قطاع غزة: حرب إبادة وأزمة إنسانية كارثية
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى نقطة كارثية

أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبريسوس، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى نقطة كارثية، حيث يعاني أكثر من مليوني نسمة من الجوع في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع. وجاءت هذه التصريحات في جنيف، إذ سلط الضوء على أزمة حادة تواجه تمويل الصحة العالمية نتيجة تقليص الدول المانحة مساهماتها، واصفًا ما يحدث بأنه "أكبر اضطراب في تاريخ تمويل المنظمة".
وتفاقمت الأزمة إثر استئناف إسرائيل العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، بعد انتهاء هدنة استمرت شهرين، وفرض حصار شامل على القطاع منذ الثاني من مارس، ما أدى إلى انقطاع إمدادات الغذاء والدواء والخدمات الحيوية، مما دفع السكان إلى مواجهة مجاعة متصاعدة.
ومع حلول اليوم الخامس والأربعين من المواجهات، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 28 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من وفيات وشيكة ناتجة عن سوء التغذية الحاد.
وتوثّق وزارة الصحة في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، استشهاد أكثر من 52 ألف فلسطيني وإصابة نحو 118 ألفًا، بينهم آلاف الشهداء والجرحى جراء التصعيد العسكري الأخير. وفي ظل الحصار المستمر الذي تجاوز 60 يومًا، تتكدس شاحنات الإغاثة عند المعابر، بينما يعاني 91% من السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
وفي تحذير صريح، ناشد مدير عام وزارة الصحة في غزة، منير البرش، الأمم المتحدة إعلان حالة المجاعة رسميًا، مؤكداً أن المؤشرات الحقلية تستوفي جميع المعايير الدولية لهذا الإعلان. وتواجه غزة خطر إغلاق المطابخ الجماعية، التي تمثل الشريان الأساسي لتغذية مئات الآلاف، وسط تفاقم أزمات المياه والرعاية الصحية.
ولا يقتصر تأثير الكارثة على نقص الغذاء فقط، إذ يعاني أطفال القطاع الذين يشكلون نصف السكان، من صدمات نفسية متزايدة جرّاء القصف و موجات النزوح، فيما تعطل التعليم وانعدام الحماية أسهما في تفاقم مأساة الأطفال. كما تتعرض النساء والفتيات لخطر متصاعد في ظل العدوان المستمر، وسط نزوح أكثر من 423 ألف شخص من منازلهم، وتدمير كامل لما يزيد على 160 ألف وحدة سكنية، مع أضرار كبيرة تصيب 276 ألف وحدة أخرى.
وبين القصف اليومي من البر والجو والبحر، باتت غزة نموذجًا حيًا لانهيار البنى التحتية والحياة الإنسانية، في مشهد يعكس الانهيار التام للنظام الصحي وافتقاد أبسط سُبل البقاء، فيما يوضح حجم الكارثة فشل المجتمع الدولي في فرض حد لهذه الأزمة الإنسانية التي تُعد الأطول في العصر الحديث.