المغرب والبوليساريو يتفقا على تعيين دي ميستورا مبعوثاً لملف الصحراء والجزائر تُرحب

اتفق المغرب وجبهة البوليساريو على تعيين الأمم المتحدة للدبلوماسي الإيطالي ستيفان دي ميستورا مبعوثا خاصا لملف الصحراء بعد رفضهما 12 مرشحا للمنصب

المغرب والبوليساريو يتفقا على تعيين دي ميستورا مبعوثاً لملف الصحراء والجزائر تُرحب
المغرب و

اتفق المغرب وجبهة البوليساريو على تعيين الأمم المتحدة للدبلوماسي الإيطالي ستيفان دي ميستورا مبعوثا خاصا لملف الصحراء بعد رفضهما 12 مرشحا للمنصب،

فيما أعلنت الجزائر، دعمها لجهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد، من أجل إطلاق "مفاوضات مباشرة" بين المغرب وجبهة "البوليساريو".

جاء ذلك في تصريح مكتوب وزعته الخارجية الجزائرية، غداة إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعيين الإيطالي ستيفان دي مستورا مبعوثا شخصيا له إلى إقليم الصحراء، خلفا للألماني هورست كوهلر، الذي استقال في مايو/ أيار 2019.

وقالت الوزارة إنها "ستدعم جهوده (دي ميستورا)، وتعرب عن أملها في أن تساهم هذه الجهود في إعادة إطلاق مفاوضات مباشرة فعالة وجادة، بحسن نية ودون شروط مسبقة"، بين الرباط و"البوليساريو".

وذكرت الأمم المتحدة أن دي ميستورا لديه أكثر من 40 عاما من الخبرة الدبلوماسية، إلا أن تلك الخبرة لم تأت أكلها في سوريا حيث أعلن تخليه عن مهامه في نهاية العام 2018 بعد 4 سنوات قضاها كمبعوث خاص إلى سوريا وفشل حيث فشل سلفاه البارزان كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي في حل الأزمة.

وشاركت الجزائر وموريتانيا في المفاوضات السابقة بشأن الصحراء، باعتبارهما بلدان جاران وملاحظان للنزاع، وفق قرار للأمم المتحدة.

وفي 2018، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في تصريح صحفي، إن "الجزائر والبوليساريو يروجان لموضوع المفاوضات المباشرة ويريدان ذلك"، مشددا على أن المغرب "يرفض المفاوضات المباشرة مع البوليساريو".

ويشهد إقليم الصحراء نزاعا بين المغرب و"البوليساريو" منذ إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة في 1975،

وتحول إلى مواجهة مسلحة توقفت عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.

وتصر الرباط على أحقيتها في الصحراء، وتقترح حكما ذاتيا موسعا تحت سيادتها، فيما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

ويجيد دي ميستورا الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والسويدية والعربية، وهو دبلوماسي متمرس شغل مناصب رفيعة في الأمم المتحدة، وقد كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق بين 2007 و2009، وفي أفغانستان بين عامي 2010 و2011 مبعوثا خاصا إلى سوريا بين عامي 2014 و2018 أعلن بعدها التخلي عن مهامه.

ففي العام 2019 وخلال كلمة ألقاها في مركز "آغا خان" بلندن، ذكر مبعوث الأمم المتحدة أنه قدم استقالته من مهمامه في سوريا لتفادي مصافحة الرئيس بشار الأسد، حيث قال بالحرف الواحد: "قدمت الاستقالة العام الماضي لأسباب شخصية، وبشكل غير رسمي لأنني شعرت بأن الحرب على الأرض توشك على النهاية، ولكوني مناهضا في الواقع لما جرى في حلب وإدلب وداريا، لم يكن بوسعي أن أكون شخصا يصافح الأسد ويقول له: معليش".

وعلى الرغم من تصريحات دي ميستورا هذه إلا أن المبعوث الأممي السابق إلى سوريا كان قد التقى الرئيس السوري بشار الأسد مرات عديدة في العاصمة السورية دمشق لبحث ملف الأزمة السورية، ناهيك عن تصريحاته الكثيرة للصحفيين عن الأسد أثناء أداء مهامه كمبعوث أممي والتي قال خلالها إن "الرئيس الأسد هو جزء من الحل وسوف نستمر في إجراء مناقشات مهمة معه".

وتعددت الآراء بشأن التعيين، حيث رحبت النمسا بتعيين الدبلوماسي المخضرم ستيفان دي ميستورا كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.وتوقعت الخارجية النمساوية أن يوفر هذا الاختيار زخما جديدا للحوار ودفع العملية السياسية بشأن الصحراء قدما.

ورحب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن بالتعيين، حيث قال في بيان، "أرحب بالإعلان عن تعيين المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا"، مؤكدا أن الولايات المتحدة تدعم بشكل تام العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية لتعزيز السلام والإزدهار لمستقبل شعوب المنطقة.

وفي المقابل ورغم ترحيب السلطات الرسمية في العديد من الدول بتعيين دي ميستورا، اختلفت الآراء بين النشطاء والمدونين على مواقع التواصل الاجتماعي بين مرحب وناقد ومتسائل حول ما سيقدمه المبعوث الأممي من حلول لوضع نهاية للأزمة.