أزمة المهاجرين..بولندا تتهم بيلاروسيا بممارسة إرهاب دولة

أزمة المهاجرين..بولندا تتهم بيلاروسيا بممارسة إرهاب دولة
أزمة المهاجرين..بولندا تتهم بيلاروسيا بممارسة إرهاب دولة

اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، اليوم الأربعاء، أن أزمة المهاجرين غير المسبوقة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا "غير مقبولة"، مؤكدةً على ضرورة ألا يقضي اللاجئون ليلة أخرى عالقين بين البلدين.

وقالت باشليه في بيان: "أطالب الدول المعنية باتخاذ خطوات فورية لوقف التصعيد وحل هذا الوضع غير المقبول".

واعتبرت "أنه لأمر مريع أن تتواجد أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين متروكين في وضع يائس مع درجات حرارة تقارب الصفر على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا".

وقد اتهم رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، اليوم بيلاروسيا، بممارسة "إرهاب دولة" في أزمة المهاجرين.

وقال للصحافيين في وارسو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال "ما نواجهه هنا، ويجب أن نكون واضحين، هو إرهاب دولة"، مضيفاً أنه يعتقد أن ذلك هو "انتقام صامت" من جانب لوكاشنكو بسبب دعم بولندا للمعارضة البيلاروسيا.

ومن جانبه، أكد ميشال أن المزيد من "العقوبات المحتملة (على بيلاروسيا) مطروحة على الطاولة مرة أخرى"، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستجري مشاورات بهذا الشأن الاثنين.

وتابع: "يجب أن نظهر وحدتنا القوية ليكون لدينا تأثير ووقف الذي يحدث لأنه غير مقبول".

وتحدثت السلطات البولندية الأربعاء عن زيادة في محاولات المهاجرين عبور الحدود، وأشارت إلى أن بعضهم نجح من دون أن تحدد العدد.

كما أعلنت بولندا اليوم أنها شنت حملة ضد المهاجرين المحتشدين على الحدود واعتقلت أكثر من 50 منهم مع تزايد محاولات العبور.

من جهته، قال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك إن "الوضع ليس هادئاً" اليوم، وقال إن مجموعة كبيرة حاولت عبور الحدود الاثنين، لكن الأربعاء قامت مجموعات صغيرة عدة "بمهاجمة الحدود البولندية في أماكن عدة في وقت واحد". وأضاف أن "حوالي 15 ألف جندي" يحمون الحدود البولندية.

وأوضح بلاشتشاك أن بيلاروسيا ترهب المهاجرين لإجبارهم على عبور الحدود.

ومن جهة اخرى، أعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلق إزاء الوضع على الحدود البيلاروسية البولندية.

وقال بيسكوف الخميس إن بوتين على تواصل مستمر مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو حول مسألة اللاجئين، مؤكداً أن روسيا تبذل الجهود لحلها.

كما علق على التقارير حول احتمال فرض عقوبات على شركة ايروفلوت الروسية بزعم نقل المهاجرين إلى مينسك، معتبراً أن "مثل هذه الأفكار المجنونة تعيش في الخدع الإعلامية".

ومن جهته أكد الرئيس البيلاروسي أن الوضع على الحدود مع بولندا كارثي، كاشفاً أن "هناك محاولات لنقل الأسلحة والذخيرة إلى مخيم اللاجئين على الحدود مع بولندا لإثارة الصراع".

وقال لوكاشنكو إنه بحث مع بوتين "محاولات لنقل الأسلحة من دونباس إلى اللاجئين الأكراد"، لافتاً إلى أنه طلب من موسكو أن ينضم الطيران الاستراتيجي الروسي في عملية مراقبة الحدود البيلاروسية.

إلى ذلك حذر الاتحاد الأوروبي بإمكانية الرد بحزم على حزم العقوبات الجديدة. 

