعد تعرضنا لهجمات متكررة، أوقفنا حركة طالبان وأوقعنا خسائر فادحة في صفوفها".

وأضاف: "ثم تم استدعائي إلى كابول لقيادة القوات الخاصة الأفغانية، لكن طالبان كانت قد دخلت المدينة بالفعل، كان قد فات الأوان". وأردف: "أنا الآن منهك ومحبط وغاضب".

وأقر الجنرال الأفغاني بانهيار الجيش أمام تقدم حركة طالبان قائلاً: "صحيح أن الجيش الأفغاني فقد إرادته في القتال، ولكن هذا بسبب الشعور المتزايد بالتخلي من جانب شركائنا الأميركيين، وعدم الاحترام وعدم الولاء الذي انعكس في لهجة الرئيس الأميركي جو بايدن وتصريحاته خلال الأشهر القليلة الماضية".

وأكد سادات أنه لا يخلي مسؤولية الجيش الأفغاني، فقد "كان يتخبط في المحسوبية والبيروقراطية، لكننا توقفنا في النهاية عن القتال لأن شركائنا توقفوا بالفعل".

وتابع: "يؤلمني أن أرى الرئيس بايدن والمسؤولين الغربيين يلومون الجيش الأفغاني على هذا الانهيار، دون ذكر الأسباب الكامنة وراء ذلك. لقد أدت الانقسامات السياسية في كابول وواشنطن إلى خنق الجيش، وحدت من قدرتنا على القيام بواجبنا".

وقال الجنرال بالجيش الأفغاني إن "فقدان الدعم اللوجستي القتالي الذي قدمته الولايات المتحدة لسنوات قد كبّل أيدينا، كما فعل الافتقار إلى التوجيه الواضح من القيادة الأميركية والأفغانية".

وأضاف: "لقد قمت بقيادة 15 ألف شخص لمدة 11 شهراً في العمليات القتالية ضد طالبان بجنوب غرب أفغانستان، حيث فقدت مئات الضباط والجنود. ولهذا السبب، وعلى الرغم من أنني مرهق ومحبط، فقد كنت أرغب في تقديم منظور عملي والدفاع عن شرف الجيش الأفغاني. أنا لست هنا لإعفاء الجيش الأفغاني من الأخطاء، لكن الحقيقة هي أن الكثير منا حارب ببسالة وبشرف، لكن القيادة الأميركية والأفغانية خذلتنا".

وأشار سادات إلى أنه قبل أسبوعين "بينما كنا نقاتل لانتزاع السيطرة على مدينة لشكر جاه في جنوب البلاد من طالبان، عينني الرئيس أشرف غني قائداً للقوات الخاصة في أفغانستان.. تركت قواتي على مضض ووصلت إلى كابول في 15 أغسطس مستعداً للقتال، غير مدرك لمدى سوء الوضع بالفعل. ثم سلمني غني المهمة الإضافية المتمثلة في ضمان أمن كابول، لكن لم تتح لي أي فرصة، فقد كانت حركة طالبان تقترب، وفر غني من البلاد".

ولفت القائد العسكري الأفغاني إلى أن "هناك شعوراً متعاظماً بالخيانة هنا. لقد أنهى الهروب المتسرع من جانب غني جهود التفاوض على اتفاق مؤقت لفترة انتقالية مع طالبان، كان من شأنه تمكيننا من السيطرة على المدينة والمساعدة في إدارة عمليات الإجلاء. وبدلاً من ذلك اندلعت الفوضى، ما أدى إلى المشاهد اليائسة التي شوهدت في مطار كابول".

وعن انهار الجيش الأفغاني بسرعة، قال سادات إن الأمر يعود إلى3 أسباب: أولها أن اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس السابق دونالد ترمب في فبراير 2020 مع طالبان في الدوحة "قد حكم علينا بالفشل، ووضع تاريخ انتهاء المصالح الأميركية في المنطقة".

أما الثاني فهو فقداننا لدعم المتعاقدين اللوجستي، وهو أمر بالغ الأهمية لعملياتنا القتالية. ثم ثالثاً "أعاقنا الفساد المستشري في حكومة غني الذي تدفق إلى القيادة العسكرية العليا، وشل قواتنا على الأرض بشكل لا يمكن إصلاحه".

وقال الجنرال سميع سادات إن اتفاق ترمب وطالبان "شكّل الظروف القائمة في الوضع الحالي، من خلال تقليص العمليات القتالية الهجومية للقوات الأميركية والقوات المتحالفة معها. وتغيرت قواعد الدعم الجوي الأميركي المرافق لقوات الأمن الأفغانية، ما شجع طالبان".

وتابع: "كانوا يشعرون بالنصر ويعرفون أنها مجرد مسألة انتظار خروج الأميركيين. وقبل ذلك الاتفاق، لم تكن طالبان قد انتصرت في أي معارك مهمة ضد الجيش الأفغاني. وماذا بعد الاتفاق؟ كنا نخسر عشرات الجنود كل يوم".

وأشار سادات إلى أنه تم تدريب القوات الأفغانية من قبل الأميركيين باستخدام النموذج العسكري الأميركي على أساس وحدات استطلاع خاصة عالية التقنية وطائرات مروحية وضربات جوية. مضيفاً: "لقد فقدنا تفوقنا أمام طالبان عندما جف دعمنا الجوي ونفدت ذخيرتنا".

ولفت إلى أنه بحلول يوليو الماضي، غادر معظم متعاقدي الدعم البالغ عددهم 17 ألفاً، ما تسبب في مشكلات فنية في ما يتعلق بصيانة الطائرات والمروحيات.

وتابع سادات: "لقد قاتلت حركة طالبان بالقناصة والعبوات الناسفة، بينما فقدنا قدرة الأسلحة الجوية والموجهة بالليزر. وبما أننا لم نتمكن من إعادة إمداد القواعد بدون دعم طائرات الهليكوبتر، فقد افتقر الجنود في كثير من الأحيان إلى الأدوات اللازمة للقتال. واجتاحت طالبان العديد من القواعد. وفي أماكن أخرى، استسلمت وحدات كاملة".

وأشار إلى أن "انسحاب بايدن الكامل والمتسارع من أفغانستان أدى إلى تفاقم الوضع، في ظل تجاهل الأوضاع على الأرض".

وخلص القائد في الجيش الأفغاني إلى القول: "لقد تعرضنا للخيانة بفعل السياسة والرؤساء".

واستطرد قائلاً: "لم تكن هذه حرباً أفغانية فقط، لقد كانت حرباً دولية، بمشاركة العديد من الجيوش. وكان من المستحيل أن يتولى جيش واحد المهمة لوحده ويقاتل، كانت هذه هزيمة عسكرية لكنها انبثقت عن فشل سياسي".