الطيف الكهرومغناطيسي.. فئة أسلحة جديدة للقوات الجوية الإلكترونية الأميركية

إن ذروة الانتصار في المعارك المستقبلية ربما لا تكون بالنجاح في إسقاط مقاتلة أو تفجير هدف معاد، وإنما من المرجح أنه سيكون من خلال إثارة أو الارتباك في خطوط العدو هو العنصر الأكثر حسمًا لتحقيق النصر

الطيف الكهرومغناطيسي.. فئة أسلحة جديدة للقوات الجوية الإلكترونية الأميركية
الطيف الكهرومغناطيسي

إن ذروة الانتصار في المعارك المستقبلية ربما لا تكون بالنجاح في إسقاط مقاتلة أو تفجير هدف معاد، وإنما من المرجح أنه سيكون من خلال إثارة أو الارتباك في خطوط العدو هو العنصر الأكثر حسمًا لتحقيق النصر في ساحة المعركة، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع "ديفنس نيوز" Defense News.

وأعرب جنرال تاد كلارك، مدير قطاع تفوق الطيف الكهرومغناطيسي في سلاح الجو الأميركي عن قناعته بأنه "في ساحة أي معركة مُحتملة بالقرن الحادي والعشرين، سيتحقق الفوز من خلال القدرة على إثارة الشك والتردد والارتباك في خطوط العدو".

القدرات العسكرية غير الحركية

خلال عرض تقديمي في ندوة رابطة الغربان القديمة، قال جنرال كلارك إنه يجب أن تتوافر لقوات سلاح الجو الأميركي القدرة على إجبار الخصوم على إعادة تقييم ما إذا كانت الاحتمالات لصالحهم وأن يقوموا بالتشاور لتحديد ما إذا كان بإمكانهم اتخاذ خطوة أم لا، وما إذا كان الوقت مناسبًا لهم للقيام بذلك أم لا، وبالتالي يمكن إبطاء تسلسل إصدار مصفوفة قرارات العدو".

وشرح جنرال كلارك قائلًا إن تحقيق هذا النوع من الارتباك يعتمد بشكل حاسم على التفوق في الطيف الكهرومغناطيسي، مضيفًا أن التفوق في الطيف يدعم كل مهمة أساسية داخل الجيش الأميركي.

وأوضح أن القدرات غير الحركية ستكون حاسمة في إدراك هذا النوع من الارتباك بين الأعداء بل وربما تمنع حتى شن الحروب في المستقبل.

يقوم قطاع التفوق في الطيف الكهرومغناطيسي بمساعدة القوات الجوية الأميركية على فهم القدرات التي يمكن أن تكون متاحة حاليًا وما هي الاستثمارات التي يجب القيام بها، والتي ستثبت أهميتها لأن الجيش الأميركي يواجه ميزانيات أكثر إحكامًا في المستقبل.

ويهدف القطاع الذي تم إنشاؤه قبل عامين، إلى توفير إشراف موحد لمسائل الطيف الكهرومغناطيسي من مستوى المقر الرئيسي للقوات الجوية.

الطيف الكهرومغناطيسي

ويشمل مصطلح الطيف المغناطيسي جميع الترددات الممكنة من الإشعاعات الكهرومغناطيسية وهو عبارة عن خطوط من الأشعة الصادرة من جسم أسود عند درجة حرارة معينة ويكون لكل خط طول موجة معينة وتردد معين.

ويمتد الطيف الكهرومغناطيسي من الترددات المنخفضة مثل الترددات المستخدمة في الرّاديو، عبر الترددات المتوسطة مثل ترددات أشعة الضوء المرئي، إلى الترددات العالية مثل أشعة إكس وينتهي بأشعة غاما.

تكاليف زهيدة

وقال جنرال تشارلز براون، رئيس أركان القوات الجوية سابقًا: "في بعض الجوانب، يكون الإلكترون أرخص بكثير من صاروخ باهظ الثمن"، مما يعني أن القوة الجوية يمكنها تحقيق بعض التوفير الفعلي في التكاليف في القدرات غير الحركية.

وكان جنرال براون قد أوضح في مؤتمر في وقت سابق من العام الجاري أن مثل هذه القدرات غير الحركية يمكن أن تكون هي "السلاح السائد الاستخدام في المستقبل"، مضيفًا: "نحن الآن عالقون في مكان ما في التفكير بأن الكتلة يجب أن تكون فيزيائية. ولكن ماذا لو لم نضطر إلى إنتاج طلعات جوية لتحقيق نفس التأثير؟ وماذا لو كانت قنبلة مستقبلية ذات قطر صغير تبدو مثل الآحاد والأصفار؟ (أي حرب إلكترونية)".

وأشار جنرال كلارك إلى أنه بالنظر إلى المبلغ المحدود للأموال التي تتطلبها الأسلحة الإلكترونية، فإنه سيُتعين على سلاح الجو الأميركي أن يختار استثمار ميزانيته بحكمة، أي أن "تستثمر في أنواع القدرات، التي يتم تسليح القوات الجوية والقوات الفضائية بها، من خلال إتاحة مزيدًا من التكنولوجيا والقدرة على الوصول إلى المكان الذي تحتاج إلى أن تكون فيه بالمستقبل".

الفضاء السيبراني

وشرح جنرال كلارك أن إحدى مجموعات القدرات غير الحركية تتمثل في التقارب بين الفضاء السيبراني والطيف الكهرومغناطيسي، حيث أن "النسيج الضام بين الفضاء السيبراني والطيف الكهرومغناطيسي مذهل"، موضحًا أن هناك إمكانيات هائلة يمكننا تحقيقها الآن تتيح الحصول على الحالة النهائية المرغوبة والتأثيرات المنشودة والتأثيرات غير الحركية بمبالغ ضئيلة للغاية، بخاصة وأن "الفضاء الإلكتروني والطيف الكهرومغناطيسي قابلان للاستنساخ والاستدامة بيسر مرة أخرى ".

منظومة شبكية متكاملة

ويعتبر الخبراء أن قدرات الطيف الكهرومغناطيسي بمثابة نظام شبكي متكامل للأنظمة على العديد من المنصات، التي يمكن استغلالها من خلال مفهوم مناسب لكي تكون فعالة في التطبيقات العسكرية.

وفيما يتعلق بالجناح 350 للحرب الإلكترونية في الجيش الأميركي، الذي تم إنشاؤه حديثًا، فإن يهدف إلى ربط القدرات المتباينة المنتشرة عبر مختلف المنصات بحيث تتحول إلى مهمة رئيسية يمكن من خلالها المضي قدمًا لتطوير تطبيقات تخدم كافة المنصات في ساحة المعركة.

ومن المقرر أن يقوم الجناح 350، الذي تم إنشاؤه في يونيو، بتجهيز وتحسين المجال لقدرات الطيف الكهرومغناطيسي بهدف توفير ميزة تنافسية مستدامة في المجال غير المادي في خدمة مختلف أفرع القوات المسلحة الأميركية.