طائرة بدون طيار روسية بمواصفات خارقة وذكاء غير مسبوق

تمكنت روسيا من إجراء اختبار ناجح على طائرة بدون طيار «درون» تتمتع بمواصفات خارقة وغير مسبوقة، فيما نجحت طائرة روسية أخرى بدون طيار في العودة إلى موقعها من دون أي تدخل بشري ولا توجيه مسبق

طائرة بدون طيار روسية بمواصفات خارقة وذكاء غير مسبوق

تمكنت روسيا من إجراء اختبار ناجح على طائرة بدون طيار «درون» تتمتع بمواصفات خارقة وغير مسبوقة، فيما نجحت طائرة روسية أخرى بدون طيار في العودة إلى موقعها من دون أي تدخل بشري ولا توجيه مسبق وإنما باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، لتكون الأولى على مستوى العالم.

وقطع الدرون الروسي الهجين «زالا 421» مسافة 1130 كيلومترا خلال 12 ساعة، ليكون بذلك قد حقق اختباراً ناجحاً، وسجل تطورا مهماً في عالم طائرات الاستطلاع، بحسب ما أورد تقرير لشبكة «روسيا اليوم».

وقال التقرير إن «اختبار الدرون الروسي يعني خطوة هامة على طريق وضع فكرة استخدام درونات الاستطلاع».

ولم يستخدم الدرون في مساره إشارات الملاحة الفضائية، بل حقق التوجه بواسطة أجهزة الملاحة البصرية التي تعد أكثر دقة بمقدار أضعاف من أجهزة الملاحة الاستمرارية ولا تقل دقة عن أجهزة «جي بي إس» أو غلوناس» للملاحة الفضائية.

لكن المنظومات الإلكترونية يصعب عليها في هذه الحال اكتشاف الدرون أو إسكاته، وعلاوة على ذلك فإن اختبار الدرون أظهر إمكانية التحكم فيه من مركزين منعزلين يبعدان 500 كيلومتر عن مسار الدرون.

كما أظهر نجاح اختبار الدرون أن المهندسين الروس قد وجدوا سبيلا لتحقيق الاستطلاع الاستراتيجي باستخدام الدرونات، علما أن إمكانية استطلاع أهداف ومنشآت العدو على مسافة 700 كيلومتر وراء خط الجبهة قد حوّلت الدرون إلى طائرة استراتيجية حقيقية من دون طيار.

يذكر أن سلاح الجو الأمريكي يحقق الاستطلاع الاستراتيجي كهذا بواسطة درون «غلوبال هوك» الذي يحلّق إلى مسافة 5 آلاف كيلومتر ويبقى في الجو لمدة 24 ساعة، مع العلم أن وزنه عند الإقلاع بلغ 40 طنا. أما باع جناحه فبلغ 40 مترا تقريبا.

مع ذلك فإن إنتاج طائرة واحدة كهذه يكلف البنتاغون 140 مليون دولار، أما ساعة واحدة لتحليق الدرون فتكلفه 31 ألف دولار فقط، بينما بلغ باع جناح درون «زالا» الروسي 4.5 متر ووزنه عند الإقلاع 16 كيلوغراما.

لكن الدرون الذي اخترعه صناع الأسلحة في مدينة إيجيفسك الروسية لا يقل فاعلية عن منافسه الأمريكي من حيث حجم المهام المنفذة من قبله.

وعلاوة على ذلك فإن الدرون الروسي يعمل كطائرة هجينة تستخدم قوة الدفع الناتجة عن محرك الاحتراق الداخلي والبطارية الكهربائية. ويمكن أن يعمل بالكهرباء لمدة ساعة واحدة، ما يزيد من قدرته على التخفي.

على صعيد آخر، نجح الدرون الروسي الذي يحمل اسم «الصياد» في العودة إلى المطار بعد فقدان الاتصال بمشغّله، وذلك باستخدام الذكاء الصناعي، لتسجل روسيا بذلك تفوقاً مهماً في هذا المجال.

وأعلن ذلك كبير مصممي الدرون التابع لشركة «سوخوي» الروسية، سيرغي بيبيكوف في مقابلة مع برنامج «فوني بريومكا» لقناة «زفيزدا» التلفزيونية العسكرية الروسية.

وقال: «تجعل منظومة القيادة درون (الصياد) يبذل من تلقاء نفسه جهودا للعودة السليمة إلى قاعدة انطلق منها، مع العلم أن أجهزة القيادة المعلوماتية المزودة بعناصر من الذكاء الاصطناعي والتي تتضمنها يمكن أن تتولى تنفيذ مهام مشغل الدرون الذي يتحول بدوره إلى طائرة من دون طيار لا يتدخل مشغلها تماما في عملها في حال فقدان الاتصال به».

وحسب كبير المصممين فإن الاختلاف المبدئي لمنظومة القيادة المعلوماتية عن مثيلاتها في الطائرات المدنية والعسكرية ينحصر في أنها أكثر ذكاء منها ولا تتطلب تدخل الطيار في عملها، كما أنها تعلم سرعة يجب أن يطير الدرون بها وتراقبها وتنفذ أوتوماتيكيا كل الوظائف.

يذكر أن وكالة «تاس» الروسية كانت قد أفادت في وقت سابق، نقلا عن مصدر لها في شركة «سوخوي» بأن درون «الصياد» يمكن أن ينفذ مهام قتالية بشكل مستقل بفضل أجهزة الذكاء الاصطناعي الذي تم تزويده بها. كما بوسعه البحث عن الأهداف بشكل مستقل وإبلاغ مركز القيادة عنها ويهاجمها.