أونروا بالأردن في دائرة الاتهام

الكثير من المواضيع المتعلقة بفلسطين أزيلت ليس في مدارس الأونروا في الأردن فحسب

أونروا بالأردن في دائرة الاتهام
تغييب القضية الفلسطينية من المناهج

بات الحديث عن القضية الفلسطينية وما يدور في إطارها من أحداث، في المدارس التابعة لوكالة أونروا، تهمة تعاقب عليها الوكالة التي أوجدت أصلا لتطبيق قرار 194 الخاص بعودة اللاجئين والتعويض واستعادة الممتلكات.

وفي حادثة عجيبة، قالت الطالبة ربى لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إنّ صفها حُرم من المشاركة في الإذاعة المدرسية الصباحية بسبب تنظيمه برنامجا صباحيا يتحدث عن فلسطين. 

وحصل "المركز الفلسطيني للإعلام" على بعض المستندات التي توضح جزءا من قوانين أونروا التي تلزم موظفيها بالحياد وعدم التصريح أو المشاركة في أنشطة سياسية تتنافى أو تلحق الأذى باستقلاليتها، على حد تعبيرها.

يشار إلى أنَّ المناهج المعتمدة في مدارس وكالة الغوث هي نفس مناهج الدول المضيفة أي أن أي تقصير في بيان حيثيات القضية الفلسطينية ناجم عن قصور في المناهج، وهذا ما أكده كاظم عايش -المدير المتقاعد ورئيس اتحاد العاملين السابق في الأردن- في حديثه مع "المركز الفلسطيني للإعلام".

وأضاف عايش أن الكثير من المواضيع المتعلقة بفلسطين أزيلت ليس في مدارس أونروا في الأردن فحسب، بل في جميع الدول العربية في محاولة؛ لطمس الهوية الفلسطينية.

تقول أونروا: إن سياستها المتبعة حاليا هي الحياد السياسي، وتدعي أن الحديث عن ممارسات الاحتلال القمعية حديث سياسي لا يجوز تسليط الضوء عليه.

وردًّا على هذا الكلام، قال عايش: إن "إدانة الاحتلال الصهيوني وجرائمه ضد الفلسطينيين تعده الوكالة تحيزا مع فلسطين ضد الاحتلال، وشاهدنا هذا لدى منع نشر خارطة فلسطين التاريخية وغيرها".

وأكد عايش أنَّ أونروا تحذر موظفيها والعاملين فيها دوريًّا من الحديث عن فلسطين حتى ولو كان رأيا حياديًّا، فهي ترفضه رفضا قاطعا.

وبيّن أنّ "التقييد والحرمان من حرية التعبير والرأي هو اعتداء على حقوق الإنسان واعتداء على حق الشعب الفلسطيني باتخاذ موقف تكفله الشرائع الدولية والمبادئ الأممية".

الحصار يزداد شراسة في محاربة المحتوى الفلسطيني في المناهج الدراسية حتى أصبحت شبه فارغة، فضلا عن منع الأنشطة المدرسية التي تشتمل على مضامين التعبير عن رفض الاحتلال والتمسك بالهوية الفلسطينية.

ويرى عايش أن هذا السلوك هو نتيجة لتوقيع أونروا ما سمي بـ"اتفاقية الإطار" مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تسمح للأخيرة وباقي الدول بالتدخل فيما يعرض في مناهج دراسية تابعة لوكالة الغوث.

وأشار عايش إلى أن ما يحدث في مدارس أونروا يعرض اللاجئ وحتى موظف أونروا والوكالة نفسها لفقدان استقلاليتها لتصبح تابعة لأمريكا ودول معادية للحق الفلسطيني.

الهدف من إيجاد وكالة الغوث هو تمكين اللاجئ الفلسطيني من حقه في العودة وتعزيز صموده في وجه المحتل من خلال المناهج المدرسية في وكالة الغوث، وهذا ما أكده علي هويدي المختص بشؤون أونروا في حديثة مع "المركز الفلسطيني للإعلام".

واستهداف أونروا -كما بيّن هويدي- جاء من خلال استهداف المناهج الدراسية التي تدرس في مدارسها، ومن خلال تعرضها في الآونة الاخيرة لمحاولات تصفية وإلغاء حق العودة.

ونبّه في هذا الإطار إلى "ما تعرضت له الوكالة من البرلمان الأوروبي عندما عرضت لجنة الموازنة في البرلمان قرارا باقتطاع ما يقارب 23 مليون دولار من ميزانية 2022 للسلطة الفلسطينية إن لم تعدل أونروا من مناهجها الدراسية، إلا أن هذا المقترح سقط والخطورة باقية".

وقال: "الخطر قائم؛ حيث إن عدد المصوتين لقطع المساعدات ثلث البرلمانيين، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا وتهديدا إذا لم يكن هناك تحرك فعلي من الدول المضيفة وسفير دولة فلسطين وهو عضو مراقب في الأمم المتحدة".

وأكد هويدي أن المسار الوطني يجب أن يعزز في المدارس، وأي انتقاص واستهداف لقضايا وطنية ومنع عرضها لطلاب المدارس ما هو إلا مقدمة لطمس الهوية الفلسطينية بغض النظر عن المكان الجغرافي.

كما دعا البرلمان الأوروبي إلى مراجعة مناهج الاحتلال لما تحتويه ما كراهية كبيرة للفلسطينيين والعرب.

 

 المصدر - المركز الفلسطيني للإعلام