زلزال في واشنطن: صناديق إبستين السوداء تفتح أبواب الجحيم على النخبة العالمية
تتجه أنظار الرأي العام العالمي اليوم السبت نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تنتهي المهلة القانونية الممنوحة لوزارة العدل الأمريكية للكشف عن أرشيف التحقيقات الخاص بالملياردير الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية. وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لـ "قانون شفافية ملفات إبستين" الذي أقره الكونغرس ووقعه الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر الماضي
واشنطن – السبت، 20 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الرأي العام العالمي اليوم السبت نحو العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث تنتهي المهلة القانونية الممنوحة لوزارة العدل الأمريكية للكشف عن أرشيف التحقيقات الخاص بالملياردير الراحل جيفري إبستين، المدان بجرائم جنسية. وتأتي هذه الخطوة تنفيذاً لـ "قانون شفافية ملفات إبستين" الذي أقره الكونغرس ووقعه الرئيس دونالد ترامب في نوفمبر الماضي، وسط ترقب مشوب بالحذر لما قد تحتويه هذه الوثائق من "أسماء ثقيلة" وتفاصيل قد تهز أركان النخبة السياسية والاقتصادية.
صراع الأمتار الأخيرة: شفافية أم "فلترة"؟
رغم انقضاء الموعد النهائي رسمياً، شهدت الساعات الماضية سجالاً حاداً بين وزارة العدل والمشرعين من الحزب الديمقراطي. وأفاد نائب المدعي العام، تود بلانش، بأن الوزارة بدأت بالفعل بنشر مئات الآلاف من الوثائق عبر موقعها الإلكتروني، إلا أنه أكد أن العملية ستتم على مراحل، مبرراً ذلك بضرورة "حماية خصوصية الضحايا" ومراجعة المواد الحساسة، وهو ما اعتبره معارضون "محاولة للمماطلة".
في المقابل، اتهم نواب بارزون في لجنة الرقابة بمجلس النواب إدارة ترامب بانتهاك نص القانون الذي يقضي بنشر "كافة" الملفات غير السرية دون استثناء. وصرح النائب روبرت غارسيا قائلاً: "يجب أن يتوقف هذا التستر؛ الشعب الأمريكي يستحق الحقيقة الكاملة دون تنقيح يحمي الأقوياء".
تسريبات استباقية تزيد من حدة التوتر
ولم ينتظر الديمقراطيون في الكونغرس انتهاء المهلة، حيث قاموا بنشر "حزمة تمهيدية" من الصور والوثائق التي تم الحصول عليها من تركة إبستين، شملت:
* صور لم يسبق نشرها: تظهر شخصيات عالمية بارزة في مناسبات اجتماعية مع إبستين، من بينهم بيل غيتس، وستيف بانون، والمفكر نعوم تشومسكي، بالإضافة إلى صور قديمة للرئيسين دونالد ترامب وبيل كلينتون.
* أدلة صادمة: تضمنت التسريبات صوراً لغرف غامضة في جزيرة إبستين الخاصة "ليتل سانت جيمس"، ووثائق تشير إلى "شبكة نفوذ" كانت تمتد لتشمل مسؤولين أمنيين وأكاديميين.
ماذا يتوقع الخبراء من "الدفعة الكبرى"؟
يتوقع المحللون القانونيون أن تشمل الملفات التي ستفرج عنها وزارة العدل اليوم:
* سجلات الطيران (Flight Logs): تفاصيل دقيقة حول رحلات طائرة "لوليتا إكسبريس" والركاب الذين زاروا جزر إبستين.
* شهادات المحلفين الكبرى: نصوص التحقيقات التي ظلت سرية لسنوات، والتي قد تكشف عن هوية المتواطئين في تسهيل عمليات الاتجار بالبشر.
* مراسلات داخلية: رسائل إلكترونية ومكالمات مسجلة تربط إبستين بشخصيات في وول ستريت وهوليوود.
تداعيات سياسية مرتقبة
يأتي هذا الإفراج في توقيت سياسي حساس، حيث يرى مراقبون أن نشر هذه الملفات قد يغير خارطة الولاءات السياسية في واشنطن. وبينما يصر البيت الأبيض على أن الرئيس ترامب هو من دفع باتجاه الشفافية عبر توقيع القانون، يخشى آخرون من أن يتم "تسييس" عملية النشر لإدراج أسماء واستبعاد أخرى بناءً على الانتماءات الحزبية.
بين الساعة والأخرى، يترقب الصحفيون والناشطون تحديثات موقع وزارة العدل، في لحظة وُصفت بأنها "يوم الحساب" لأرشيف إبستين الأسود، الذي ظل لغزاً يؤرق القضاء الأمريكي لأكثر من عقدين.