اعتقالات دوار المنارة 

السلوك الاعتقالي الذي حدث في دوار المنارة الشهير برام اللـه، ومن على الرصيف، وطال الشاعر الفلسطيني الكبير زكريا محمد، صاحب التاريخ النضالي والدور الثقافي والأدبي،

أغسطس 24, 2021 - 15:00
أغسطس 24, 2021 - 15:00
اعتقالات دوار المنارة 
اعتقالات دوار المنارة 

السلوك الاعتقالي الذي حدث في دوار المنارة الشهير برام اللـه، ومن على الرصيف، وطال الشاعر الفلسطيني الكبير زكريا محمد، صاحب التاريخ النضالي والدور الثقافي والأدبي، وكاتب قصائد النثر الرائقة المتعلقة بقيم الحرية والعدالة والجمال، وعدد من زملائه المحتجين والمنددين بالاعتقالات المتكررة التي تنفذها أجهزة الأمن الفلسطينية ضد ناشطين ومعارضين لسياسة ونهج السلطة وممارساتها، والمطالبة بتحقيق العدالة في قضية مقتل المعارض السياسي، شهيد الكلمة نزار بنات، هذا السلوك الذي جرى بذريعة "التظاهر غير القانوني"، هو معادٍ لحرية الرأي والتعبير وحق التظاهر، ويدل على الوهن القائم في بنية السياسي الفلسطيني والتخبط الذي يعيشه. 

يبدو أن هنالك قرار سياسي باعتقال كل من يحتج ويتظاهر حتى لو كان أكبر شخصية اعتبارية في المجتمع الفلسطيني، وهذا يعكس أزمة السلطة والنظام السياسي الفلسطيني الذي تحول إلى نظام قمعي وقهري واستبدادي لمصلحة الاحتلال، ويقوم بالدور بدلًا منه.

لا شك أن ثمة تضييق على مساحات حرية التعبير والنشاط الاحتجاجي وحرية التظاهر، والرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحمل المسؤولية عن تبعات ذلك، ومطالب شخصيًا بالاعتذار للشاعر زكريا محمد، الذي أطلق سراحه بعد احتجازه ساعات، بفعل ردود الفعل والتضامن الهائل معه من مثقفين واوساط شعبية وسياسية فلسطينية وعربية وعالمية على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكل من مسه الأذى النفسي قبل الجسدي، وذلك كخطوة أولى نحو تصويب وتصحيح المسار، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفعلة الحمقاء المشينة والمسيئة والقمعية، التي تضر بشعبنا وطنيًا واخلاقيًا.

النفق يزداد ظلمة وعتمة، والمشهد الفلسطيني يسير نحو الانهيار، ومن الضروري وقف الكارثة وقمع الحريات الديمقراطية، بمراكمة واعية وعقلانية وصبورة لبديل قادر على انقاذ السفينة الغارقة، وحماية حرية الرأي والتعبير، وتوسيع الهامش الديمقراطي، لحماية المستقبل الوطني الفلسطيني.

شاكر فريد حسن اغبارية صحفي وكاتب فلسطيني مقيم في فلسطين .. السيرة الذاتية ولدت في التاسع والعشرين من آذار 1960 في قرية مصمص بالمثلث الشمالي، نشأت وترعرعت بين أزقتها واحيائها وشوارعها، أنهيت فيها تعليمي الابتدائي والاعدادي، والتعليم الثانوي في كفر قرع. لم أواصل التعليم الجامعي نتيجة الظروف والاوضاع الاقتصادية الصعبة حينئذ. التحقت بسلك العمل واشتغلت بداية كساعي بريد في قرية مشيرفة، وفي بقالة بمدينة الخضيرة، ثم في الأشغال العامة، وفي مجال الصحافة مراسلًا لصحيفة الاتحاد الحيفاوية، ثم تفرغت للعمل الثقافي والكتابة. شغفت بالكلمة وعشقت القراءة ولغة الضاد منذ صغري، تثقفت على نفسي وقرات مئات الكتب والعناوين في جميع المجالات الأدبية والفلسفية والاجتماعية والتراثية والفلسفية، وجذبتني الكتب الفكرية والسياسية والتاريخية والبحثية والنقدية. وكان ليوم الأرض ووفاة الشاعر راشد حسين أثرًا كبيرًا على تفتح وعيي السياسي والفكري والثقافي. وكنت عضوًا في لجنة احياء تراث راشد حسين، التي عملت على اصدار أعماله الشعرية والنثرية وإحياء ذكراه. وكذلك عضوًا في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين برئاسة المرحوم سميح القاسم. بدأت الكتابة منذ نعومة اظفاري، ونشرت أولى محاولاتي وتجاربي الكتابية في مجلة " لأولادنا " للصغار، وفي مجلة " زهرة الشباب " للكبار، وفي مجلة " مجلتي "، التي كانت تصدر عن دار النشر العربي، بعدها رحت أنشر في مجلة المعلمين " صدى التربية " وفي صحيفة " الانباء " ومجلة " الشرق " لمؤسسها د. محمود عباسي، وفي مجلة " المواكب ". بعد ذلك تعرفت على الصحافة الفلسطينية في المناطق المحتلة العام 1967، وأخذت انشر كتاباتي في صحيفة " القدس " و " الشعب " و" والفجر " و " الميثاق "، وفي الدوريات الثقافية التي كانت تصدر آنذاك كالفجر الأدبي والبيادر الادبي والكاتب والشراع والعهد والعودة والحصاد، ومن ثم في صحيفتي " الأيام " و " الحياة الجديدة. هذا بالإضافة إلى أدبيات الحزب الشيوعي " الاتحاد " و " الجديد " و " الغد ". وكذلك في صحيفة القنديل التي كانت تصدر في باقة الغربية، وفي الصحف المحلية " بانوراما " و " كل العرب " و " الصنارة " و " الأخبار " و " حديث الناس " و" الآداب " النصراوية التي كان يصدرها الكاتب والصحفي الراحل عفيف صلاح سالم، وفي طريق الشرارة ونداء الأسوار والأسوار العكية ومجلة الإصلاح، وفي صحيفة المسار التي اكتب فيها مقالًا أسبوعيًا، بالإضافة إلى عشرات المواقع الالكترونية المحلية والعربية والعالمية ومواقع الشبكة الالكترونية. تتراوح كتاباتي بين المقال والتعليق والتحليل السياسي والنقد الأدبي والتراجم والخواطر الشعرية والنثرية. وكنت حصلت على درع صحيفة المثقف العراقية التي تصدر في استراليا.