مسحات الجلد تشخص مرض الشلل الرعاش
توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن تشخيص مرض باركنسون، المعروف أيضًا باسم الشلل الرعاش، عن طريق تحليل المركبات الموجودة على جلد الجسم،
توصلت دراسة جديدة إلى أنه يمكن تشخيص مرض باركنسون، المعروف أيضًا باسم الشلل الرعاش، عن طريق تحليل المركبات الموجودة على جلد الجسم، مما يمهد الطريق لإجراء اختبار أسهل باستخدام مسحات سريعة وغير مؤلمة.
وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، اكتشف فريق من العلماء من مانشستر في المملكة المتحدة أن كلا من بداية حالة الدماغ التنكسية وطبيعة تطورها يمكن تحديدها من خلال دراسة الزهم، وهي المادة الدهنية والشمعية، التي تغلف وتحمي جلد الإنسان والثدييات ويتم إفرازها من بصيلات الشعر.
يشار أيضًا إلى "الزهم" أو المادة الدهنية الشمعية بـ"النتح الدهني"، ويتم إفرازه من الغدد الدهنية في الجلد، ويتكون أساسا من ثلاثي الغليسريد بنسبة 41% وإسترات الشمع 26% وسكوالين 12% وأحماض دهنية حرة بنسبة حوالي 16%. ويمكن اكتشاف وجود مؤشرات على الأمراض أو العدوى البكتيرية من خلال تحليل الزهم ووجود اختلاف في النسب أو المكونات، علاوة على أن الزهم أو النتح الدهني يكون عادة عديم الرائحة، ولكن في حالة وجود عدوى بكتيرية يمكن أن يصبح له رائحة نفاذة.
ومن المعروف أن المصابين بمرض باركنسون ينتجون دهونًا زائدة من الزهم، لكن لم يكن يتم الاعتماد عليه في السابق لتشخيص الإصابة بمرض الشلل الرعاش. وأحيانا يكون ظهور المرض خفيًا، ويعتمد الأطباء حاليًا على كل من تقييم الأعراض والفحوصات لفقدان الخلايا المنتجة للدوبامين، ولكن ثبت أنه يمكن أن تكون هناك وسائل للتشخيص من خلال إفرازات الخلايا بشكل مماثل لطرق رصد الأعراض المميزة الأخرى مثل الرعاش والبطء والصلابة وقضايا التوازن.
وأظهر استطلاع حديث أجرته المؤسسة الخيرية البريطانية لرعاية مرضى باركنسون على 2000 شخص مريض، أن أكثر من ربعهم تم تشخيصهم بشكل خاطئ في البداية بحالة مختلفة. وأدى ذلك إلى تلقي ما يقرب من نصف هؤلاء المرضى علاجات لتشخيص حالة لم تكن لديهم، بما في ذلك الأدوية، وفي بعض الحالات، تم إجراء عمليات جراحية بناء على تشخيص خاطئ.
وقالت الباحثة بيرديتا باران، خبيرة قياس الطيف الكتلي من جامعة مانشستر: "نعتقد أن نتائجنا هي خطوة مشجعة للغاية نحو الاختبارات التي يمكن استخدامها للمساعدة في تشخيص مرض باركنسون ومراقبته".
وأضافت الباحثة: "لا يعتبر الاختبار سريعًا وبسيطًا وغير مؤلم فحسب، بل يجب أن يكون أيضًا فعالاً للغاية من حيث التكلفة لأنه يستخدم التكنولوجيا الحالية المتوفرة بالفعل على نطاق واسع"، معربة عن أملها في المضي قدمًا لتحسين الدقة بشكل أكبر واتخاذ خطوات نحو جعل هذا الاختبار مستخدما على نطاق واسع.
وأشارت بروفيسور باران إلى أنه من خلال تحليل تركيزات 10 مركبات كيميائية مختلفة في "الزهم"، توصلت هي وفريقها البحثي بجامعة مانشستر إلى أنه يمكنهم التنبؤ إذا كان شخص ما يعاني من مرض الشلل الرعاش بمعدل دقة يبلغ 85%.
وأضافت بروفيسور باران أنه تم التحقق من صحة النتائج من خلال فحص عينات المزيد من المرضى في كل من هولندا والمملكة المتحدة.
وفي دراسة ثانية، استخدم فريق الباحثين مقياس الطيف الكتلي عالي الدقة لتحديد التوقيع الكيميائي المعقد لمرض باركنسون الموجود في إفرازات دهون المرضى، وإظهار أنه من الممكن تتبع التغيرات الطفيفة والمهمة مع تقدم المرض.
على وجه التحديد، اكتشف الباحثون أن أولئك الذين يعانون من هذه الحالة يخضعون لتغيرات يمكن اكتشافها في معالجة الدهون ووظيفة الميتوكوندريا الخلوية المعروفة بخلل وظيفي لدى الأشخاص المصابين بمرض باركنسون.
تظهر هذه النتائج أن اختبارات المسحة ستكون أيضًا قادرة على تتبع كيفية تقدم الحالة بعد تشخيص مرض باركنسون، بالإضافة إلى توفير وسيلة لتقييم فعالية العلاجات التجريبية المستقبلية لوقف المرض أو القضاء عليها.