هل أنا فلسطيني؟

يبدو أن بعض الأخوة في فلسطين يريدون نزع هوية الفلسطينيين في الشتات ، وقد تجلى ذلك بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي

هل أنا فلسطيني؟

يبدو أن بعض الأخوة في فلسطين يريدون نزع هوية الفلسطينيين في الشتات ، وقد تجلى ذلك بشكل لافت على مواقع التواصل الاجتماعي عندما كنا نخالفهم الرأي في اي موضوع ذي صلة بأداء السلطة ومواقفها ، وانا واحد من الناس قد رصدت ردود افعال مماثلة من رموز إدارية في السلطة عندما كنت اطرح سؤالا او اقدم رأيا مخالفا ، فمثلا ، انت لابد بعمان او تعيش في السويد شو دخلك ، وشو بعرفك ، كانت دائما الردود استعلائية بوليسية ، وكانت الردود انفعالية وغير موضوعية تحاول صرف النظر عن مخالفات السلطة الى مخالفات اخرى تحدث في الجهة الاخرى ، مما يعني أنها تبيح لنفسها القمع والقتل وتبريرها الوحيد أن هذا يحدث في مكان آخر ، وقد وصل القمع الى درجة التهديد غير المباشر عبر مواقع التواصل بان أوحى احدهم لمتابعيه بأنه يشغل منصبا في السلطة ، وهو بهذه الصيغة يعبر عن حالة استعلائية قمعية دون ان يتيح لاحد أن يناقش او يعارض ، ولكن أشد ردود الفعل وأكثرها ايلاما محاولة استثناء من هم في الشتات من التفاعل وإبداء الرأي ، في الوقت الذي كان هذا الشخص الى وقت قريب في الشتات مثلي ومثل الكثيرين ، ولكني أتعجب كيف عاد وتحول من معلم الى مسؤول في السلطة في زمن قياسي ، بل كيف ترشح للمجلس التشريعي ، وصار فجأة يضرب بسيف السلطة ويوزع تهديداته على المخالفين في الشتات والداخل ، هذا نموذج من نماذج كثيرة تستقوي بالسلطة وتقاتل من اجل مصالحها . في الواقع لم يصدمني هذا الموقف بقدر ما صدمني تاريخ صاحبه الذي تسلق في زمن قياسي ، وأصبح من المحرضين على شعبه منطلقا من مبدأ عنزة ولو طارت . ينافح بضراوة ولسان بذيء عن كل الأخطاء المتراكمة ، ولا يخجل من نزع هوية ابناء شعبه في الشتات . وفي الحقيقة أن مثل هذا السلوك قد صدر من بعض الأخوة في الضفة الغربية تجاه إخوانهم الذين كتب الله عليهم الشتات ، بان هددوهم بالقتل عندما طالبوا بحقوقهم ومواريثهم مستندين الى أوضاعهم الوظيفية الامنية في السلطة ، انا حزين جدا لأن الخطاب الاعلامي للسلطة لا يأتي على ذكر الشتات ومعاناة اهله باية صيغة ، ويتوتر من مشاركات المشتتين في النقاش او مخالفة الرأي . 
لقد عمل فلسطينيو الشتات في كل المحطات  التاريخية على دعم قضيتهم ، وتعددت طرق وادوات دعمهم لوطنهم واهلهم ، كانت تبرعاتهم في الفترة المبكرة من قيام الثورة الفلسطينية هي المساهم الاقوى والأكثر ديمومة في دعم الثورة في بدايتها ، قاسموا اهلهم في فلسطين رغيف خبرهم بشغف ومحبة ، حتى اننا كنا نطلق على المتذمرين من هذا الاستحقاق صفة الخيانة . وفي النهاية يخرج من يستثنيك ويستبعدك وينزع عنك هويتك وانتماءك . ويبرر كل الأخطاء والجرائم التي لا تسرك بطريقة ساذجة ، متحدثا بلسان مونتغمري ، وعندما تسأله عن إنجازات الجهة التي يدافع عنها يتلعثم .ولكنه يصر على أن العنزة تطير ، وان الآخر ليس من حقه أن يدحض هذه المقولة .


د. احمد عرفات الضاوي