أنت المسؤول . يا وزير التربية
وزير التربية والتعليم في أي بلد بصفته الاعتبارية هو المسؤول الأول عن أي شروخ او تجاوزات في المؤسسات التعليمية

وزير التربية والتعليم في أي بلد بصفته الاعتبارية هو المسؤول الأول عن أي شروخ او تجاوزات في المؤسسات التعليمية .
ضجت مواقع التواصل بحادث تعنيف احد المعلمين لطالب من طلابه ، ومثل هذه الواقعة تحدث بين الحين والآخر في بلاد مختلفة ، فتكثر التعليقات وتختلف الآراء والتجاذبات وتذهب في معظمها إلى تجريم المعلم ، ويبدأ التحريض على المعلمين ، بل على المنظومة جميعها ، مما يؤدي إلى تقليص الثقة بالمنظومة التعليمية . وقليل من الناس يذهبون إلى تحميل الطالب وأسرته مسؤولية الانفلات ، وكأنهم يبررون للمعلم عنفه .
لسوء حظ هذا المعلم أنه وقع تحت عين الكاميرا ، وفي الواقع أن أحداثا مشابهة تحدث يوميا في المدارس ، ولكن لا تسلط عليها الأضواء ، وتمضي وتصبح من ذكريات الطالب ظالما أو مظلوما .
لم يتوقف أحد يوما عند الطرف الحقيقي المسؤول عن هذه التجاوزات ، لأننا تعودنا أن ننظر بسطحية ألى المشكلات التربوية . ضارب ومضروب ، دون أن نفكر بالأسباب الحقيقية ، ودون أن نعالج المشكلات من جذورها .
أسئلة موجه لوزارة التربية والتعليم المعنية . ماذا قدمتم من تدريب لهذا المعلم قبل الخدمة وأثناءها ليكون المعلم قادرا على التعامل مع تلاميذه ومع المشكلات التي يواجهها ؟ غالبا ما يتم تعيين المعلم بعد تخرجه دون أن يمتلك التدريب الضروري لمواجهة متطلبات المهنة ، فيتصرف كما رأى معلميه عندما كان تلميذا ، أويستدعي من ذاكرته مواقف مشابهة ليعالج مشكلة ، فيقع في المحظور دون قصد .
استكمل سؤالي لوزارة التربية والتعليم .
هل دربتم هذا المعلم على خصائص نمو التلاميذ ؟ فهذه الخصائص تقدم مفاتيح للمعلم ليعرف كيف يتعامل مع تلاميذه وفق المرحلة العمرية ، وهي بمثابة ( كتالوج ) يتضمن الخصائص المشتركة لكل مرحلة عمرية .
هل قدمت وزارة التربية والتعليم لهذا المعلم وغيره تدريبا على حل المشكلات ، زأخلاقيات المهنة ؟
لو اتيح لي ان اترافع عن هذا المعلم ، لطرحت كل هذه الأسئلة على وزير التربية باعتباره طرفا اعتباريا في هذه المعادلة .
كيف تطلب من المعلم أن يمارس دوره التربوي بشكل صحيح دون أن تحشد له ادواته من تدريب ضروري وتقديم نماذج ومواقف عملية ميدانية يتعلم منها كيف يواجه مشكلاته مع تلاميذه .
ينطبق على المعلم في هذه المعادلة قول الشاعر :
القاه في اليم مكتوفا وقال له
إياك إياك أن تبتل بالماء .
د. أحمد عرفات الضاوي .