من جانبه أفاد دبلوماسيون وكالة فرانس برس الأربعاء بأن مجلس الأمن سيعقد الخميس اجتماعاً طارئاً مغلقاً للبحث في أزمة المهاجرين عن الحدود بين بيلاروس وبولندا، بطلب من إستونيا وفرنسا وإيرلندا.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأربعاء خلال مؤتمره الصحافي اليومي إن "هذه الأوضاع يجب ألا تستغل لغايات سياسية وألا تتحول إلى مصدر للتوتر بين الدول"، وإن الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) يجدد التأكيد على "أهمية معالجة قضايا الهجرة واللاجئين بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية والقانون الدولي".

ومنذ أشهر يسعى مهاجرون لعبور الحدود، إلا أن الأزمة تفاقمت مؤخراً بعدما حاول المئات الاثنين توحيد جهودهم لدخول بولندا مما دفع حرس الحدود البولنديين إلى التصدي لهم ودفعهم للتراجع. واستحدث المهاجرون مخيماً عند الحدود حيث يقيمون في خيم ويشعلون النار للتدفئة بعدما نصب حرس الحدود البولنديون أسلاكاً شائكة عند حدود بلادهم.

كما أغلقت الطرق المؤدية إلى الموقع أمام الصحافيين المستقلين. لكن في بلدة سوكولكا القريبة أفاد مراسلو وكالة فرانس برس أنهم شاهدوا دورية توقف السيارات وتفتشها بحثاً عن مهاجرين، ودوريات للجيش والشرطة تغادر البلدة.

وقال نائب رئيس بلدية سوكولكا بيوتر رومانوفيتش في تصريح لفرانس برس إن "السكان هنا يعانون من قلق دائم"، فيما ذكرت إيسابيلا كوريتسكي (38 عاما) المقيمة في المنطقة سماع الصفارات والمروحيات طوال الوقت".

إلى ذلك نشرت بولندا 15 ألف جندي على طول الحدود لمؤازرة الشرطة وحرس الحدود.

من جهتها اتهمت بيلاروس بولندا بخرق الأنظمة الدولية بمنعها دخول المهاجرين وبصدهم بالضرب وأعمال العنف.

ودعت مستشارة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود كايل مكنالي التي سبق أن التقت مهاجرين في الجانب البيلاروسي من الحدود إلى السماح بتقديم المساعدات من دون أي عوائق. وقالت إن "الناس الذين تحدثنا معهم والذين رأيناهم هم في حالة يرثى لها والأمر يزداد سوءاً كل يوم". 

بدورها طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأربعاء بوتين بـ"ممارسة نفوذه" لدى مينسك من أجل وضع حد لما اعتبرته استغلالاً "غير إنساني" للمهاجرين، وذلك بعد دعوة أوروبية مماثلة.

وردت مينسك وموسكو على هذه الاتهامات بتحميل الغرب مسؤولية تدفق المهاجرين بسبب تدخلاته العسكرية في الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي خلال زيارة إلى موسكو إن الاتحاد الأوروبي تسبب بهذه الأزمة لاستخدامها ذريعة لفرض عقوبات جديدة على مينسك، داعياً إلى "رد فعل مشترك" مع روسيا ، خلال زيارة لموسكو الأربعاء.

من جانبه اتهم وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف المؤسسات الغربية بشن "حملة مناهضة لبيلاروسيا"، قائلاً إن مينسك وموسكو "عززتا تعاونهما بشكل فعال لمواجهة" هذه الحملة.

ويذكر أنه في الأشهر الأخيرة سجّلت محاولات عدة، نجح قسم منها، لعبور الحدود من بيلاروسيا إلى لاتفيا وليتوانيا وبولندا، الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

ولقي عشرة مهاجرين على الأقل مصرعهم في المنطقة منذ بداية الأزمة بينهم سبعة على الجانب البولندي من الحدود، وفق صحيفة غازيتا فيبورتشا اليومية البولندية