هآرتس العبرية.. مظاهرة اليمين.. علامة على ضعف نتنياهو

هناك شعور بأن المنطق يحتاج منا رفع القبعة والانفعال من عدد المشاركين في مظاهرة اليمين في يوم الخميس الماضي. حيث أنه في نهاية المطاف فإن الديمقراطي الحقيقي، حتى لو كان يعارض الحكومة، لا يمكنه الاستخفاف بالمائة ألف شخص الذين يخرجون من البيوت للتعبير عن موقفهم. وما الذي يمكن أن يفعله؟ سيقول …

هآرتس العبرية.. مظاهرة اليمين.. علامة على ضعف نتنياهو

هناك شعور بأن المنطق يحتاج منا رفع القبعة والانفعال من عدد المشاركين في مظاهرة اليمين في يوم الخميس الماضي. حيث أنه في نهاية المطاف فإن الديمقراطي الحقيقي، حتى لو كان يعارض الحكومة، لا يمكنه الاستخفاف بالمائة ألف شخص الذين يخرجون من البيوت للتعبير عن موقفهم. وما الذي يمكن أن يفعله؟ سيقول أنا حاولت وقد نجحت.
أولا، يوجد لي تعاطف قليل جدا مع الذين يطالبون بانقلاب نظامي عنيف، حتى لو جاؤوا بجميع أبناء العائلة من حفاد جلعاد في السيارات بالمجان، وسيعودون الى البيوت سيرا على الاقدام مع الجدة والاولاد يتسهار وتفوح. هذا دليل على اخلاص استثنائي للقطاع الحريدي الوطني والاستيطاني لفكرة الديكتاتورية. لا شك أن رائحة احتمالية تحقيق التفوق اليهودي في إسرائيل تصيبهم بالثمل. واضعاف المحكمة العليا سيخدم حلمهم. كيف بداية يجب علينا احترام التاريخ الذي مكننا من التمييز بين جمهور وجمهور، بين المواطنين الذين يخرجون الى الشوارع باسم حقوق الانسان وبين ترسيخ حكم غير ديمقراطي.
بالطبع هناك فرق صغير بين حدث لمرة واحدة وبين مظاهرات تستمر منذ 17 أسبوع، التي فيها المواطنون من كل ارجاء البلاد يخرجون للتعبير عن الاحتجاج. هل تريدون التأثير؟ يجب عليكم الخروج الى الشوارع بهذه الاعداد. ايضا في هذا الاسبوع وفي الاسبوع القادم والأسبوع الذي بعده من اجل المطالبة بأن لا تتنازل الحكومة عن التشريع. وإذا قامت بتجميد التشريع يجب عليكم ملء البلاد بالمتظاهرين كما حدث في 26 آذار عندما اقال رئيس الحكومة وزير الدفاع يوآف غالنت. سنراكم.
هنا لا يوجد تعالي، مفهوم أن هناك جمهور يشعر بأنه تمت سرقة صوته. ويشعر أن ورقته في صندوق الاقتراع لم تمنحه، لخيبة أمله، الحق للقضاء على طريقة الحكم هنا، والذي يعرف بأن القوة الاجتماعية لمن يعارضون الانقلاب أكبر من قوته. ولكن مظاهرة دعم لنظام الحكم، التي تقاد بتنظيمه وتمويله، والتي ممثلون يخطبون فيها، ليست التعبير عن الحماسة والاخلاص، بل هي تعكس الفهم بأن المتظاهرين الذين هم كما يبدو قد هزموا، وأن الإصلاح – الذي لم ينتبهوا لوجوده حتى إعلان النوايا الرائع لوزير العدل – يبدو أنه يلفظ انفاسه. وهم ارادوا التعبير عن خيبة الأمل وأن يضخموا وينفشوا ريشهم للمرة الاخيرة قبل الاستسلام.
سر الدعاية الناجعة يكمن في القدرة على الاقناع بأن الحقائق صحيحة وأن العملية ضرورية وأن الحاجة حقيقية. في هذا الامر فشل ياريف لفين وسمحا روتمان وبنيامين نتنياهو. الفاشيون الكبار قالوا إن فن الدعاية يكمن في معرفة الاحتياجات الحساسة للجمهور، من خلال الافتراض بأن قدرته على الفهم محدودة، وأن ذكاءه قليل وذاكرته قصيرة. نتنياهو تبنى خلال السنين أسس الدعاية لطاغية مبتديء ورأى خلاصه، لكن عندما اراد تسويق انقلابه فان كل شيء تحطم وأصبح غبار.
توقعاتي من لفين قليلة. فهو غير مصنوع من المواد الصحيحة. اثناء خطابه المليء بالأكاذيب في مظاهرة اليمين يبدو أنه حدث في أعماقه صراع شديد في محاولته أن لا يغفو من الملل الذي يلقيه على نفسه. ولكن نتنياهو يسبح في هذه المادة. فهو الشخص الذي اوجد الثقافة السياسية التي أصبحت سائدة هنا في العقد الاخير، وهي تقوم على مناشدة مشاعر الألم، وعلى تأجيج مشاعر الاهانة ووسم الاعداء.
إذا كان الأمر هكذا فما الذي حدث في هذه المرة؟ حتى الآن هو فشل لأن قاعدته لم تلب دعوته ولم تصدق بأن التشريع المقترح سيحول إسرائيل إلى ديمقراطية أكثر. وبشكل عام هو لم يرغب في الانتحار فوق هذه التلة بثمن شرخ اجتماعي. ولو أن نتنياهو أراد فحص إلى أي درجة الجمهور الذي يؤيده يقف على يمينه فإن المظاهرة اثبتت له بأن معظم المتظاهرين ينتمون للصهيونية الدينية وفقط اقلية من مؤيديه يؤيدون “الإصلاح خاصته”. هذا وجد التعبير أيضا في الاستطلاعات الأخيرة. مظاهرة اليمين كانت أكثر من أي شيء آخر الدليل على ضعف حزب السلطة، والدليل على ترك منتخبيه، وعلى العزلة التحذيرية لنتنياهو. رهانه فشل. والسؤال هل هو مستعد وقادر على الاعتراف بذلك.