ها أنت تمشي وحدك في الشوارع ناسياً من أنت

ربما تتذكر أنك كنت في القدس صباحاً .... ولن تعود للخليل مساء من كثرة الحواجز... ربما اعتقلت صباح أمس أو أنّك كنت شخصاً آخر!

ها أنت تمشي وحدك في الشوارع ناسياً من أنت
مدينة القدس

ربما تتذكر أنك كنت في القدس صباحاً ....
ولن تعود للخليل مساء من كثرة الحواجز...
ربما اعتقلت صباح أمس أو أنّك كنت شخصاً آخر!
وتكتشف في اليوم التالي أنك كنت في عكا تبحث
عن زمن ...وعن مفردات لم نعد نرددها ......
وتصحو وتجد نفسك في غزة ....تواجه الحصار
وحيدا .... وتسمع من خطب التأييد والدعم ما يملأ
القطاع خبزاً لألف عام ...وتدفئة تنهي صقيع كانون
وتشعر بالشبع أنت وأطفالك ....وبالدفء ليلاً ونهاراً
وتنهال الصواريخ على غزة  من كل العيارات ... ويختلط
الندى بالدم بالتراب بالحديد ... وتشم رائحة اللحم المشوي
ويحترق ورد غزة ... ونخيل غزة ... وأطفال غزة ..وطيور
غزة .... وتسأل  من يدافع عنك ...من يقف معك ...من يبكي
عليك ... هذا الزمان ليس لك ... بل ، عليك ...ولكنك تواصل
المسير ولا تعرف ساعة القصف أين أنت ... بل تعرفها المحطات
التي بدون دمك وشظاياك لن تعمل ...فهي صنعت من أجلك
ليشاهد العالم دمك على الإسفلت وفي الأزقّة وأنت تدور في الشوارع
تبحث عن رغيف لأطفالك ... أو ربّما تبحث عن زمن سرقوه
منك في غفلة منا جميعا.... تحت غطاء ...نحن صنعنا الثورة
ونحن الأُمناء على القضية ...ونحن أمّ الولد ...بعد أن ضاع
الوالد ...والولد ....ثم أكملوا الطريق في أوسلو ...ليطير
البلد .... وما طاروا ....فقد فقدوا أجنحتهم العسكرية ....
وامتطوا أجنحة المفاوضات ....مفاوضات من أجل البلد
للأبد ...مفاوضات حتى الموت ...من طائرة ..إلى طائرة
ومن فندق إلى فندق ....ومن مطعم إلى مطعم ....
فهم لم يعد يهمهم ...غير أن يظهروا في كامل الأناقة
والوسامة والابتسامات ....والعناق ...العناق حتى نأخذ
حقوقنا ....والاشتباك بالأحضان في "هرتسليا "
والقدس تسأل أي عاصمة للثقافة .... بعد أن سيطرت أسرلة المناهج ألتربويه 
 وثقافة المستوطنات وهدم المنازل ...وجرف الأراضي
وإبقاء أبناء القدس الأسرى في المعتقلات .... ولا أحد
يسأل عنهم ... ورجال الأمن الوطني يجولون في الشوارع
ويردد قادتهم ...نحن هنا من أجل فرض الأمن والأمان ...
ومطاردة اللصوص ... والخارجين عن القانون ...وكأن هناك
قانون ...ودستور ...وشرعية ... ومن غير الشعب يمنح الشرعية؟
وأخيرا أكتشفت ما كانت تعرف بالفصائل المسلحة أن الانتخابات استحقاق وطني ونضال ما بعده نضال ... ويجوز أن الانتخابات أهم من البندقية ومشاكلها ...ووصلنا إلى درب المهابيل ... الكل يكذب والكل يغازل أعداء شعبنا ... فالولايات المتحدة شريك السلام والعدو شريك السلام .
يا الله ...   ظلم ما  بعده ظلم ...أهلنا أحسن الناس، وأشرف الناس
وأوفى  الناس ... تشوه صورتهم  وسمعتهم  لمصلحة  من .... لم
نعرف اللصوص  إلاّ في زمن  السلطة  أصحاب اتفاقيات العار في أوسلو وما بعدها وما قبلها ...لأنّهم  أوّل من جاء لاغتيال
الثورة وأحلام الناس ... وجعلونا نردد معهم كلمة دولة وسلطة والكل
يعرف ليس هناك سلطة، ولا دولة، ولا رئيس، ولا وزير ..ولا ديوان
إلاّ دواوين.... النصابين والدجّالين ...
تصحو ...وتجد نفسك خارج المكان ...وتردد ... كل البلاد معنا ...وليس
لنا سند ... أحد ..أحد ...كل البلاد معنا .....وليس معنا احد  ...

محمد عادل / دمشق